حكايا شجرة أطلسية



دوحة الأطلس العريق إمامـي
دوحة فـوق شاهـق الأعـلام

دوحـة أستمـد منهـا حياتـي
وتعاليمي في الضحى والظلام

فرعها يلمـس السمـاء سمـوّا
وأفانيـنـهـا ذوات جـمــام

ظلها واسـع يصـد النعامـى
وتظل العطشان يـوم السُّهـام

ولها جذع لاينـي كـل كـرب
معْـرض والعـرى بلاأسقـام

دوحـة أصلهـا تليـد ثبيـت
في الثرى لا يقوى عليه الطامي

وترائى عروشهـا ناضـرات
وعراجينهـا وكـور حَـمـام

وإذا ما هـب النسيـم عليهـا
عانقتـه أغصانهـا بابتـسـام

يالها دوحة إذا جاءها الحا
طب أضحت نصاله مـن كهـام

وإذا جاءهـا سحـاب يـدوّي
صمدت فـي هجومـه الهـدام

لم تزل في الشماء شامخة
رغم ضجيج القـرود والأيـام

دوحة لاتؤذي الصنوبر أو تؤ
ذي الدوالي أو غيرها بخصام

فهْي أعلى منها وأحنى عليهـا
وكذاك القـويُّ فـي الأقـوام

مثلها يِؤتسى بـه كـل خطـب
ويكـون الطبيـب للأسـقـام

نصحتـنـي ملـحـّةً ببـيـان
وأمدتنـي عنـدهـا بحـسـام

ثم قالت ما زارني هاهنا غيـ
رك ياهـذا فاعتبـر للأمـام

وإذا جاءها السحـاب سقاهـا
بشآبـيـب لاتـشـاب بــذام

ويفيض الينبوع مـن جانبيهـا
ويغذي الحقول فيـضَ غمـام

دوحة الأطلس المنضّر أستا
ذي ومن وحيها أنال مرامـي

دوحة أعلى قمة الأطلس الدهر
منار المشتاق والمستهـام

دوحتـي ياعزيزتـي قومينـي
بوصاياك الغرّ كـل حِمَـام

23-5-02