| كيف كان يربي السلاطين مماليكهم ( عناية السلطان بمماليكه) |
من يطلع علي الأساليب التي كان ينشأ عليها الجندي المملوكي في ثكنات القلعه (طباق المماليك) عندما يجلب صغيراً حتي يصير أميراً يعي جيداً كيف كان ذلك سبباً في إزدهار العلوم و الآداب في ذلك الزمان و يدرك حقيقة تقريب السلاطين لأهل العلم و الفقهاء من مجالسهم و يتبين له كيف كانت هذه التربيه سبباً في حب الأمراء و السلاطين للجهاد في أزمنة سطوع هذه الدوله.
السلطان المملوكي الكبير المنصور سيف الدين قلاوون أحد عرابي العصر المملوكي و الذي يرجع إليه الكثير من أصول الجنديه المملوكيه و نظام الجيش المصري زمن هذه الدوله يتحدث عنه الشيخ المقريزي و عن كيفية تنشئته لمماليكه في كتاب الشيخ المعروف بالخطط المقريزيه و الذي نستعرض جانباً منه تباعاً في مجموعه من المشاركات بإذن الله.
...
و نبدأ في تبيين مدي عناية هذا السلطان و سنته في الإهتمام بجنده و مماليكه, فقد قال الشيخ رحمه الله :
" كان الملك المنصور قلاوون يخر (ينزل) في غالب أوقاته إلى الرحبة (موضع بالقلعه) عند استحقاق حضور الطعام للمماليك، ويمر بعرضه عليه ويتفقد لحمهم ويختبر طعامهم في جودته ورداءته، فمتى رأى فيه عيباً اشتدّ على المشرف والاستادار ونهرهما وحلّ بهما منه أيّ مكروه، وكان يقول: (( كلّ الملوك عملوا شيئاً يذكرون به ما بين مال وعقار، وأنا عمّرت أسواراً وعملت حصوناً مانعة ولي ولأولادي وللمسلمين، وهم المماليك !! )) ... "
يتبع إن شاء الله .
أ.س