بعد عزلة استمرت 11 عاما.. شاب كفيف يتحدى كل الظروف و يحصل على ثلاث شهادات بثلاث سنوات ويتفوق في الجامعة
تحقيقات

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيزكريا فقد بصره في السنوات الأولى من طفولته، (بالصف الثاني)، حلت الظلمة مكان النور، واستحال على طفل بعمره التكيف مع حالته الجديدة، فعزل نفسه وانقطع عن التواصل مع الآخرين لمدة أحد عشر عاماً، ثم فجأة قرر العودة الى العالم الذي اعتزله،


وخلال ثلاث سنوات فقط حصل على شهادة الابتدائية والشهادتين الإعدادية والثانوية ليدخل فرع علم الاجتماع في جامعة تشرين وليحصل على أعلى المعدلات متفوقا على زملائه.
عزلة قاتلة
يعيش زكريا عباس (23 عاماً)في أسرة مكونة من سبعة أفراد في حي الرميلة بجبلة، في بيت بسيط ومتواضع، محتوياته تدل على ضعف الإمكانيات، فالأب تجاوز عمره الخمسين ومازال يعمل في ورشة بناء يرفع البيتون على كتفه همه الأول تأمين قوت يوم أفراد أسرته.

في الثالثة من عمره فقد زكريا النور من عينه اليسرى نتيجة إصابته بالمياه السوداء، وبعد سنوات وفي الصف الثاني الابتدائي تعرض لصدمة قوية على عينه اليمنى من أحد زملائه بينما كانا يلعبان في باحة المدرسة،بدأ على إثرها نظره يضعف ويخف تدريجياً ،فعل الأهل أقصى ما يستطيعون لمعالجة ولدهم.
ويقول الأب غياث: "كنت مستعداً لبيع كل ما أملك ،حتى ثيابي ولفعل المستحيل لمعالجته،لكن القدر كان أقوى من الجميع، طرقنا أبواب الأطباء وأجُريت له عمليات عديدة في اللاذقية ودمشق لكن دون جدوى ليفقد البصر أيضاً بعينه اليمنى نتيجة انفصال كامل للشبكية".

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيوكانت النتيجة أن "ودع مقاعد الدراسة بمرحلة مبكرة من طفولته ما ترك في قلبه حرقة وغصة، ويصاب بعدها بحالة من الإحباط والتشاؤم نتيجة الظلام واللون الأسود الذي حل بكل تفاصيل حياته ليدخل بعدها في حالة من العزلة القاتلة استمرت ما يقارب 11سنة".
يضيف الأب: "حاولنا أنا وكافة المقربين من حوله وبجميع الوسائل لإخراجه من حالة العزلة التي وضع نفسه فيها لكن باءت كل جهودنا بالفشل، وأصبح همي الوحيد كسر طوق عزلته، إلا أن زوجة عمه والتي تعمل مدرسة استطاعت بحنكتها وأسلوبها المتمكن في الحوار والنقاش من إقناع زكريا بالخروج من القوقعة التي بناها حول نفسه".

"كان اقتراح المدرسة-زوجة عمه- بالعودة الى الدراسة بادئ الأمر ضرب من الخيال بسبب وضعه كمكفوف" -يقول الاب- "فكيف يعود بعد أن ترك المدرسة في السابعة من عمره، لكنه لاحقاً اقتنع بالفكرة خاصة وأنه افتقد للحياة المدرسية مبكراً وكانت مقاعد الدراسة تداعب خياله و يحلم دوماً بالعودة إليها" .


سيريا نيوز
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=115856