سؤال صغير،يمر بين الحين والآخر على خاطري،كلما رأيت اهتمام الرجال ببشرتهم .. وانتشار صالونات (العناية بالرجل)!!والحقيقة أن بعض الثياب بدأ (يتنكر) في زي"فستان"أو يقترب من ذلك!!عدت – كما هو متوقع- إلى أرشيفي لإلقاء نظرة .. ولكن قبل ذلك،أتذكر أنه قبل سنوات قام أحد مصممي الأزياء بتصميم (فستان)على شكل (شماغ).الحصيلة الأولى من الأرشيف،كانت ما نشرته جريدة الأهرام القاهرية بتاريخ 27/5/1977 – مقال بعنوان"الأنوثة بمفهومها الحديث"تقول فيه المحررة :"مع بداية غزو البنطلون والزي الرجالي لعالم أزياء حواء بدأت النساء في التشبه بالرجال في كل شيء ولم يكتفين بالمظهر الخارجي،فغيرت المرأة من طريقة كلامها وحركاتها التي أصبحت تتميز بالصراحة (..) ووصل الأمر ببعض النساء إلى درجة الإحساس بالذنب عند التفكير في أنوثتهن فأصبحت الأنوثة أحدث ما أضيف إلى قائمة الممنوعات الاجتماعية){ ص 120 (المرأة العربية المعاصرة إلى أين؟ : دراسة تحليلية لمحتوى الصحف والمجلات العربية) / د. صلاح الدين جوهر / القاهرة / الطبعة الأولى 1402هـ = 1982م }.بعد عامين نشرت مجلة (المستقبل) في العدد 149 / سبتمبر 1979م، .. (دراسة أجراها أحد الأطباء تتهمك سيدتي بأن شكلك الخارجي قد بدأ يأخذ شكل الأحجام الرجالية،والدراسة أجريت بناء على طلب شركات صنع الملابس الداخلية النسائية،وقد أخذت مقاييس حوالي ستة آلاف امرأة في عمر الثلاثينات وقورنت بدراسة أُجريت عام 1951،وكانت النتيجة أن المرأة بدأت تفقد تضاريسها الأنثوية فهي اليوم أطول بمقدار 1.63 سم،وخصرها ازداد سمنة بنسبة 2.26مم، و(؟؟) ضاقت بأكثر من سنتيمتر واحد .. والتعليق كان هو الانتظار بضع سنوات لمعرفة مدا تحول شكل المرأة ليشبه الرجل){ص 150 (المرأة العربية المعاصرة إلى أين؟ : دراسة تحليلية لمحتوى الصحف والمجلات العربية) / د. صلاح الدين جوهر / القاهرة / الطبعة الأولى 1402هـ = 1982م }.من هذا القضايا التي تبدو شكلية .. نقفز إلى سنة 1993م،حين كتب الأستاذ عبد الله با جبير عن الأمريكية "سوزان نملر"،والتي أثار كتابها ضجة كبيرة – في ذلك الوقت – في أمريكا وحقق توزيعا هائلا وأعيدت طباعته مرات في شهور قليلة .. (الكتاب يتحدث عن مشكلة جديدة تضاف إلى مشاكل المرأة والأسرة،هي مشكلة انتشار الشذوذ بين الرجال في أمريكا،وكيف أدى هذا إلى هرب الرجال من مسؤولية إنشاء الأسرة التي هي عماد المجتمع بحيث زاد عدد النساء في سن الزواج على الرجال بـ 700 ألف في مدينة نيويورك وحدها.وتواصل "سوزان"مرافعتها ضد الرجل فتقول :أكثر من هذا .. لقد أدى انتشار الشذوذ بين الرجال أن أخذ شكل الرجل يتغير .. فقد أصبح يهتم بزينته كما تهتم المرأة .. ,هكذا يغرق المجتمع الأمريكي – كما تقول المؤلفة – في مستنقع رهيب من رجال فقدوا القدرة على تحمل مسؤولياتهم .. ونساء وحيدات يتسلل إليهن شعور الكراهية نحو الرجال الذين كانوا السبب في تحطيم حصن الأسرة التي هي عماد كل مجتمع){ جريدة الشرق الأوسط العدد 5487 في 23/6/1414هـ = 6/12/1993م}.باستطاعتنا أن نجادل في صاحب المساهمة الكبرى في الدفع نحو تحطيم الأسرة .. وهي الجمعيات الأنثوية – وخصوصا بعد دخول "الشاذات"الداعيات إلى اكتفاء المرأة بالمرأة إلى تلك الجميعات - ودعاوى تحرر المرأة .. ولكن تلك قصة أخرى.مرة أخرى نحن أمام"تغير شكل"أحد الجنسين .. أو اقترابه من شكل الجنس الآخر!!ولكن الأمر هنا أخطر كثيرا .. فالأمريكية تتحدث عن (الإيدز) ... وعن تحطيم حصن الأسرة .. وعن كراهية المرأة للرجل الذي تسبب في تحطيم ذلك الكيان.لم يبق إلا أن نعطر هذه الأسطر بقول الصادق المصدوق .. صلوات ربي وسلامه عليه ..عن ابن عباس رضي الله عنهما،قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لبست المرأة"الشماغ"فهل يرتدي الرجل"الفستان"؟!
{ لَعَنَ اللهُ المُتَشَبهِينَ مِنَ الرّجالِ بالنّسَاءِ، وَالمُتشبِهاتِ مِن النّسَاءِ بالرّجَالْ }عندما يلعن الحبيب صلّ الله عليه وسلم سلوكا .. فعلينا أن نعلم أن التلبس به يحمل (مصيبة) في الدنيا قبل الآخرة .. فهل؟!!تلويحة الوداع :جاء في كتاب قصة الحضارة :( وظل أغنياؤهم {أي الفايكنج } متعددي الزوجات حتى القرن الثالث عشر، وكان الآباء هم الذين يرتبون شؤون الزواج، وكثيرا ما كان ذلك عن طريق الآباء، غير أن أحرار النساء كن يستطعن إلغاء هذا الترتيب فإذا تزوجت الفتاة بغير إرادة والديها عد زوجها خارجا عن القانون، وأباح القانون لأهلها أن يقتلوها . وكان في وسع الرجل أن يطلق زوجته متى شاء، فإذا لم يستطع أن يبرر الطلاق بأسباب قوية كان في مقدور أهلها أيضا أن يقتلوه . وكان من حق الزوج والزوجة أن يطلق أحدهما الآخر إذا ما لبس الرجل ثياب النساء أو لبست المرأة ثياب الرجل ) { ص 314 جـ 3 مجلد 4 (قصة الحضارة) / ول ديورانت/ ترجمة : محمد بدران }