ثوبُ العفاف / شعر عبدالكريم رجب صافي الياسري
(من مجموعتي "مارددته الازقة")
1
ثَوْبُ الْعَفافِ
حِكايَةٌ جَذْلى،
يُرَدِّدُها دُخانُ الْـمَوْقِدِ الطِّينيِّ
في لَيْلِ الصَّرائِفِ،
كَيْ يُبَرْعِمَ في ضَفائِرِها
الْـمُحَنّاةِ الْـحَياءْ
2
هُوَ مَفْزَعُ الْكَلِماتِ
في زَجَلِ الصِّبا،
وَهِلالُ عيدِ الزّاهِدينَ،
الْعابِرينَ
عَلى هَديلِ الشَّوْقِ،
ضدّ الرِّيحِ إيـماناً وَصَبْراً،
نَـحْوَ مَـمْـلَكَةِ الْبَقاءْ
3
ثَوْبُ الْعَفافِ
مُطرَّزٌ
بِسَنابِلِ الْقَمْحِ الْـــمُنَدّى
في يَدِ امْرَأَةٍ، تُضاحِكُ طِفْلَةً
تَسْقي الْبَلابِلَ خَيْطَ ماءْ
4
ثَوْبُ العَفافِ
نُبوءَةٌ
تُلْقي بِأَحْلامِ الْفُصولِ
عَلى جَناحِ فَراشَةٍ سَكْرى،
تَلَوَّنَ عُمْرُها الْـمَكْدودُ
مُذْ بَـدَأَتْ
تَطيرُ إلى اللِّقاءْ
5
تَرْضى الشَّرائِعُ بالْمَآربِ
حينَ يَسْعى ذاهِباً،
أَوْ عائِداً،
يَغْفو بِـحَضْرَتِهِ الْيَمامُ
بِعُشِّهِ الدّافي،
وَتَعْصِمُهُ خُيوطُ الْعَنْكَبوتِ
إذا تَتَبَّعَهُ كَفورٌ
أَوْ حَقودٌ
لِلْخَباءِ أَو الْعَراءْ
6
وَتَرُفُّ في كَفَّيْهِ،
أَوْ عَيْنَيْهِ
أَجْنِحَةُ الْـمَلائكَةِ اعْتِرافاً
حينَ يَغْرَقُ بِالدُّعاءْ
7
ثَوْبُ الْعَفافِ ازْدانَ
وَازْدَحَمَتْ مَرافِئُهُ
فَسارَ عَلى الصِّراطِ
مُتَوَّجاً،
وَمُوَشَّحاً بِالصّالِـحاتِ
تَضُمُّهُ راحاتُ آياتِ السَّماءْ
8
ثَوْبُ الْعَفافِ إذا نَوى
هَجَرَ الْـهَوى،
وَاسْتَوْعَرَ الشُّبُهاتِ،
وَالشَّهَواتِ،
فَابْتَهَلَتْ لَهُ الْـخُطُواتُ،
وَالخَطَراتُ،
في يَوْمِ الزِّفافْ
***************
البصرة في آذار، 2010