منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    يوسف – أعرض عن هذا ـ.. /شروق الخالد

    يوسف – أعرض عن هذا ـ..





    :


    :
    شبة نائمة , أراقبني بنصف عين , خوفاً من أن يخترق مسافاتي ويهتك حرمتي , لكن رأسي يؤلمني وعيناي استعصى علي تركها نصف مفتوحة كالعادة , فها أنا أشعر بها تحتضن احمرار مقلتاي , لـ تُضيق المسافات تاركه المساحة لنهر جار من الدمع , وكنار سموم لامس شفتي السفلي وقد تمزقت من فرط ما ألتهمتها وعبر شقوقها الحمراء تسرب لي الألم , ولم أهتم , فلطالما أعتدت على البكاء كل يوم , حتى وسادتي استحالت صفراء باهت لونها كـوجهي , وقاسيه كـنظراته , وكحجرٍ صلد هي ترتطم برأسي وقد ملت من رثائي , فأفقت وأنا مكممه , و بلل يدنس شفتاي , ولم أكن أبكي , فالدموع لم تكن يوماً باردة كقطعةِ جليد ! فهو شيء باردٌ , لزج , أشعر بغثيان , عيناي تدور , وقبل أن يهرب , أيقنت أنه قبلني بشهوة. يا الله, أخي يهتك أستاري .! لم أستطع الكلام , تاركة الهواء يسلكُ طريقه لفمي , حتى ريقي لم أرغب بابتلاعه كعادة صبيانية أمارسها في رمضان حين ينتابُني العطش , وبكيت , أجر خيبتي في أنحاء منزلي , فاغره فاهِ , فكل شيء أختلط علي حتى الماء , كان طعمه مر , حتى أني لم أنتبه ليدي وهي تدس صابون أثوابي في فمي , رغوة , فقاقيع صابون , عيناي الحمراوين, كل هذا لم يشفع لي عند أمي , حين أتت كرسول شيطاني تسحبني خلفها لغرفه أخي وتمد نحوي قنينة زيت .
    يوسف ممدد ع السرير خالعاً عنه كل أثوابه ,في وقت لبستُ أنا كل ما أملكه من خرق , قد لا يمنعه كثره ما أرتدي من النيل مني لكن قد يؤخره قليلاً , أعرف أن لا أحد قد يحميني منه حتى أمي , فأنا كالمستجير من الرمضاء بالنار , لذا اقتربت منة طوعاً فسحبني من شعري وقرب وجهي منة قائلاً : "همزيني .. " يداي ترتجف , ولا أقوى على ملامسة جسده فوقفت على ظهره أسير علية بقدماي طلوعاً ونزولاً , وصوت أنفاسه يأتيني كنغمه رعب "كمان تحت تحت ".. فيملؤني التردد وأتوقف عن الحركة , و لم يكن علي توقع ردات فعله , فقد قام كالشيطان وسقطت على الأرض لينهال علي ضرباً , وجاءت أمي على صوت صراخي وأيقنت بأني أغوية حين بدأ يقرأ بصوت مستفز " وراودته التي هو في بيتها وغلقت الأبواب وقال هيت لك وقال معاذ الله " وكرر طويلا معاذ الله معاذ الله , وكأن بي مسٌ وهو شيخٌ وقور يجيد أخراج الجآن , ولأن أمي لا تهتم كثيراً بي هجمت علي وضربتني أكثر على صوته وقد بدأ يبتعد مردداً بخشوع محركاً رأسه معبراً عن صدمة مفتعلة " قال معاذ الله أنه ربي أحسن مثواي " فهربت لاهثة ورميت نفسي بحضنِ أبي لعله يذود عني ولم يفعل شيئاً فقلبه الطيب جعله يقول بهدوء : ( مابكِ مريم؟) وهو يضُمني بشدة , فأرتجف بين يديه كعصفور مغموس بمستنقعِ جليد وبعد أن وضعني على سريري رفعت قنينة الهوستوب وقربتها من شفتاي أبللها بقطرات لذيذة كطعمِ الكولا وغفوت بسلام , تطاردُني الكوابيس , أشعر بتجمد أطرافي الثقيلة وهو يطوق عنقي ويصلبني على جدار غرفتي ويمارس تعذيبي بدغدغة أزاريري فتنفرج كل مساحات الألم فأكره جسدي أكثر مبللة رأسي بالماء مختلطة برفقاء الحي فأتاني وأنا أنازع علي لأسلبه إصبع حلوى , رآه ساقطاً فوقي بعبث طفولتي فحملني عالياً وصفعني على وجهي ثم رمى بي على الأرض , أسمع صوت سقوطي وهو يسحبني راكلاً صديقي بقدمه متمتماً بطريقة فجة : (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً ) ثم أحاط خصري بشماغه : ( إن هُزي إلي بجذعك يا فاسقه ) فأري عيناه من خلال غشاوة الدمع التي تمتلئ بها حدقتاي , تزداد قبحاً حين تقتربُ مني تعريني وكأنني فتاة عرض , ثم يعاود تلاوة القرآنِ الذي لم يفهمه يوماً على مسامعِ أمي : (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين ) فتزداد أمي إيمانا به وكفراً بي , رغم حرصي على الاقتراب منها هامسة : ( الأسماء لا تعلل يا أمي ..) لكنها تقذفني بأقرب الأشياء منها صارخة بوجهي : ( لأنها لا تعلل لا تحسبين نفسكِ العذراء مريم ) هاجمتها : ( ولا هو يوسف الصديق ) فحدجتني بنظرة قاسية يتطاير الشرر منها لأهرب منها اشتهاءً لأصبع حلوى لكن خوفي منه أكبر من اشتهائاتي الصغيرة , أسير بحذر أطفئ أنوار البيت بطريقي حتى لا يتبين ضآلة جسدي وهي تسلك طريقها نحو غرفتي مقفلة الباب بحرص لأجده أمامي قابع بركن غرفتي يتربص بي والشر يرقص داخل حدقة عينه بفرح شيطاني , سقطت مغشياً علي من الخوف لأفيق ملونة بالأحمر وقناني التوت تتناثر من حولي , فتحت غرفتي رأتني أمي ابتسمت بإزداء : ( لقد بلغتِ طهري نفسك , واشربي أشياء ساخنة ستقلل قليلاً من وجعك , والتزمي بالحجاب لا أريد أن أرى وجهك , ولا خروج من البيت ووووو ) سلسلة من القوانين خرقت بها كياني لأعيد يدي الممتدة نحوها ,وضممتُني بقوة , أصلي الليل والنهار داعية عليه بأن تسخطه السماء لفأر سمين تلحقه القطط أينما ذهب ولا تشتهيه أبداً إلا بقضماتٍ موجعة تزيده وجعاً , كل ما اخترق كياني بخطاياه الكبيرة , فاستجاب الرب دعوتي وحلت به القارعة , أراقبه يسير عارياً بشوارع المدينة يصرخ باسمي طالباً المغفرة , يقترب كثيراً رافعاً يديه للسماء في صلاة طويلة تقطعها الكثير من الصرخات الموجعة , منتهكاً جسده بمشرطٍ نحيل يلعق الدم بلسانه كشراب توت صارخاً : ( لقد قتلته) , لكن الشياطين تملك كل مفاتيح الشر لتسكن صدري ناخرة كل مواسم الوجع فلا استطع معها المغفرة , قاذفة كل ما بجسدي من رحمة , ودوار الحمل يفتك بصحتي , لتأتيني أمي عشاءاً تبكي مادة يدها نحوي تسحبني من سريري وتسقوني أمامها كشاة , أراقب انتحاره , رأيته بوضوح كقطة مشردة معلق أعلى الجسر رابطاً عنقه بحبل الغسيل يهتز برعشة سريعة تلعب بساقيه الريح , وكبندول ساعة يصطدم صوته بركن جمجمتي : " لم أكن نبياً أنا نكرة قذر , وهي عذراء . " ابتسمت بتشفي , ووددت لو أستطيع رفع نظري عنه بعد أن غسلت السماوات ذنبه بانتقامها القاسي لكن شيء بداخلي يتمنى له الموت كل لحظه , كل دقيقه بل استعجلت في طلب موته ولو لم يمت لكنت شنقته باليوم مليون مرة حتى يموت موته لا يحيا بعدها أبداً , فحياته غير ضرورية فكيف سأؤمن به . ؟ أتكلم معه ,اقضي الليل بجواره طمعا في لحظة سمر وهو من يتحرك طفله بأحشائي , كيف سيكون حفل قراني به مقدساً وهو المنكر الذي لم تنزل به إي كتب سماوية ؟ وثرثرة أخذت طريقها لرأسي الصغير , اختنقت بها , مودعة روحه وهي ترحل بعيداً لتبعثرني ركلة قوية في أحشائي غرستُ بعمقها سكين مدلية لساني بوجهِ أمي ...!


    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    تعقيبي:
    ********

    السلام عليكم
    قصة جريئة جدا استطاعت كاتبتها ان تتعمق في الحدث وكانها عاشته وعاينته تماما...
    لكن ما وضح بين السطور سلبية الوالدين التي لم نجد لها مبررا ابدا هل هو شعر البنت بالذات ام هو جهل مطبق ام ماذا؟
    قصة حارقة وحدث اخشى انه متواجد وبشكل مخيف....
    الانكى هو امران:
    شهرة كل من ينشر ويكتب قصص كهذه ...وكانه ظاهرو غريبة عنا رغم تواجدها الان وبكثرة
    والاخر استعانة كل من يخطئ بنصوص قرانيه وحديث يفصلها على مقاسه!!!

    مجتمع ينحدر للتفلت كاشفا عن عورته....
    تحيتي لك وتقديري وشكري


    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    2,207

    رد: يوسف – أعرض عن هذا ـ.. /شروق الخالد

    السلام عليكم

    أستاذة ريمه

    اختيار جميل

    يستحق التثبيت والله
    إِلبِس أَخاكَ عَلى عُيوبِه ------ وَاِستُر وَغَطِّ عَلى ذُنوبِه
    وَاِصبِر عَلى ظُلمِ السَفيهِ ------ وَلِلزَمانِ عَلى خُطوبِه
    وَدَعِ الجَوابَ تَفَضُّلاً ------ وَكِلِ الظَلومَ إِلى حَسيبِه
    وَاِعلَم بِأَنَّ الحِلمَ عِن ------ دَ الغَيظِ أَحسَنُ مِن رُكوبِه

المواضيع المتشابهه

  1. نرحب بالأستاذة/شروق الريس
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-19-2018, 04:20 PM
  2. معرض توابيت صديقة للبيئة في معرض لمستلزمات تجهيز الموتى في باريس
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان السياحة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-21-2011, 11:25 PM
  3. شروق الشمس على كوكب المريخ
    بواسطة معاذ الزين في المنتدى فرسان الفضاء.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-20-2010, 05:40 AM
  4. شروق(ق.ق.ج)
    بواسطة حسن الشحرة في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 12-02-2009, 09:52 PM
  5. نرحب بالاستاذة/شروق كرام
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-18-2009, 07:28 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •