هلا فلسطين- خاص
العيد بالضفة الغربية ..فرحة رغم الألم

تحتفل الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بعيد الأضحى المبارك وذلك في العاشر من ذي الحجة لكل عام هجري ويستعد الناس في كل بقعة من بقاع هذا الوطن الحبيب لاستقبال عيد الأضحى المبارك , حيث الفرحة الغامرة, والبسمة الندية التي تبلسم جراح هذا الشعب القابع تحت نير الاحتلال الصهيوني الظالم.فتهتز القلوب فرحا وطربا, وتشع الأنوار من كل حدب وصوب, ويلعب الأطفال مغردين ضاحكين كما الطيور التي تحلق في الأفاق ويقدم الناس الأضاحي رغم ما يمر بهم من ضائقة مالية وارتفاع في الأسعار .
فمع حلول عيد الأضحى المبارك، لبست المدن والقرى العربية في الضفة الغربية حُلّة جديدة وبهيّة استقبالاً للعيد الكبير رغم الظروف المعيشية القاسية والعقبات التي يضعها الاحتلال في وجه فرحتهم.
ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، انتشرت الأكشاك التجارية في العديد من المدن والقرى العربية، وتزيَّنت مآذن المساجد بالأضواء الملوَّنة، وحضَّر الجزَّارون أنفسهم لبدء موسم الأضاحي رغم أسعارها المرتفعة.

الاستعداد للعيد
تبدأ الاستعدادات للعيد في الضفة الغربية قبل المناسبة بعدة أيام لشراء الأضاحي وذلك إتباعا لسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم .
في الأسواق يشترون الثياب بشتى الأنواع والأصناف, بالإضافة إلى الحلويات مثل الكنافة النابلسية والمعمول والغريبة ولا ينسون طبعا شراء اللحوم لإعداد طعام الغداء للأهل والأحباب في أول يوم من أيام العيد.
ولا يكاد يخلو أي بيت فلسطيني في الضفة الغربية عندما يقترب عيد الأضحى من الأضواء والأنوار المختلفة الأشكال والأنواع ومعظمها على شكل هلال أو حبال جميلة تزركش مداخل المنازل أو الحدائق.
وعلى ما يبدو فان هذه الظاهرة أصبحت منتشرة بشكل كبير, وبمجرد أن تلقي بنظرك تجاه المنازل والبيوت تعلم كم تشكل هذه الأضواء عنوانا للفرحة والبهجة بقدوم هذا الضيف العزيز والكريم.



العيد والتكافل الاجتماعي
يمثل العيد نقطة تحول مهمة في توثيق أواصر العلاقات الاجتماعية, وتشييد صروح المحبة والمودة والمؤاخاة بين أبناء الوطن الواحد, فبعد أن تنتهي صلاة العيد يقوم كل من في المسجد بتبادل المباركات والتهاني والتسليم, في مشهد يرسخ الحب ويؤكد معنى إسلامية المجتمع الفلسطيني, وأصالته وكذلك تبدأ الزيارات بين الأقارب والأصحاب والتهاني والمباركات بالعيد ,بالإضافة إلى استخدام الوسائل التكنولوجية بالتهنئة بالعيد مثل الرسائل نصية والاتصالات بكل أنواعها
وللشهداء ذكرى لا تغيب

عندما يتزاور الناس هنا في الضفة الغربية فيما بينهم, ويتبادلون التهاني ويأكلوا الحلويات , فإنهم لا ينسون أبدا شهدائهم الذين رووا بدمائهم ثرى الوطن الحبيب, ومن أجل ذلك يتوجه الجميع في صباح يوم العيد تجاه مقابر الشهداء ويتلون الفاتحة على أرواحهم, ثم يقومون بمواساة أهالي الشهداء بتخصيص زيارة إلى بيوتهم.


الم في العيد
يبدو أن النفس البشرية مجبولة على تذكر من تحب ومن يعز عليها في المناسبات ’فالعيد يلقي بظلاله على أهالي الأسرى وأهالي الشهداء يقول محمد ابن احد الأسرى : ابحثو عن العيد خارج بيوت الأسرى فانه ابعد ما يكون عن أهل الأسرى ذاك ان العيد هو اجتماع للتهنئة فكيف نجتمع وقد فرقنا المحتل قسرنا ..


معاناة على الهامش
وما يعكر صفو العيد في الضفة الغربية , مجموعة كبيرة من الأوجاع والأحزان , تبدأ من الاحتلال الصهيوني الذي يمارس الاعتقال والقتل والاغتيال, بالإضافة إلى مصادرة الأراضي وهدم البيوت وتشريد أهلها ولا سيما كما هو حاصل في مدينة القدس وكذلك معاناة القرى والمدن القريبة من المستوطنات حيث انتهاكات المستوطنين والحرق والاعتداء وكذلك الحواجز والجدار الذي يقطع أواصر الضفة الغربية ويمنع التواصل الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد


أمل بالتغيير

رغم كل الألم يأبى الشعب الفلسطيني إلا يحتفل ولو اضطر إلى صنع البسمة على وجه ليرسل رسالة للعالم إننا نقهر المحتل بفرحتنا ولن نسمح له بان يسرق من أطفالنا الفرحة ..ولكن يسري بين السطور أمل بغد أفضل يحقق للشعب الحرية وتسود الوحدة بين شطري الوطن