وراثة الشعر
زعموا أن سيدنا أبا عبد الرحمن حسان بن ثابت شاعر رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- كان قال:
وقافية مثل السنان رزينة تناولت من جو السماء نزولها
وانقطع؛ فأجازته ابنته بقولها:
يراها الذي لا ينطق الشعر عنده ويعجز عن أمثالها أن يقولها
وبيتها عندي أحسن من بيته!
فإنه إذا كان أحسن تشبيه قافيته (قصيدته) بالسنان الوثيق النفوذ في الصدور، وكنى عن إعجازها بتلقي وحيها متلقى الأنبياء- فقد أربت على إحسانه بتمثيل إعجازها بقربها فهما وأثرا وطربا، وبعدها نسجا وعلاجا وإمكانا، على أبلغ ما تمنى فيما بعد بشر بن المعتمر، بما سماه إفهام العامة معاني الخاصة!
وهذه ابنته، وكذلك كان ابنه!
أفيورث الشعر؟
نعم يورث متى أحب وارثه!
وقد أحببت!
لقد كان أبي عفا الله عنه في الصالحين من علماء الأزهر، حافظا نديا، خطيبا، شاعرا لغة ولهجة، مزخرفا خطاطا، إلى علمه الواسع بشؤون كثيرة من شؤون الفلاحة والتجارة والاقتصاد. أدركته صغيرا يزوره صاحب بدوي مطروحي أو واحاتي بعوده، وقد لحن له قصيدته الساخرة:
سيارة فرج المحترمه تمشي بفرامل منعدمه
يعرض عليه لحنها! ثم ضرب الدهر ضربانه فإذا أحد تلامذتي يأتيني بغناء قصيدتي "صولة البراء":
أيها الجند أشيروا دونهم باب وسور
موقع الدكتور محمد جمال صقر آ» صولة البراء
ومن أشبه أباه فما ظلم!