ترجم الأستاذ محمود الطناحي في كتابه - مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي- للشيخ عبد الرحمن المعلمي، ثم ختم هذه الترجمة بهذه القصة قائلا ص 205: (وكان الشيخ المعلمي- فيما وصف لنا- متواضعا، رقيق الحال، حدثني الأستاذ فؤاد السيد، أمين المخطوطات بدار الكتب المصرية، - رحمه الله- قال: كنت في أثناء الحج أتردد على مكتبة الحرم المكي، لرؤية المخطوطات، وزيارة مدير المكتبة المرحوم الشيخ سليمان الصنيع، وكان بين الحين والآخر يأتي إلينا رجل رقيق الحال، يسقينا ماء زمزم. وبعد يومين طلبت من الشيخ الصنيع رؤية الشيخ عبد الرحمن المعلمي، فقال: ألم تره بعد؟ أليس يسقيك كل يوم من ماء زمزم؟ يقول الأستاذ فؤاد: فتعجبت من تواضعه ورقة حاله مع ما أعرفه من علمه الواسع الغزير).
أن الشيخ أحمد شاكر رغب في سنة من السنوات في رؤية الشيخ المعلمي - رحمهما الله تعالى - فدخل مكتبة الحرم واتجه صوب مدير المكتبة الشيخ سليمان الصنيع - رحمه الله -. وأثناء محادثته مع الشيخ سليمان الصنيع جاء المعلمي - رحمه الله - "بالماء والشاي" ووضعهما أمام الشيخ أحمد شاكر والصنيع، وانصرف المعلمي للقراءة، ثم قال الشيخ أحمد شاكر (باللهجة المصرية): عاوز أشوف الشيخ المعلمي. فقال له الصنيع: الذي أحضر لك الشاي والماء هو المعلمي. وما هي إلاّ دقائق حتى أخذ الشيخ أحمد شاكر في البكاء".