وجع الرمال
شعر عماد على قطري
يا أيها الوجد انتبه ..
سُلمى تئن على الرمال ومالها
نحو العريش سوى الطريق إلى الوهن
سلمى تزف الآه في شجن إلى نبض الرمال
و رملها لاه يقامر بالشجن
يا رملها المشغول عن جرح بها
سُلمى تئن فهل بقلبك رحمة
أم خنت بدوي و ارتحلت إلى المدن ؟
أنت المقيم بوجهنا
كيف ارتضيت دموعها
و سمعت صوت الآه لم تصرخ بهم ..
العجز عربد في البدن ؟
أم بح صوتك في الفيافي
بعدما خنت الهوى ..
هل قر وقر بالأذن ؟
من ذا يداوي جرح قلب شفّه ُ وجع البعاد
و سطوة الأعراف أو فعل الزمن ؟
يا قلبها المجروح ما بك علة
نحن الذين قلوبهم ..
مرضى ونشكو قسوة الصوان
ما تشقق أو صبر
يا جرحها رفقا بها
إن الورود رقيقة
وفؤادها أيكات زهر ناضر
لم تؤذ قطرا .. أو مطر
يا قلبها ما للهموم وما لها ؟
شرد بها ..
تلك الهموم وقل لها ..
سُلمى أرق من المطر
يا قلبها كيف احتملت دموعها ؟
و دموعها أغلى من الألماس
بل أندى من الزهر النضر
يا قلبها هي نبت وجد لم يجد
عند الغروب نسيمة
أو صدق موج أو مطر
سُلمى البريئة ..
والظنون عتيدة
قالوا لها : هذا الغريب بلا فؤاد أو بصر
كيف ارتضى شيح الفيافي و احتمى برمالنا
و هو المقيم على سفر؟
كيف ارتضى خبز الرمال
و خبزه ماء توضأ في الصباح بنيله
ثم انتشر؟
" يوما يئوب المغترب "
قالوا لها ..
ما ضر قلبك يا غريب كلامهم
أم ضاع شعرك وانحنى عزف الوتر ؟
إني الغريب ولم يضع مني الحنين
و لا انحنى في الدرب عزي والبصر
قالوا غريب
و الدماء يشوبها طين وطمي
و الشطوط له المقر
يوما يئوب المغترب
قالوا لها
شتان ما بين الرمال ..
و طينة سكنت بها الأشواق
فاهتاج القمر
قالوا لها ..
ياليت هم صدقوا المقولة والخبر ..