رحم الله عاشق دمشق ...إنه خير من كتب عن دمشق من المعاصرين ....وقليلون أمثاله ...
الدكتور قتيبة الشهابي الدكتور قتيبة الشهابي احد اهم الكتاب عن دمشق في القرن العشرين واحد اهم المؤرخين في تاريخ دمشق .. من مواليد دمشق عام 1943 والده الامير احمد الشهابي الذي كان احد دعائم الثورة السورية الكبرى في غوطة دمشق حيث كان طول فترة الثورة رئيسا لمحكمة الاستقلال،والذي عانى طويلا مرارة النفي واللجوء الى شرقي الاردن حتى صدر العفو عن الثوار من قبل سلطات الانتداب. دمشق هي صديقتي الاثيرة التي اعطت حياتي طعما مختلفا هو مزيج من العذوبة والاحساس الرهيف بالفن والاصالة...... وانا مدين لدمشق بكل ايام الفرح والسعادة التي عشتها..... تللك كانت اقوال المؤرخ. درس دكتور شهابي في مدارس دمشق ،واحب التصوير الفوتوغرافي منذ طفولته واقتنى اول كاميرا وكان ثمنها ليرة سورية واحدة..... في المرحلة الاعدادية اضاف الى جعبته هواية المطالعة وكتابة القصة وقد فاز بمسابقة القصة التي اجرتها مجلة عصا الجنة لصاحبها المرحوم نشأت التغلبي. درس طب الاسنان في جامعة دمشق ،ولم يحبه في بداية الامر ولكن بتصميمه وارادته القوية خاض سنين الدراسة الجامعية والدراسات العليا واصبح من المميزين بعمله بشهادة مرضاه وزملائه. بدأت رحلته بالبحث والتوثيق بالصور عام 1985 فقام بالبحث التاريخي للمدن وواجه العديد من الصعوبات بسبب قلة المصادر وقلة التوثيقات الخاصة بالاحداث التاريخية التي مرت بها دمشق.....دمشق التي احبها وعشقها.....كان من اوائل المستقبلين للسياح الذين يزورون دمشق يزرع هوى الشام في قلوبهم ،يأخذ بيدهم عبر كتبه ومقالاته المنشورة ،ويطوف بهم في ربوع دمشق، يزورون اوابدها التاريخية وروائعها المعمارية، يمشون في اسواقها،يقرؤون معا النقوش المكتوبة على اثارها المعمارية ،يزورون شواهد وقبور المدفونين، يتأملون جمال طراز مساجدها ومآذنها، يستمعون معا الى القداديس والتراتيل في كنائسها واديرتها. كما عمل د شهابي على مشروع اطلاق الاسماء على شوارع المدينة العريقة ،فلكل منطقة وحارة وشارع في دمشق تعريف له كتب في اول الشارع. يحمل شهادة دكتوراة في جراحة الاسنان من لندن واختصاص في مداواة الاسنان...... كما تخصص في فن التصوير الضوئي العلمي والمجهري الفني وكانت له عدة معارض فنية وتشكيلية داخل سورية وخارجها. شغل د شهابي مناصب متعددة فكان : عضو الهيئة التعليمية في كلية طب الاسنان جامعة دمشق 1963-1994 استاذ التشريح الفني في كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق عضو نقابة الفنون الجميلة بدمشق عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب اختصاصي في التصوير الضوئي خبير ثقافي في وزارة السياحة مستشار وزير السياحة 2000-2007 عضو هيئة تحرير مجلة السائح كتب د شهابي سبع وعشرون مؤلفا مطبوعا منها مؤلفات علمية تتضمن اربعة كتب جامعية تدرس في كلية طب الاسنان في جامعة دمشق بالاضافة الى معجمين انكليزي عربي. وتحوي مكتبة الكونغرس الاميركي سبعة عشر كتابا من مؤلفاته اما كتبه في مجال التاريخ والتراث والاثار فهي دمشق تاريخ وصور زخارف العمارة الاسلامية في دمشق ابواب دمشق واحداثها التاريخية مآذن دمشق تاريخ وطراز معجم المواقع الاثرية في سورية مشيدات دمشق ذوات الاضرحة وعناصرها الجمالية معجم دمشق التاريخي تاريخ ما أهمله التاريخ اسواق دمشق القديمة ومشيداتها التاريخية معجم القاب ارباب السلطان في الدولة الاسلامية صور دمشق امام الحملات الصليبية النقوش الكتابية في اوابد دمشق طريف النداء في دمشق الفيحاء دمشق الشام في نصوص الرحالين والجغرافيين عباقرة واباطرة من بلاد الشام نقود الشام الطيران ورواده في التاريخ اديرة وكنائس دمشق وريفها اضرحة ال البيت والمقامات الشريفة في سورية معجم دمشق التاريخي (ثلاثة اجزاء ) يطلق د شهابي على نفسه لقب المؤرخ الذي يلهو بالطب ،اما زوجته الدكتورة هالة حواصلي فكانت تصفه بالسوبرمان حيث مثابرته وعزيمته القوية وتحديه الدائم..... هالة التي التقاها اثناء دراسته للطب كان لها دورا كبيرا في حياته حيث كانت ملهمته ثم زوجته ،والف اول قصيدة شعرية لها حين كانا على مقاعد الدراسة.. هذا عن د شهابي المؤرخ الباحث الرسام الشاعر المغرم بالتصوير اما عن د شهابي كانسان فهو شخص لطيف المعشر دمث الاخلاق خفيف الظل صاحب نكتة ،فمتى بدأت بمجالسته تتمنى ان لا ينته اللقاء.... حيث هو محدث بارع ينقلك بقصصه بين العلم والفن والتاريخ والثقافة والمطبخ والجمال..... ووراء كل قصة من هذه نكتة مسلية من الواقع او من الخيال فتضحك ثم تضحك ثم تضحك. رحم الله د شهابي الذي توفي عام 2008 عن عمر ناهز الاربع وسبعون عاما قضاها في البحث والتعريف عن معشوقته دمشق ،ونحن اذ نتذكره هنا علنا نوفيه جزءا يسيرا مما قدمه لنا..... وصدق قوله اذ كان يقول دائما ان تخليد المبدع في بلادنا يتم عندما يدنو اجله او بعد مماته.