الشيخ أحمد بن الشيخ محمد الخاني الأول


  • نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





نشأ الشيخ أحمد في حجر والده الشيخ محمد و تربى تربية دينية فائقة، وأخذ عنه و عن الشيخ العلامة الطنطاوي و غيرهما العلوم الشرعية و علوم اللغة العربية ، ثم تلقى عن والده الطريقة النقشبندية ، و أنفق قصارى الجهد في الاشتغال بالذكر و الفكر بإخلاص و ثبات شديدين و أدخله والده الرياضة بمقام حضرة الشيخ خالد سنة 1273 هـ / 1857 م وأخذ يرقيه ويوجهه (فحصل له في السلوك أحوال عالية و أطوار وجذبات وافيه بلغ فيها درجة الكمال و نال من أسرار الطريقة العلية ما نال فأذن له بالإرشاد و خلفه خلافة مطلقة فهو والله الحمد في حضرة سيدي الوالد الماجد يغيث الوافدين و يربي السالكين ) . (الشيخ عبد المجيد الخاني : الحدائق الوردية ، الصفحة 276 ) .

وتحدث عنه العالم الكبير الشيخ عبد الرزاق البيطار في مؤلفه (حلية البشر ..) فذكر أنه عمل بالطريقة كثيراً حتى صار فيه روحانية عظيمة و حسن خلق ورقة طبع و معاشرة لطيفة ، و كان شافعي المذهب، فلما استلم نيابة القضاء انتقل إلى المذهب الحنفي ضرورة ، فالتزم العفة و الحكم بالحق مع التثبت في الأحكام ، ثم أنه ترك القضاء تعففاً ، وجنح إلى التكسب بالفلاحة و الزراعة مع العزلة عن الناس إلا في أمر شرعي ، و كان له حسن هيئة و محبة في القلوب و هيبة وكلمة نافذة و نية خالصة وكان يهوى الجود و يبذل الموجود ، مما دعاه إلى تولي نيابة القضاء مرة أخرى حتى قدر الله و قضى . (حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر – الجزء الأول صفحة 184)

قال الشيخ محمد جميل الشطي : و كان مما تولاه المترجم النيابة في محكمة الميدان بدمشق سنة 1289هـ و في قضاء حيفا سنة 1291هـ و في قضاء عجلون سنة 1306 هـ (ورض البشر في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر ونصف القرن الرابع عشر – الطبعة الثانية 1972م – صفحة 394 ). توفي الشيخ أحمد بدمشق سنة 1317هـ و دفن في تربة مولانا خالد خارج القبة بسفح جبل قاسيون .