بَعدَ أنْ تَنَاوَلَ ثَلاث تُفَّاحَات مِنَ السّلَّةِ , أكَلَ تُفَّاحَة و نِصف وَ تَركَ مَا تَبَقّى , بَعدَ أنْ يَنتَهِي مِنْ المَدخَل أَو بِـ الأصَح بَعدَ أنْ يُكمِل السّير إنْطِلاقَاً مِنْ جَوهَر إرَادَتِهِ لِـ يَقُوم بِـ إتيَانِ مُفَاد مَا يَشعُر بهِ , و هَا هُوَ يَشرَع فِي الرّسمِ , و هَذا بَعدَ أنْ هرعَ إلى تَشغِيل ثَلاث إسطوَانات فِي وَقتٍ وَاحِد , مَع بَعضها البَعض . حسَن يَعشَقُ الصّخَب , عَلى الرّغمِ مِنْ هُدوئِهِ المُتنَاهـِي ..
بَينمَا كَانَ يُفَكِّر فِي مَقُولَةِ [ حَيَاةُ المَرءِ مَا هِي إلا ثَوبَاً مُستعَارَاً ] .
وَرَدَ عَلى تَفكِير السّيِّد حَسَنْ أنْ يَخرُج مِنْ غُرفَتهِ إلى خَارِج البَيت تَحدِيدَاً بِـ ردهةِ البَيتِ . خَرَجَ حسَن إلى الرّدهَةِ , وَ مَا لَبِثَ بِـ الجُلوسِ حَتَّى طَرَأَ عَلى تَفكِيره أنْ يَتَّجِه إلَى الغَابَة وَ يَكُون بِـ مكَانٍ مُرتَفعٍ حَتى يَرى كَيف يَأكُلُ القَويّ الضَّعِيف !
وَ مَ إنْ وَصَلَ إلى هَذا المكَانِ حَتّى إنْقَضَّ عَليهِ أسَدٌ وَ افتَرَسه , وَ أخَذَ يَزْأَرُ مَلِك الغَابَة [ حَياةُ المَرءِ مَا هِي إلا ثَوبَاً مُستعَارَاً ] !
يَــــــا أَحِبَّة يَا كِرَام ..
الأمَانِي رُؤُوس أموَال المَفَالِيس ..
وَ قَلِيلٌ دَائِمٌ خَيرَاً مِنْ كَثيرٍ مُنقَطعٍ ..
و مَنْ يَتَهَيّب مِنْ صُعودِ الجِبَالِ يَعِش أبَد الدّهرِ بَين الحُفَرِ [ بِـ غَضِّ النَّظَر عَن السّيِّد حسَنْ ] !!
و مَا نَيلُ المَطَالِبُ بِـ التّمَنِّي , و لَكِن تُؤْخَذُ الدِّنيَا غِلابَا ..
يَــــــا سَـادَة يَا كِرَام ..
القُوَّة الخَفِيّة إنْ كَانت تَكمُن بَينَ الإرَادَة و المَكَان , فِـ إنَّ مُكُوثنا فِي نَفسِ المَكَان الذي نَصْنَع بهِ الأمَانِي , سَوفَ يُدَمِّرُنَا تَدمِيرَا .. السّيّـد حَسَن مَات بِـ شَرفٍ و شَجَاعَة , و عَلى الرّغم أنّهُ يَعِيشُ فِي غَابَةٍ مَاسونيّـة , إلا أنّـه أثبَتَ لِـ ذَاتِه مَدى تَغلُّبنَا كَـ مُفَكّرين عَلى أفكَارٍ كَسّرَت قِيمنَا و عَادَاتِنَا .. فَـ هُوَ أكَلَ التُّفَّاحَة , لأنّهُ يَعِي أنّ موَادّ التُّفَاحَة بِهَا سُكّر ذًو جُزيئَات غَنيّـة بِـ الجُلوكوز , و هُوَ عَلى يَقِينٍ بِـ أنّ الجُلوكُوز , هُوَ غِذَاء العَقل , لأنّ العَقل لا يَأخُذ مِن جَمِيعِ الأَغذِية التي نتناوَلُها سِوَى الـ [ جُلوكُوز ] .. و بِـ التّالِي سَـ يَكون حسَن قَد وَصَل إلى قِمّة النّشَاط الذّهنِي ,, فَـ هُوَ يُفَكِّر بِـ شَكلٍ صَحِيح .. طَالمَا غَيّر مكَانِه مَرّات عِدّة مُتتاليَة , وَ لأنّـهُ ذهَبَ إلى مَكانٍ يَستَطِيع أنْ يَرَى فِيهِ حَركَة العَالَم ,, و يَستطِيعُ أنْ يَرَى مَنْ هُوَ القَوِيُّ و مَنْ هُوَ الضّعِيف ,و هُوَ يَحمِل حَقِيبَة مَلِيئَة بِـ الأورَاقِ المَكسُوّة بِـ حبرِ مَعرِفَتِه ..
فَـ نَحنُ فِي غَابَةٍ مَاسُونِيّـة , بِـ فِكرٍ يَهُودِي بَحت .. و دَعَائِم عَاطِفيّـة نَصْرَانِيّـة بَحتَه , فَـ نَحنُ مَنظُورون فِي زَادِ أفكَارِنَا و طَرِيقَة حَياتِنَا و حَتى مَأكلنا و مَشرَبنا , إضَافَةً إلى عَارنَا و مَحَارِمنا ,, نَحنُ مُنتَهكُون , لا و فَوق هَذا كُلّـه مَفضُوحُون , و مَغصُوبُون , و لا نَشعُر بِـ هَذا الشَّئ !
وَ لَكِن بَعِيدَاً عَن العوَامِل الّتِي جَعلَتنا ذَوِي أفكَار سِلبِيّـة , نَحنُ رُبَّمَا نُخَطِّط و نَحفِد إلى أهدَافِنَا و طُموحَاتِنَا الشَّخصِيّـة , لَدَيَّ سُؤَال عَابِر [ لِمَ جَورُ الأسَد عَلى حسَن ؟ ] !
هَلْ لأنّ حَسَن يُفَكِّر بِـ شَكلٍ صَحِيح ؟
أمْ لأنّـهُ أرَادَ أنْ يَكتَشِف الصّح مِنَ الخَطأ , و يَبدِيهُ لِـ النّـاس !
..
أبْلَغَنِي حسَنْ قُبَيلَ مَصرَعه أنّهُ قَتَلَ الأسَد و لَكِنّهُ إنتَحرَ خَوفَاً مِنْ هَيئَة الحُقوق المَلكيّـة ..
ياسر المعلا
25/2/2009