هل نسيتم أيها الفلسطينيون؟
د. فايز أبو شمالة
عشر سنوات من حياته السياسية في غزة والضفة الغربية، ملأ خلالهما الدنيا، وشغل الناس، وعشقته وسائل الإعلام، فصار عنوان القضية الفلسطينية، وصار ذكر اسمه يعني رضا الغرب، وضخ الرواتب في مواعيدها. إنه الدكتور سلام فياض، رافعة مشروع بناء المؤسسات على الأرض، وخافض منسوب المواجهة مع الاحتلال، إنه الرجل الذي فتح شهية الفلسطينيين على المستقبل الناعم، دون أن يتعظ من فشل خارطة الطريق التي أعدها جورج بوش سنة 2003، حين حدد سنتين لقيام الدولة الفلسطينية، ولم يتعظ من فشل مؤتمر أنابولس سنة 2007، حين حدد سنتين أخريين لقيام الدولة الفلسطينية، فجاء الدكتور سلام فياض، وقال في شهر أيلول من سنة 2009: أعطوني سنتين أيها الفلسطينيون، سنتان أقيم خلالها مؤسسات الدولة، وستكون لكم الدولة حقيقة في شهر أيلول من سنة 2011، سنتان لا تساوي شيئاً من عمر القضية الفلسطينية؛ الذي ذهب هدراً دون أن نبني المؤسسات، ونحقق الأمن، ونحارب الانفلات، سنتان سنفرض خلالهما الدولة على الأرض قبل أن نفرضها على إسرائيل، ولفكرتي هذه دعم منقطع النظير من المجتمع الدولي. هل نسيتم أيها الفلسطينيون؟ لقد تمكن الدكتور سلام فياض في غضون سنتين من إنهاء المقاومة، وجمع سلاح المقاومين، وزج بعضهم في السجون، وأقام أجهزة أمنية قوية، سيطرت على مفارق الطرق، وأمنت تنقل المستوطنين، ونشرت الهدوء والسكينة على مفرق كل مستوطنة، وسط هتاف منظومة الإعلاميين الذين ضحوا بكل شيء في سبيل قيام الدولة. ما حسبه السيد فياض بعيداً صار قريباً، وما ظنه يوم غدٍ صار يوم أمس، لقد انقضت السنتان، ولم تقم الدولة، وانقضت سنتان اخريان، ولم تقم الدولة، ووصلنا إلى سنة 2014، ولم تقم الدولة، بل قامت قيامة الأرض الفلسطينية التي استولى عليه المستوطنون. اليوم، ونحن على أبواب المصالحة، من حق شعبنا الفلسطيني أن يراجع تاريخه، وأن يسأل قيادته: أين دولتنا التي وعدتم؟ وما هو مصير برنامجكم السياسي الذي قصم ظهر القضية إلى نصفين؛ نصف ينتظر رواتب آخر الشهر، ونصف ينتظر فك الحصار؟ ولماذا أيها القادة، رهنت مصيرنا ومستقبل أجيالنا بالمجهول؟ وإلى متى سنظل ننتظر الفعل الإسرائيلي كي نقوم برد فعل تجاهه؟ إن ما يرجوه الفلسطينيون من المصالحة يتجاوز إطار توفير فرص عمل، ودفع الرواتب، وتحسين شروط الحياة، ما يرجوه الشعب هو استرداد الزمن السياسي الذي ضاع على طاولة المفاو