التحولات الإبداعية:
جميعنا نبحث عن ذاتنا في وقت من الاوقات ، عن شخصيتنا في كوم المهمات التي نقوم بها، هوية ثقافية حضور هام يضع بصمة هامة في طريق حياتنا، لكن يغيب عن ذهننا، أن التحول من طريق لآخر أيضا مهم عندما نسيء الاختيار او يكون اختيارنا في زحمة من شخوص يحملون معنا نفس المواهب....
ما لفت انتباهي لهذا الموضوع رد للباحث "مصطفى إنشاصي" حول موضوعي نصف الاسبوعي: وكان: حديث غير سياسي عن السياسة: فقال:
أرى أن تتحولي من أديبة روائية إلى باحثة و ناقدة!!!
ما شاء الله عليكِ موضوع متقن وجميل يكشف أن لديكِ ملكات إبداعية أخرى غير الأدب
عليكِ تفعيلها واستثمارها في استكمال ملامح شخصيتك الأدبية والفكرية وحملكِ للهموم الثقافية.[1]
هذا يعني أن التحول من مجال لمجال حتى لو فرع من هذا المجال الأصل أمر طبيبي لا يحده عمر ولا نجاح، فهناك عوامل تجعلنا نغير نظرتنا في أمر قد لا يكون فيه نجاحا باهرا و لا مردودا مفيدا ولا....
كل يوم هو اكتشاف جديد وخطوة جديدة...ولكن هل هذا ينطبق على الانتقال بشكل جذري من عمل لآخر؟
أمثلة مختارة:
- محام مليونير ينتقل للعمل في السيرك
ترك غاري ستوكر (30 عاماً) وهو خريج جامعة أكسفورد عمله في مجال المحاماة الذي كان يدر عليه الملايين، وانتقل للعمل مع سيرك متنقل، كقذيفة مدفع بشرية عام 2012، أما عن سبب هذ التحول الجذري في حياته، فيعود إلى عدم رغبته بسيطرة المال على حياته على حد قوله.
- راهب يتحول إلى مقلد "إلفيس بريسلي"
في عام 2012 قرر أندي كيلسو (64 عاماً) أن يترك عمله كراهب في الكنيسة، لينتقل إلى العمل في الغناء وتقليد "ألفيس بريسلي" في النوادي الليلية والحانات، وادعى بأنها تلقى أوامر إلهية للقيام بذلك
- مهندسة تترك عملها لتصمم الدمى،أمضت جوين (36 عاماً) الأعوام الـ 18 الماضية في العمل كمهندسة عمليات لصالح شركة تبريد، وكانت تستغل أوقات فراغها لصناعة الدمى، وفي عام 2014 قررت التفرغ التام لتصميم الدمى وبناء عملها التجاري الخاص في هذا المجال.
- خريج جامعي يتحول لمليونير من ألعاب الفيديو
لم يكن جوزيف غاريت يتوقع عندما تخرج من الجامعة أن يجمع ثروة من الجلوس وراء شاشة الكمبيوتر وممارسة ألعاب الفيديو، وتحولت قناته على يوتيوب بين عشية وضحاها إلى واحدة من بين أكثر 10 قنوات متابعة على موقع التواصل الاجتماعي الشهير، من خلال رفع مقاطع فيديو لنفسه وهو يمارس ألعاب الفيديو.
- لاعب كرة قدم محترف يتحول إلى راهب
عندما كان التشيلي تشيس هيلغنبريك يلعب كرة القدم، كان يتردد على دور العبادة لتلبية احتياجاته الروحية، ولم يكمل مشواره في لعب الكرة واعتزل بشكل مبكر في عمر 26 عاماً ليدخل مدرسة الرهبان في جامعة سانت ماري بولاية ماريلاند الامريكية.[2]
************
وعليه نرى:
إن التحول من مجال لمجال، زيادة في الخبرات وكل يصب في الآخر، خاصة لو بحثنا في المشترك بينهما، لكن الخيبة كل الخيبة أن تجد أبوابا مغلقة في عملك الحالي وتصر على دقه...او تنتقل للوراء بعد ان تكون قد قطعت شوطا كبيرا للمقدمة،. ربما هذا يكون في مجال المبادئ والأفكار، الذي يحتاج دراية ودراسة ودقة، لكن في المجال العملي هناك اعتبارات كثيرة :
منها عدم وصول صوتك لأبعد من أذنيك.
منها عدم تفهم الآخر للغتك التي تنطق بها أو طريقتك التي اتخذتها لبث شجونك.
دراستك لطريقك وحدك دون التماس لآراء من سبقك إليه..
وخلاصة القول، هو التوفيق الذي يأتيك بالنجاح فجأة ودون سابق إنذار ، فهل نقول النوايا؟، أم عناية الله لأنك كنت يوما ما محط رضاه؟، أم هناك نجاح متقدم سريع ونجاح بعيد لا نعي كنهه بسرعة؟.
أم هناك عوامل أخرى لم ترد في نصنا ؟.
وله الامر من قبل ومن بعد.
الخميس 25-12-2014
[1] راجع أصل الموضوع:
http://omferas.com/vb/t53814/
[2] راجع الاصل:
أغرب 8 قصص لأشخاص غيروا مهنهم الأصلية