كان سطوحى كعادته عصر كل يوم يجلس على اطراف القهوه تتشابك انفاسه مع انفاس الشيشه ويحد ق من خلف زجاج نظارته السميكه فى وجوه الماره ويجتر ايام حياته ويتذكر كيف انه افنى ايام عمره عند الاسطى عبده للعمل فى حياكة الملابس بجانب الدراسه حتى اصبح نظره ضعيفا واصبح اسير نظارته السميكه ويكاد لا يرى بدونها وكيف ان العمر مضى به وهو يكافح من اجل تعليم اخوته حتى اصبح فى منتصف العقد الثالث من عمره
وها هم الاخوه تفرقوا واستقلوا بحياتهم واصبح وحيدا فقد شغلته الحياه عن اختيار شريكه لحياته... وبينما هو يتحصر على حاله لفت نظره فتاه جميله تقف بجوار شباك فى منزل بالقرب من القهوه اعجبه جمالها وتعجب من نظرتها اليه فهى ترمقه بنظرات تحمل الكثير من المعانى
تبسم سطوحى وقال فى نفسه ربما تكون معجبه وخصوصا انا ارتدى ذاك القميص الذى يضفى على كثيرا من الاناقه ويضيف الى روح الشباب
اجهز سطوحى على الشيشه وعاد الى منزله ولكن نظرات تللك الفتاه مازالت عالقه فى ذهنه وقد راود ت فى قلبه تلك العواطف الكامنه فى سبات منذ زمن بعيد ووجد نفسه فى اليوم التالى يسرع بالذهاب الى القهوه فاذا بالفتاه ترمقه بنفس النظرات وقد ارتدت ملا بس جديده يغلب عليها اللون الاحمر مما اضاف على جمالها الكثير
ادمن سطوحى نظرات الفتاه وهى ترمقه يجتر الشيشه كل يوم بعد عودته من العمل واصبح يتلهف موعد انتهاء العمل للجلوس على القهوه فقد اصابت قلبه سهام الحب واصبح عاشق ولهان بدرجه لايتحملها وهو القليل الخبره بالعشق وعذابه وبدأت تراوده احلام الحياه الزوجيه والاستقرارالعائلى ولكن-- هل يمكن ان تقبله وفارق السن بينهم كبير؟ ؟؟ وايه يعنى المهم المركز ...انا الان باش كاتب عموم المصلحه- موظف درجه رابعه- هذا ماقاله سطوحى لنفسه وهويتقدم بخطوات متردده على منزل الفتاه ليطلب يدها
وصل سطوحى الى شقه الفتاه فوجد الباب مفتوحا وقبل ان يطرق الباب استقبلته امرأه فى منتصف العمر وبادرته قائله -- اتفضل ياباشا وصحبته الى غرفه اخرى بها رجل يبدو عليه الوقار جالس امام مكتب فقال له سطوحى
- انا جاى بخصوص الفتاه التى بجانب الشباك انا كنت-- وقبل ان يكمل قاطعه الرجل قائلا
- آه سوزى 200 جنيه وخلال ساعه تكون عندك
- تمتم سطوحى قائلا انا بس ---
- مابسش ولا حاجه اترك العنوان وارسلها لك
انصرف سطوحى وهو غير مصدق ولا مدرك لما سمع ويقول فى نفسه مش ممكن ما معنى هذا 200 جنيه ويرسلها ما هذه الفتاه ايمكن ان تكون--- استغفر الله-- بائعة هوى-- تذكر سطوحى انه كان فى بعض الاحيان يجدها عارية الكتفين
لعن سطوحى حظه الذى جعله يقع فى حب فتاه فاسده وجلس على القهوه كعادته -- وجدها تنظر اليه نفس النظره -- بصق فى وجهها وانصرف الى بيته حزينا مهموما --اقعده المرض فى بيته اسبوعا يفكر فى حبيبته وفيما حدث بتلك المقابله
اهداه الشوق والشيطان الى حجج واهيه لكى يحضر سوزى الى بيته فمره يقول فى نفسه ربما تتوب على يديه ويسامحها ويبدأ معها حياه جديده -- مره اخرى يقول ساحضرها لاشفى غليلى وادوس عليها بقدمى
ذهب سطوحى الى منزل الفتاه وترك امام الرجل 200 جنيه وورقه بها العنوان وانصرف وهو يقول فى خلال ساعه لا اكثر--
رن جرس الباب فى بيت سطوحى ففتح الباب واذا باحد العاملين يخبره بان سوزى وصلت فتمتم فى قرف
- ادخلها
دخل العامل ومعه صندوق كبير وهنا كانت المفاجأه التى اضاعت عقل سطوحى اصابته بنوبه هستيريه من الضحك والبكاء فقد اكتشف انه علق قلبه على موديل من الجبس يعلق العارضون الملابس عليها وان حرمانه العاطفى و ضعف بصره اوحى اليه بان سوزى فتاه حقيقيه
لعن سطوحى ضعف البصر والبصيره واخذ يولول ويقول
ظنى بها امرأه مرهفة الحس
واذا بها امرأه من جبس