تصريحات جون ماكين وجرهام ليست خير لمصر بل هي شر
إن انشغالنا بالهم الفلسطيني لا يصرفنا عن الانشغال ببقية هموم الوطن فالعدو الصهيوني استغلها في تصعيد سياسات التهويد للقدس والأقصى والعودة للمفاوضات في غيبة الوعي والانقسام الفلسطيني والانشغال بتمزق أقطار الوطن عله يستطيع أن يفرض التسوية التي تحقق له كل أهدافه وتسلبنا كل حقوقنا!
لم تأتِ تصريحات جون ماكين بعد أكثر من شهر من الترقب والمتابعة للشأن المصري عبثية ولكنها جاءت لتزيد من اشتعال الوضع في مصر لا تهدئته! فمن يتابع تصريحات قادة ووسائل إعلام الفتنة يجد أنها صعدت من لهجة تخوين الإخوان واتهامهم بالعمالة لأمريكا بعد تلك التصريحات والمطالبة بفض اعتصاماتهم بالقوة بغض النظر عن عدد الضحايا وإن بلغت أعدادهم عشرات الآلاف ... وبالمقابل صعدوا من تحميس الجيش وقادته بأنهم هم وحدهم الوطنيون وعليهم الحفاظ على هيبة الجيش وسمعة مصر وعدم السماح لتلك التصريحات بالمرور بدون رد عليها ... النفخ في نار الفتنة وصب الزيت على النار؟!
لذلك على الجميع الحذر من تلك التصريحات فلا يفرح بها الإخوان ويعتبرونها لصالحهم وكم تمنينا م...نذ ثورة 25 يناير 2011 أن يبتعد الإخوان عن التناغم مع السياسة الأمريكية، ولا يفرح بها الجيش ويعتبرها مبرراً لفض الاعتصامات بالقوة لأن سياسة القوة في إنهاء هكذا احتجاجات تزيدها قوة ولا تقضي عليها وإن تم فضها مؤقتاً، أما إن وضعناها في سياق ما حدث ويحدث في بعض أقطار فقد تكون البداية لتدويل الشأن الداخلي المصري وتهيئة الأوضاع لضرب الجيش المصري وفتح باب التدخل الأجنبي المباشر في مصر ولكم عبرة في ما حدث في ليبيا أو ما يحدث في سوريا! خاصة في ضوء بعض التسريبات عن أهداف السياسة الأمريكية وتصريحات ماكين الهدف منها تشجيع الجيش على فض الاعتصامات بالقوة، ما يعطي المبرر لأمريكا أن تطلب من مجلس الأمن إصدار قرار بضرب الجيش المصري ووقف عمليات الإبادة الجماعية للإخوان المسلمين التي طالب بها علناً بعض البلطجية المصنفون عبثاً أنهم ناشطون سياسيون وهم لا يفقهون في السياسة شيء، وطالبت بها فضائيات الفتنة متجاهلين أن المعتصمين جزء من الشعب المصري وليسوا هنود حمر، وأن الجيش ليس جيش همج وبرابرة الغرب المتخلف في عصوره الوسطى!

دمتم بخير وكل عام وأنتم ومصر والأمة بألف خير