> منصورة يا غزة،
> د. فايز أبو شمالة
> لا مصالح أمريكا تسمح، ولا أمن
> أوروبا يسمح، ولا اقتصاد العالم
> يسمح لإسرائيل بأن تدخل على خط
> المتغيرات في الشرق الأوسط،
> وتهاجم قطاع غزة، حتى أن المجتمع
> الإسرائيلي نفسه، وقادته
> السياسيين منقسمون على أنفسهم حول
> هذا الموضوع الخطير، لأنه غير
> مضمون العواقب، وقد فرض على
> القيادة العسكرية أن تغير من
> لهجتها، وأن تحترم محدودية
> طاقتها، وأن تتراجع في تهديداتها
> العلنية المباشر باحتلال قطاع
> غزة، والرد المزلزل، واقتلاع
> المقاومة من جذورها، ليصير أقصى
> تهديد عسكري إسرائيلي هو: تكثيف
> الضربات النوعية، وقطع طرق نقل
> الأموال، وتدمير الأنفاق.
> بعيداً عن التطور الميداني
> للمقاومة، وروح التضحية في غزة،
> وبعيداً عما ذكرته مصادر عسكرية
> إسرائيلية بأن صواريخ المقاومة
> التي أطلقت من غزة نحو مدينة بئر
> السبع هي من نوع "جراد" من طراز bm-21
> المصنعة في الصين، والتي تم بيعها
> لإيران، وتم نقلها إلى غزة،
> بالإضافة إلى صواريخ من نوع فجر
> يبلغ مداها 80 كيلو متر، ويمكنها أن
> تصل إلى تل أبيب، وأن تضرب مفاعل
> ديمونا النووي في النقب. بعيداً عن
> هذا التقدير العسكري الإسرائيلي،
> فإن غزة لم تعد قطعة أرض جغرافية
> معزولة عن محيطها العربي، غزة
> ليست محاصرة بعد أن اعتصمت في
> ميدان التحرير في القاهرة، وبعد
> أن
> أصبحت تونس الثورة، وأضحت عمان
> وغدت الكرك، وعانقت السلط وعجلون،
> وصارت طرابلس، وباتت في صنعاء
> وعدن، بالتالي لن يجرؤ مجنون تل
> أبيب "نتانياهو" على التفكير في
> حرق نفسه وسط هذا اللهيب الذي يأكل
> بناره مجنون ليبيا وزملائه.
> لا أغالي لو قلت: إن المتغيرات
> الإستراتيجية في بلاد العرب هي
> تراكمات وجدانية أسهمت فيها
> بطولات غزة، وأنتجتها مصانع
> المقاومة الميدانية، ولا أبالغ لو
> قلت: إن الجماهير الثائرة في بلاد
> العرب تحاكي غزة في صمودها،
> وحجارتها، ورصاصها، ودمها النازف
> الذي يأبى الاستسلام، حتى صار
> الرافعة التي تلوح للعرب بالكرامة
> والمقاومة والصمود.
> قبل أيام قلائل؛ هدد المتطرف
> "ليبرمان" السفن الحربية
> الإيرانية بالهلاك، والتدمير،
> وأعلن أنه لن يسمح لها بالمرور من
> قناة السويس إلى البحر المتوسط،
> وأنه لن يسكت عن هذا التهديد
> الخطير، الذي يمس أمن إسرائيل.
> لقد واصلت السفن الحربية
> الإيرانية طريقها، وعبرت إلى
> المتوسط، ووصلت إلى شواطئ سوريا،
> وابتلع الكافر "ليبرمان" لسانه،
> وغرق مع رئيس وزرائه في بحر الصمت.
> غزة لم تعد عصفورة في قفص، غزة
> صارت صقراً يحلق في جنوب لبنان.
>
>
>