إلى شهيد في غزة

*

إذا الشمس يوم الوفاء استدارت فقولي:

هي الريح يا نبضة المستحيل

وقولي..

عشيا تنام المواجيد

والأمنيات التي يبتديها الجلال

فلا الشمس تنأى

ولا الحزن يشتاق أن يجتبيك

وقولي.. هي الأرض تشقى

وللراحلين اشتياق البلاد البعيدة

ولي أن أسوق النياق العصافير

من موطن الشمس يوما

وأحدو قطيعا

إلى تمتمات العذارى

قبيل ارتحال اليمام

فهذي البلاد التي أرضعتنا

تنام الليالي على شطها السرمدي

فتنأى.. وتنأى .. وينأى السلام

تنام المتاريس دهرا طويلا

وتعلو فؤاد البلاد القلادة

ويمضي صغير بقلب الحجر

فتذوي الهموم التي أجهدتنا

ويبقى الحجر

صغارا عرفنا مرار الثكالى

فمنذ البدايات عشنا يتامى

هنا كانت الشمس ومضا.. ويمضي

إذا فج ضوئي

ويبقى زماني زمان الأصيل

برغم ازدهار الدعي الحقير

سأبقى.. وأبقى.. ويبقى الحجر

لأنا علمنا..

ينام الفؤاد الغريب الخطى فوق درب

إلى ساحة المجد يفضي

فإنا علمنا.. فنون الحجر

وإنا رأينا الجيوش ـ المغيرات صبحا ـ

تنام اشتياقا لحلم السحر

فيا قائدا ليس يغفو

وخلف التخوم استقر الخطر

حذارى!!

فجيش الدفاع اشتهى نبضك المرتجى

في بلاد الموات

فهلا بصمت العود اعترافا بجيش الدفاع

لئلا تكون الرصاصات سيلا لقلب القلاع

وهل يسمح القلب لو ينحني

في دروب السكات؟

هو القلب إن ينحني تستباح البلاد القصية

هو الملتقى حين تنأى العصافير حينا

ويمسي الفؤاد العنيد البداية

بقلبي الصغير احتوتك الشرايين يوما

فكانت دماء وكان الوطن

فيما سيد القلب نام الهوى في دروب التمني

وصار الإباء المراق انصياعا

وفنا بحفل التغني

فهلا استفاق الفؤاد؟

عصيا يكون الفؤاد الموشى

بنار النبوءات والأمنيات البهية

فيا سيد القلب

ثارت رصاصات جيش الدفاع

ونامت على مفرق القلب شارات موتك

فإنا قتلنا مرارا

فقتل بموت الفؤاد احتضارا

على حافة الصمت وسط العهود

وقتل بموت الفؤاد انكسارا

إذا وقع القلب بعض البنود

وقتل بموت الفؤاد اعتصارا

على طفلنا المجتبى في القيود

فيا سيد القلب عفوا

إذا سار قلبي إلى حافة المستحيل