ملاحظة // التقرير نُشر في صحيفة "القدس" المقدسية اليوم الثلاثاء 2010/5/10 م
واقع تربية النحل في تقهقر
مربو النحل في غزة يناشدون المسؤولين لإنقاذ قطاعهم من الانهيار
غزة – "القدس" من محمد نافذ السوافيري
يعتبر قطاع تربية النحل من القطاعات الحيوية والهامة للمواطن الفلسطيني خاصة والعربي بشكل عام، حيث يعتبر العسل الطبيعي المستخرج منه مصدر غذاء لا غنى عنه للإنسان على الإطلاق، لكن واقع تربية النحل في قطاع غزة يمر بظروفٍ مريرة قد تؤدي إلى انهيار هذا القطاع الهام الذي لا يجد من يسعى لتحسينه والارتقاء به أو على الأقل إنقاذه من مسلسل الانهيار والاندثار بفعل الاحتلال والظروف الاقتصادية الصعبة وغيرها الكثير من الصعوبات والعقبات التي توجه مربي النحل.
"القدس" حاولت الإطلاع عن قرب على واقع تربية النحل لتُبرز أهم الصعوبات والعقبات التي تواجه هذا القطاع وتحاول نقلها إلى أصحاب القرار، فالتقت بنائب رئيس اتحاد مربي النحل في قطاع غزة المهندس أحمد زعرب.
مناشدات عاجلة
المهندس زعرب حاول في افتتاح حديثه مع مراسل "القدس" أن يُبرز مناشدة اتحاد مربي النحل لأصحاب القرار علها تصل بأقرب وقت وتنفذ هذا القطاع من الانهيار.
فتوجه زعرب بمناشدة عاجلة إلى رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وإلى الحكومة في رام الله، كما توجه بذات المناشدة إلى رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية وحكومته في غزة، بضرورة مد يد العون وبشكل فوري لهذا الفرع الزراعي المدمر.
وقال: "واقع فرع النحل بقطاع غزة حزين ومستقبله مظلم فلقد تدهور في قطاع غزة منذ بداية الانتفاضة وزاد الطين بله الحرب الأخيرة على غزة، حيث وصل عدد خلايا النحل في قطاع غزة قبل الانتفاضة إلى25000 خلية نحل ومنذ أحداث الانتفاضة والاجتياحات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي للمناطق الزراعية انخفض عدد خلايا النحل إلى 13000 خلية فقط".
خسائر بالجملة
وأشار المهندس زعرب إلى أن مربي النحل في قطاع غزة خسروا أكثر من 12000 خلية نحل خلال الحرب الأخيرة علي غزة ومنذ بداية الانتفاضة، حيث تم تجريف ما تبقى من مناطق زراعية فأصبحت المناطق الشرقية والتي تمتد من الخط الفاصل بعرض 2 كيلو متر مناطق جرداء.
وبين أنه تم تجريف الغطاء النباتي مما أدى إلى حرمان النحالين من وضع الخلايا في تلك المناطق خوفاً على حياتهم، وشدد أنه وعلى الرغم من كل تلك الصعوبات والخسائر فإن مربي متمسكون بهذه المهنة ولن يتخلوا عنها.
ولفت نائب رئيس اتحاد مربي النحل، إلى أنه بعد الحرب الأخيرة على غزة خسر مربي النحل عدد كبير من الخلايا ولم يتم تعويض النحالين على مدار السنوات السابقة.
وأوضح زعرب أن النحالين ليس بحاجة إلى العشرات من خلايا النحل أو غيرها ولكنها بحاجة إلى مساعدات مادية ومالية تستطيع من خلال أن تطور وتبتكر بحسب الخبرة الكافية الموجودة لدى النحالين.
مشاريع غير مجدية
أشار المهندس زعرب إلى أن لديهم خبرة جيدة وكافية في تربية النحل ولكن هناك مؤسسات تحاول أن تهمش النحالين وتقوم بمشاريع غير مجدية من خلال عمل مشاريع نسائية في المناطق الريفية.
وأوضح قائلاً: "تقوم الجمعية بتسليم المرأة في المناطق الريفية لعدد من خلايا النحل، حيث تقوم المستفيدة وما هي إلا أيام إما أن تقوم السيدة ببيع هذه الخلية بثمن بخس أو تبقى عندها لعدة شهور ومن ثم تموت الخلية نتيجة لقلة الخبرة عند المستفيدات.
ووجه زعرب حديثه إلى ممولي تلك المشاريع بأن يكون تعويض المزارع مباشرة من الممول إلى المزارع وأن لا يكون لتلك المؤسسات أي دور في ذلك، وأضاف: "النحال الذي دمر المكان الخاص به أو احترقت المخازن والمناجر الخاصة به من الحرب الأخيرة على غزة، ماذا يفعل بعشرة خلايا تقدمها له مؤسسات (NGOZ)؟!".
نداءات غير مسموعة
زعرب أكد لمراسل "القدس" أنهم توجهوا في الاتحاد لوزارتي الزراعة في كل من رام الله وغزة لمدة يد العون للمزارعين والمربين المتضررين، مبيناً أنهم لم يتلقوا أي رد على هذه النداءات.
وطالب زعرب كل المسؤولين بإنقاذ أكثر من 700 عائلة فلسطينية تعتاش من هذه المهنة في قطاع غزة بعد أن فقدوا مصدر رزقهم الوحيد، مبيناً أن العاملين في هذا القطاع هم أكثر من 7900 شخص يعني أن هؤلاء أيضاً لهم عائلات يعيلونها من مصدر رزقهم الوحيد في العمل بهذا المجال.
وبين أن تربية النحل تساهم في إجمال الدخل القومي العام، وله دور كبير أيضاً في عملية التلقيح الخلطي للمحاصيل الزراعية وبالتالي زيادة الإنتاج الزراعي كماً ونوعاً.
وجدد المتحدث مناشدته للحكومتين في رام الله وغزة بتقديم يد العون سريعاً لهذه الأسر، مبيناً أن تربية النحل قطاع مهم لابد من المحافظة عليه وأن يعمل الجميع على الرقي به بكافة السبل والوسائل الممكنة.
وفي ختام حديثه أعرب زعرب عن أمله بأن تلقى هذه المناشدات آذاناً صاغية من المسؤولين والوزراء والسلطة الفلسطينية، مبيناً أن هذه المهنة مستمرة بأبسط الإمكانيات ولكنها بحاجة لدعم مادي ومالي لتطوير كفاءتها وتحسين جودتها.
يشرفني زيارتكم لمدونتي على العنوان التالي:
http://blog.amin.org/mns1/