حينما تطغي الأنا والنرجسية علي حكام الدول تدمر الشعوب
في خطاب الرئيس مبارك الأخير الذي خرج به علينا ليلة الاربعاء 1فبراير
قال فيه أنه لم يكن ينتوي الترشح لفترة رئاسة ثانية،وهويريد بعد أنه خدم الوطن لمدة ثلاثين عاما،يريد أن يدفن بمصر كما عاش بها وأنه سوف ينهي فترته ومن بعدها يتقاعد
هذا الخطاب الذي اتسم بالعاطفية أكثر منه حلا وتلبية لمطالب الشباب
والسؤال الذي يطرح نفسه
لماذا يعلن الرئيس عدم نيته الترشح لفترة قادمة وفي اليوم الثاني يخرج مؤيدوا مبارك علي شباب ميدان التحرير بالجمال والخيول والبلطجية والسنج والمطاوي وحولوا ميدان التحرير لموقعة وحرب شوارع
من أرسلهم يدرك أن شباب ميدان التحرير أعزل...
كيف السبيل للخلاص من كل هذا الظلم،أليس من الأولي أن يحمل هؤلاء الشباب علي الأعناق،هؤلاء الذين ساهموا في عودة الروح لمصر ولكل أهل مصر،ثورة الشباب السلمية التي دحضت هذا النظام النرجسي الذي لم يكن يصغي للشعب ،بل كان لا يراه ،وكانوا يسخرون من مطالب الناس ويدعون أنه (شعب مدلل بيفكر إن الحكومة بابا وماما سينفذ له طلباته كما جاء علي لسان رئيس الوزراء السابق)
الاحتجاجات التي كانت أمام مجلس الشعب كان الرد عليهم (سيبهم يخبطوا رأسهم ف الحيط)
كان المواطن يطالب بحقه وكأنه يسألهم كالمحتاج ...
كان هذا الحال في مصر قبل 25 يناير ،خرجت وزيرة القوي العاملة علينا بتصريح له العجب
حينما سألوها لماذا لا توجد وظائف لشباب الجامعات كانت الاجابة ساخرة ومستخفة لماذا لا يعملون كحرس أمن في الشركات؟!نكته تلوها نكته استخفوا بحوائج الناس قتلوا فيهم الأمل في غدا ،طالب الشعب بحقه في الرغيف المدعم _الغير صالح للآدميين بكل المقاييس_خرجوا علينا وقالوا العجز ليس في الخبز بل الخلل نتج من أن الشعب يستهلك كميات كبيرة ليأكل منها الطيور والحيوانات
نكته أخري من نكات الحكومة التي ضغطت علي المواطنين ونسيت أن البركان الخامد من السهل أن ينفجر في أي وقت،الحد الأدني للأجور ضربوا به عرض الحائط استشكل الناس واختصموا للقضاء وأخذوا حكم بالتنفيذ لكن الحكومة ردت بالنقض ...نكته أخري العلاج علي نفقة الدولة ومن المستفيد به ليس عامة الشعب الفقراء عزيزي القاريء بل نواب مجلس الشعب تاجروا بحق الشعب في العلاج ومن المفارقات العجيبة أن وزراء عالجوا أنفسهم وعائلاتهم بملا يين علي نفقة الدولة ورموا للشعب الفتات فيما يسمي بالتأمين الصحي
بل الإذلال الصحي للمواطنين
وحينما طالب أحد النواب زيادة الدعم الصحي للمواطنين خرج عليه أحد نواب الحزب الوطني قائلا (هذا الشعب مدلل انظروا للموبيلات والسيارات)
نكته تلوها أخري وأنانية ونرجسية وتكبر وتجبرونسيوا أن الشعب الذي أقفروه عمدا وأمرضوه عمدا بالطعام المسرطن والماء الملوث والمنهك بالالتهاب الكبدي والفشل الكلوي ووروجوا للفساد وفتحوا باب الرشوة
وضيقوا الحال علي الشعب وشباب الخرجين الذين يجتهدون أملا في العمل بمؤهلاتهم لكن دون جدوي،وحينما انتفض الشباب المثقف من أجل تغيير هذه الأوضاع التي لم أسردإلا القليل منها
كان الواجب علينا احتضانهم لا محاولة أجهاض ثورتهم والالتفاف حولها ،هؤلاء غيروا الدنيا في 10 أيام فقط ،وضربوا مثال رائع للوحدة الوطنية المسلم بجوار المسيحي كلنا نسيج واحد ،عاش الشباب والرحمة لشهداء هذه الثورة ،خرج نائب الرئيس السيد عمر سليمان قائلا:أن نجل الرئيس لن يترشح لرئاسة الجمهورية ودعا الشباب للحوار
شكرا للشباب الذين جعلوا المسئولين يطالبون بالحوار والجلوس علي طاولة المفاوضات
عاشت ثورة عودة الروح
نعم 25 يناير هو يوم عودة الروح لمصر كلها التي كانت تحتضر علي أيدي من اغتصبها وخرس صوتها
انقلبت الموازيين الآن ،عفوا عزيزي القاريء اتزنت الأمور الآن