التلمود يهدد اليهود
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة
قال الله تعالى في محكم تنزيله : يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ..التوبة ٣۲ صدق الله العظيم .
جاء في كتاب حراس المدينة باللغة الفرنسية للسيدة روت بلاو إحدى زوجات الحاخاميين في القدس سنة ۱۹٧٨ م نقلا عن التلمود :
إن الله استحلف الشعب اليهودي قبل أن ينفيَهم من الأرض المقدسة ثلاثة أيمان :
أولا : ألايتمردوا على شعوبالعالم .
ثانيا : ألا يحاول اليهود القتال من أجل تقصير مدة الشتات ليعودواقبل ظهور المسيح .
ثالثا : ألا يعودوا إلى الأرض قبل المسيح في جماعات أوبالقوة .
وبين الله لهم أن العقوبة ستقع على الذين ينقضون هذه الأيمان فقال :
واذا لم تحافظوا على هذه الأيمان الثلاثة : فسوف أبيح دماءكم كما أبحت دماء الغزلان في الغابات. وأن الله سيسحق كلّ الأمم التي ستساعد شعب إسرائيل علىتمردهم .
وهذا القانون الديني وثيقة لليهود .
وهذا يردّ على من يقول: إنهم دخلوا أرض بيت المقدس المقدسة بحكم الشرعية التلمودية أو التوراة ، وإنها أرض أجدادهم، محاولين أن يفتروا ويضعوا أساساً تاريخيّاً لكيانهم السياسي المعاصر ، مخترقين حضارة الكنعانيين ودولتهم وهم الشعوب الأصلية للأرض المقدسة، متجاهلين العرب سكان بيت المقدس الذين ترجع أنسابهم إلى أجدادهم العرب الكنعانيين الذي سبقوا ميلاد اسرائيل بحوالي ألفي سنة تقريبا، تضاف إلى ماسبق حقيقة تخص لغة التوراة فلغة التوراة جذورها كنعانية وهي العبرية عوضا عن لغتهم الأصلية الآرامية لغة المسيح عليه السلام . إذن نحن أمام أكذوبة يهودية دينية تتجاهل واقعها الديني و نصوصاً يدّعون أنهم حريصون على تطبيقها، وأن العودة لأرض بيت المقدس خرجت من نبؤوات توراتية، فتتكوّن نظرية سلوكية لاترتبط ارتباطا صادقاً بما كتب بالتوراة بل تنافيها وتتعارض مع السلوك الإيماني اليهودي، وتجلب لهم الدمار والعقوبة الإلهية كما نصت الأيمان الثلاثة .
وهذاينفي حق عودة اليهود إلى بيت المقدس لأن المسيح لم يظهر قبل دخولهم الأرض المقدسة سنة۱۹٤٨م، وبناء كيانهم السياسي يفتقد للمقوم والحق الدينيين إذا قبلنا( جدلا ) بدستورهم السياسي والديني في إنشاء دولتهم المعتدي على حقّ الشعب العربي ، فالقدس إرث إنساني!! . ونحن نلتزم أمرالقرآن الكريم في أن نجادلكم بالتي هي أحسن . فمن أراد أن يجادل فعليه ألا يكابر بل يضع الحقائق كلها لتكون النظرة موضوعية حيادية، وهذا حق عقلي والقرآن الكريم يقول: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين- البقرة ۱۱۱والنمل.٦٤
ومن هنا يبرز سؤال الهوية الدينية ومأزق حق الإنتماء. حاولتم اكتساب حق ديني وتلمودكم يصرح بعبارة واضحة ألاعودة: ألا يحاول اليهود القتال من أجل تقصير مدة الشتات فكيف تطلبون من الآخرين أن ينسَوْا حق العودة الذي يدعمه التاريخ والكتب السماوية والعقول العادلة التي تعرف أهل بيت المقدس وشعبه. وألا تحاولوا تجميع شتاتكم وهذا يدل على أنكم كنتم تبحثون عن وطن بديل فاخترتم للأسف الحروب لتدخلوا الأرض المقدسة وتخالفوا توراتكم وتفاسير تلمودكم .
ومن مأزق الانتماء وضياع الهوية الدينية ظهور مشروعات انفعالية جاهلية ( لا يضبطها العقل ).
لقد بلغت بكم خرافة تزوير الحقائق أنْ تدَّعوا بأنّ قتل الإسرائيلي للآخر عبادة، وأنّ كلّ من يعادي مشروعاتكم الصهيونية إرهابي وبخاصة إذا كان عربياً. واستخدمتم مصطلح الحملات الحربية الإسلامية بدلا من الفتوحات الإسلامية .
وقلتم في كتاب جيل إلى جيل: دروس في التاريخ : وجه الخلفاء!! . نواب محمد . غرائز العرب الحربية تجاه الكفار الذين يعيشون خارج الجزيرة العربية .
فما ردكم على قول مناحيم بيغن عندما قال : أنا أحارب إذن أنا موجود .
وهذا يدل على ربط نزعة الوجود فقط بالنزعة الحربية والذهنية المشاكسة غير المستقرة ذات الاضطرابات النفسية .
ومن الأضاليل الحديثة أن تستبدل بكلمة الوطن العربي دول الشرق الأوسط ، ودول البحرالأبيض المتوسط، لماذا؟ ليمكن لإسرائيل ولدول غيرعربية أن تدخل ضمن هذا الإطارالجغرافي ويبيح ضم إسرائيل جنبا إلى جنب إلى الدول العربية بطريقة غير مشروعة .
وهذا التغيير وضع أيضا في كتاب خرائط تكشف العالم الذي تضمن خريطة لرحلة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام من أور الكلدانية إلى حاران والنزول في أرض كنعان وأعطى وصفا لها بأن سماها ( أقطار الشرق الأوسط!!) .
سؤال كيف تسمى رحلة تاريخية توثق رحلة سيدناإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام من بلد عربيّ إلى بلد عربي – بيت المقدس - بمفهوم أقطار الشرق الأوسط وبخاصة أن هذا المفهوم لم يكن مستخدما في القرن التاسع عشر قبل الميلاد؟؟!!
كذلك برزت الذهنية الحربية وثقافة العنف وعدم التسامح في إحدى فتاوى حاخاماتكم :
قال يسرائيل روزين أحد مرجعيات الإفتاء اليهودي: يتوجب تطبيق حكم عملاق: لأنه تكليف إلهي. وأن الفلسطينيين( ذلك قولهم بأفواههم، فكيف تجرّوننا وراءهم؟!)عملاق هذا العصر، وتلا كيف يقضون عليهم: اقضوا على عملاق من البداية إلى النهاية، اقتلوهم وجرودهم من ممتلكاتهـــــــم لاتأخذكم بهم رأفة، فليكن القتل متواصلا شخصا يتبعه شخص لاتتركوا طفلا ولازرعا أو شجرا، اقتلوا بهائمهم من الجمل إلى الحمار.ويضيف روزين:إن عملاق لاينحصر في عرق أو دين محدد .(أي أنهم أعداء البشر جميعاً، لا العرب وحدهم!! )
لقد تذكرت مرحلة في الماضي، وما الماضي إلا مفتاح الحاضر، عندما طغت الروح الصليبية على الوطن العربي و أبيحت الهجمة عليه وعلى مقدساته الإسلامية والمسيحية لاستئصال هوية العروبة منه ومحو القدس فتشكلت تجمعات تخلط الدين والحرب كفرسان الهيكل وفرسان الضريح ...
ومن أغرب ما يفكر به البشر عندما يبحثون عن ذرائع لعنفهم الدموي ما قاله بارون دي مونتسكيو في دفاعه عن استرقاق الأوروبيين للشعوب الافريقية واستلاب أراضيهم: إذا طلب مني أن أدافع عن حقنا المكتسب لاستعباد الزنوج ... فأقول: لم نر بدا من أن تستعبد شعوب افريقية لكي تستخدمها في استغلال كل هذه الأقطار الفسيحة و ما الشعوب المذكورة إلا جماعات سوداء من أخمص القدم إلى قمة الرأس، وأنفها أفطس فطسا شديدا حتى يكون من المُحال أن ترثيَ لها ... ويقول: لا يمكن للمرء أن يتصور أن يضعَ الله - وهو ذو الحكمةالسامية - روحا طيبة داخل جسم حالك السواد!!
تعقيبا على ماذكر - سواء فرضية العملاق واللون الأسود - أقول:
أولا: الوعاء ينضح بما فيه، قد لايلام الوعاء عندما يكون قزما أمام معاني الإنسانية ومفهوماتها، ففاقد الشيء لا يعطيه .
ثانيا: إن الله عز وجل وهبنا العلم وهذا فضل كبير منه فلقد استطاعت صناعة التجميل من ضرب مسلمات اللون، فالأسود قد يصبح أبيض، فماذا يجيبنا هذا الذي يتحدث عن عنصرية اللون . وكيف يجيبنا الحاخام الذي وضع فرضية العملاق أومقياس الزمان المعاصر الرجل الأخضر؟!أقول له إن المنطق يفرض أن تذكر القزم كلما ذكرت العملاق .
والقزم هو الذي يقزم مفهومات الإنسان وحقوقه ويصنع له حظيرة بعدما سلب أرضه، القزم من تتطاول على الطبيعة الخضراء باسم القتل فجرف أشجارها وزيتونها وحتى الحمار لم يسلم منه هذا الحيوان الصابر على كدح الحياة .
الصابر على إهانة الإنسان يكفي أن يعرف فقط أنْ ما من نبي إلا ركب الحمار، ولم أسمع نبيا يأمر بقتل الحمار؟؟؟؟ إذا أردت أن تحتكمللدين .
ثالثا: عندما تحضر جماعات من الشتات وقبائل يهودية من هنا وهناك وتتحدث باسم التوراة وتفسر باسم التلمود فبين لهم الحقيقة لا تورط شعبك ولا تغتل عقله ولاتبدل دينه والدليل الثلاثة أيمان فلا يحق لهم دخول الأرض المقدسة بدون عودة المسيح أولا لا يحق لهم أن يقصروا فترة شتاتهم كما فعلتم أنتم وهرتزل ومن وراءه باسم وعد بلفور لا يحق لهم أن يغتالوا شعوب العالم وليس فقط الشعب العربي في بيت المقدس وخارج بيت المقدس، ولكن سبحان الله قلبتم موازين العقيدة عندكم واتبعتم أهواءكم . ركضتم لغزو البلاد والعباد واستخدمتم أساليب الاستبدال والتمويه حتى على شعبكم وهذه أخطر مشكلة تقابلكم .
سؤال: لماذا المسيح أولا قبلكم !!
لأن المسيح رمز السلام العالمي، المسيح بن مريم أمه يهودية، المسيح ابن مريم روح الله، المسيح بن مريم ولد في بيت المقدس، المسيح بن مريم حمل رسالته امتدادا لرسالة إبراهيم الذي تؤمنون به أبي الأنبياء. المسيح صفته فهو عيسى ويسوع فلماذا هذه الصفة بالذات لأنهم لم يركن لملك ولا لأرض ولم يركن لمنزل ولا لسرير بغطاء وفير، المسيح ساح وراء الإنسانية والسلام هو نور من أنوار العالم، وأخيرا لأنكم ظلمتم المسيح نفسه ظلمتم رسولاً من رسل الله، ظلمتم النفوس الطيبة الطاهرة ظلمتم مريم وابنها، فالصليب رمز يذكرني بظلم المسيح، وليس غريباً أن تظلموا من هوأقل من المسيح الإنسان. وإذا اعتقدتم أن هناك مسيحاً اخر يرتبط مع بقرتكم فانتظروا ونحن معكم من المنتظرين لأن دلالة الدين والإيمان بالسلوك البشري الإنساني الذي يخلص الإنسان من وحشيته وظلمه وقهره ويعيد لكل صاحب حق حقه. ولذا فمن حافظ على الآخر فهو يسير في طريق المسيح، سواء أكان أبيض أم أسود أم عملاقا، والمسيح ترك لنا البشرى أحمد عليه الصلاة والسلام لأن رسالته لاتنحصر بالعرب بل هي للعالمين، نشكرهم جميعا !!
ويحضرني قول مصطفى السباعي عندما سمعت تطبيق حكم عملاق واللون الأسود ومحور الشر والخير وما كتب عن الظلم :
تمادى بظلم وهم نائمون......... وأبرم أمرا وهم ساكتون،
وما هم بموتى ليبكى عليهم.....وياليت كانوا وكان المنون
لقد أخرس الظلم أفواههم .......وغطى التعالي نور العيون
أليس من الخير أن يكتبوا....... مع الميتين وهم ينظرون ؟
لذا لا تلومون إلا أنفسكم، هل يمكن أن أصدق أي شخص يدّعي أنه يتبع عقيدة يعدّها سماوية ثم تنحرف به البوصلة نحو القتل والحرب والتدمير والقهر والتموية وإضلال الناس واغتيال العقول ونزع الطبيعة الصامتة؟! بل أعرف أن بعض النماذج من البشر قد أصبحت حجارة. وعندما يختار بعض البشر قانون الحجر فهو يختار المطارق وطريق القسوة وسلوك النسوة!! مهما تظاهر بالقوة .
بل أصدقه إذا قال لي إني أفعل ذلك لا تحكمني فيه معايير البشرية، بل النفعية والمصالح وغرائز أهل الكهوف البديئة والحياة القبلية، ولا أصدق أنّه يفهم مفهوم الحضارة بل هو يتمسك بمفهوم الخسارة .
لا أستطيع إدراك إفتاءات دينية تبيح له أن يقتل طفلا وينزع شجرا ؟؟؟ لماذا ؟ إذا كانت معركته مع الراشد البالغ العملاق فلماذا يتطاول على بذرة تنمو ولا تعرف بعد أنه قاس، ولماذا يتحصن بما يسميه دينا وتاريخا، لماذا يجعل من دينه سلاحا وعذرا، وهو يقول عصر العلم والعقل بل هو عصر الليمون فكما تعصر حبة الليمون ليخرج شرابا أصفر أصاب الإنسانية بمرض اليرقان .
عصر الدماغ الذي داخ فكان له أن يشرب الليمون . وعصر بقرة اسمها ميلودي لا يعرف لونها إلا عندما يضع العلماء في جيناتها نريدك حمراء لنحول جينات الحب إلى الحرب فنحلب!! نفوس البشر الضعفاء ونسوّغ سفك الدماء .
لا أستطيع إدراك أن يأمر الله بالحرب دائما ويختار له صنفاً يحارب البشر كما يقولون . لم أر من أسمائه الحسنى إلا السلام . لا أستطيع إدراك ذلك لأن ابليس نعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم كان يوما في الجنة وعندما اختار التمويه وأسلوب الخديعة وأسلوب التضليل وتورط في مأزق الهوية والانتماء ظهرت نزعته الخبيثة في حقدها على رموز الوجود الإنساني ومنشأ البشرية وربط كذبه بفرضية يبحث عنها الإنسان ليستقر ويشعر بالأمان ( الخلود ) فكانت العقوبة لمن كان بالجنة . بالطرد إلى كوكب الإرض برحلة مؤقتة .
فكيف يتعرّض للعقوبة كلّ من دخل بيت المقدس الأرض المقدسة، كيف توضع قوانين الحرب والقتل باسم الدين وباسم شعب الله المختار؟! فالجنة لا يعالها بيت المقدس . الجنة عند البشر الحلم الأخير لكي يرتاح . ولكن السلوك حتى في الجنة كان تحت الاختبار الإلهي .
فالمحك الأصيل لنعرف من يبقى ومن يعاد له حقه والسلوك القويم الراشد هو الذي يصنع جنة الإنسانية وفردوسها الأرضي والسلوك الإنساني هو الذي يختاره بيت المقدس فقط . وأخيرا أقولها ولا أخالف هذه الطريقة :حتى المسلم عندما ينحرف نحو ظلم البشر بشكل كبير ويسفك الدماء ويسلب الحقوق و لايردعه إيمانه فالله عز وجل من أسمائه العدل . ويكفي انموذج يفخر له التاريخ الملك النجاشي الأسود اللون العادل ويكفي من التاريخ لقمان الحكيم الاسود اللون أيضا وغيرهم من الدعاة للحرية والسلام والإنسانية والإنصاف .
وأخيرا لا نخدع أنفسنا والآخرين فلقد خلق الله تعالى الموت والإنسان لا يريده ولكنه يسلم به وخلق الحياة والإنسان يطلبها ولكنها لا تدوم .