حين يتفاخر الإسرائيلي بالصمود
د. فايز أبو شمالة
عودنا قادة الكيان الصهيوني على التصريحات النارية، فجميعهم كان يرفع قبضته ويقول: سنقتل، سنذبح، سندمر، سنقطع اليد التي تمتد إلى إسرائيل، سنمسح عن وجه الأرض من يتجرأ على دمنا، حتى أنهم بالغوا في تشدقهم قبل شهر وقالوا: سندق الأعناق في غزة، سنسحق الإنسان فوق الأرض، وندمر الانفاق من تحت الأرض، فماذا كانت النتيجة؟
وزير الحرب الصهيوني موشي يعلون، الذي وعد الإسرائيليين قبل الحرب بتأمين حياتهم، وعدم السماح بإطلاق أي صاروخ إلى البلدات الإسرائيلية، والذي ادعى أن دولته قد طورت قوة الردع، وأنها ذاهبة لتجريد غزة من سلاحها، وأن جيشه لن يسمح للمقاومة بجر دولته إلى حرب الاستنزاف، وأن جيشه يقدم للفلسطينيين الهدوء فقط مقابل الهدوء، وزير الحرب الصهيوني المتطرف موشي يعلون قال أول أمس: إذا اعتقدت حماس أننا لن نصمد في حرب الاستنزاف فقد اخطأت، نحن صامدون، وسنصمد في حرب الاستنزاف، ولن تنهار جبهتنا الداخلية، وسنثبت لحماس أننا صامدون، ولن نتخلى عن المستوطنين في غلاف غزة.
اصمد يا وزير الحرب الصهيوني، اصمد يا بطل إسرائيل، اصمد ايها الغاصب الذي يتفاخر بالصمود بعد أن عجز في الميدان، فراح يستعير لفظة الصمود من أفواه الفلسطينيين الذين عانوا الاقتلاع والتشريد عشرات السنين، حتى صار الفلسطينيون مضرب مثل في الصمود، وصاروا من شدة البطش الصهيوني يرددون خلف الفنان اللبناني مارسيل خليفة أغنية صامدون هنا، صامدوون هنا قرب هذا الدمار العظيم، وفي يدنا يلمع الرعب، في يدنا، في القلب غصن الوفاء النضير،صامدون هنا، صامدون هُنا باتجاه الجدار الأخير
اليوم دار الزمان دورته، وتبدل المشهد، وصار الفلسطيني يقاتل بعناد، وصار يهاجم، ويقصف، ويقتل، وأمسى وزير حرب الصهاينة يردد: صامدون هنا.
لقد نحج الفلسطينيون في الصمود تحت سكين الذبح عشرات السنين، ولكن الصهاينة خسروا أول معارك الصمود، وهربوا بشكل جماعي من محيط غزة، ليسجل التاريخ أن يوم الأحد الموافق 24/8/2014 كان هو اليوم الذي تحررت فيه أول قطعة أرض من فلسطين المغتصبة سنة 1948. إنها المرة الأولى التي يتخلى فيها اليهود عن الأرض التي اغتصبوها بالقوة، لقد تخلوا عن أرض الميعاد حباً بالسلامة.
فهل أدرك الفلسطينيون السبب المباشر لتدمير الأبراج في غزة؟ هل أدركتم أيها العرب السبب الذي حرك الطائرات الإسرائيلية لتدمير أحياء كاملة في قطاع غزة؟
ملاحظة: مقابل كل برج تهاوي في غزة تهاوت شرعية هذا الكيان، وفي الوقت ذاته تعالت في الآفاق تكبيرات المجد، وإرادة شعب حقق الانتصار.