لا لإسرائيل، ولا لمنظمة التحرير

د. فايز أبو شمالة

عندما قلت: لا لإسرائيل، وافق معيغالبية الفلسطينيين، وهتفوا: لا لإسرائيل!. وعندما قلت: لا لمنظمة التحريرالفلسطينية، غضب البعض مني، وهاجوا،، وهاجموا مقالي، واعتبره ارتداداً عن الثوابتالوطنية، ودعوة لمواصلة الانقسام، وادعى البعض أنني تطاولت على أهم إنجاز في تاريخالشعب الفلسطيني، وتجرأت على القيادة الأزلية.

راجعت نفسي، وفكرت كثيراً، وتأملتالواقع ملياً، وتساءلت بحذر: هل أخطأت؟ هل تجاوزت الحدود في الانتقاد؟ هل حقاً عدماعترافي بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، يمثلنكوصاً عن الثوابت الوطنية، وطعناً لسيرة الشهداء؟

سأعترفأمام الجميع بأن تفكري أوصلني إلى الحقائق التالية:

أولاً: إن كل من يقول: إن منظمةالتحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، هو ملتزم عملياًيكل الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل سنة 1993، بما فيذلك الاعتراف الصريح بحق دولة إسرائيل في الوجود، والاعتراف الضمني بسيادتها علىكل الأراضي الفلسطينية المغتصبة سنة 1948!

ثانياً: إن الاعتراف بإسرائيل سيلزممنظمة التحرير الفلسطينية ـ عاجلاً أم آجلاً ـ سيلزمها على تقديم الاعتذارالتاريخي لقادة العصابات الصهيونية، والتأسف لهم عن الإرهاب الفلسطيني الذي مارسهضدهم في ذلك الوقت كل من الشهيد عبد القادر الحسيني والشهيد عبد الرحيم محمودوالشهيد عز الدين القسام!

ثالثاً: الاعتراف بإسرائيل سيلزمالشعب الفلسطيني لاحقاً بدفع تعويضات مالية لأهالي القتلى اليهود؛ الذين تضرروا منالإرهاب الفلسطيني الذي شارك فيه ألاف الشهداء، وعلى رأسهم كل من القادة خليلالوزير وصلاح خلف وأبو علي إياد وكمال ناصر.

رابعاً: إن الذي يهتف ليل نهار،ويقول: لا لإسرائيل، ويدعو إلى التمسك بالثوابت الوطنية، عليه أن يحتقر سياسياً كلمن اعترف بإسرائيل، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية، التي لم تعد تمثل طموحأصغر لاجئ فلسطيني، ولم ترق لمشاعر فلسطينية وارت جثمان ابنها، ولم ترتق لوجع ألافالأسرى، ولن تطبب أنّات الجرحى.

خامساً: إن الذي يقول: نعم لمنظمةالتحرير الفلسطينية الراهنة، فإنه يقول علانية وبصراحة وبلا تردد: نعم لإسرائيل.ويردد خلف محمود عباس، ما قاله لحاخامات اليهود: إن دولة إسرائيل ما وجدت إلالتبقى، وإنهم أصحاب الحق التاريخي في أرض آبائهم اليهود!.

سادساً: إن الذي يتعبد في محرابمنظمة التحرير الفلسطينية لا يخالف رأي رئيسها محمود عباس؛ الذي قال لرئيسة حزبميرتس "زهافا جالئون": إن المفاعل النووي الإيراني ليشكل خطراً علىالفلسطينيين أنفسهم مثلما يشكل خطراً على الإسرائيليين!.

إن منظمة التحرير التي لا ترى بمئاتالقنابل النووية الإسرائيلية خطراً يهدد المنطقة، وإن منظمة التحرير التي تعترفبحق اليهود في اغتصاب فلسطين، وإن منظمة التحرير التي تتعاون أمنياً مع المخابراتالإسرائيلية، إن مثل هكذا منظمة تحرير لا تمثل إلا قلة قليلة من العارفينالقابضين، أو المصفقين الراجفين، أو بعض الفلسطينيين البسطاء التائهين.