بسم الله الرحمن الرحيم
في مَعرِضِ الحبِّ
د. ضياء الدين الجماس

هَلّا حَلِمْتَ بطيبِ العيش منفردا = في روضة أزهرت تحيا بها رَغدَا
أضِئْ ظلامَ الجوى وافتحْ نوافذه = والبس رداءَ التقى واجعله ملتحَدَا
عالجْ سقام الهوى واقطع دوابرها = واطلق جناحيك واستبصر بنور هدى
ثلاثُ أدوية تشفيك من سَقَمٍ = صبرٌ وحبٌّ وإحسانٌ كقطر ندى
يشفيك بلسمها من كيد جائحة = والقلبَ تغسله شطفاً يزيل صدا
في الصَّبْرِ يسرٌ وفي الحب استطابته = والطَّلُّ يهمي منَ الإحسان طول مدى
جَمِّل رداءك واستمطر لآلئه = واجهر بثغرك ترتيلا تراه شدا
واعرض بضاعة حب الله ناصعة = في معرِضِ الحبِّ لله الذي انفردا
فالحبُّ كالنجم في قلب الدُّجى وَمِضٌ = ينير ظلمته يحيلها بددا
يبدو كلؤلؤة ومّاضة ألقاً = حتى ولو حجبت نورُ الضياء بدا
قد يشتريها بأثمان مقنطرة = إذا رأى قَبَساً في القلب مُتَّقِدا
فإنْ شراها يضعْها في خزائنه = نِعْمَ الجنائن فيها السعْد قد خلدا
وابشر ببيع وما بارت تجارته = فالعيش في روضة تحيا بها أبداً
فيها الحياة بلا موت ينغصها = والقلب ينظر في وجهٍ له سجدا
والجنة ائتلقت نوراً لساكنها = مالا عيون رأت والله قد وعدا
والحور ضاحكة كالورد مَبْسمُها = والوجه مستبشر يختال متئدا
فيها النمارق مُصْطَفٌ زوارقُها = والنهرُ مِنْ عَسَلٍ يمُدُّها مدَدا
فيها الزرابيُّ مبثوثٌ كمتكأٍ = باتوا على سرر مرفوعة سُعَدا
والمصطفى سائح كالبدر طلعته = والآل والصحبُ مِمّن حوله حَمدا