النمو السكاني / راما علي
بدأ النمو السكاني في الدول المتحضرة يتقهقر إلى الوراء بسبب عزوف الشباب عن الزواج , وكثير من الآباء الذين بلغوا أكثر من سبعين سنة من أعمارهم , لا تجد لهم حفيداً واحداً , بينما في الدول العربية والدول النامية قد تجد أكثر من خمسين حفيداً لكل أب قد بلغ السبعين من عمره ,
ويمكن القول بأن تخفيض عدد المواليد في الأسرة قد يحقق التوازن الاقتصادي في الدول النامية ( الفقيرة ) , أو قد يكون له أثر سلبي على ما تحتاجه الدولة من يد عاملة لإدارة المراكز والمدارس والمرافق وما تحتاجه من نفقات , وهذا يعود إلى وضع كل دولة على حدة .
إن بعض الدول الفقيرة ذات المساحة الجغرافية الضيقة والموارد المائية الصعبة والصادرات الإنتاجية الضعيفة تحتاج إلى تقليص من عدد المواليد لكي تستطيع رسم المعادلة الاقتصادية التي تتناسب مع عدد السكان .
أما الدول الغنية في صادراتها ومصادر المياه واتساع الأرض الزراعية , فإنها تطلب المزيد من اليد العاملة وهجرة الشباب إليها .
وأما آفة الحضارة وعزوف الشباب عن الزواج بسبب غلاء المهور , أو بسبب عدم رغبة الجنسين في الإنجاب , كل ذلك يقف حائلاً دون زيادة عدد المواليد بل قد يهدد المجتمع بالانقراض .
وأما بعض الدول التي تتعرض للويلات والدمار بسبب الحروب والكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والفيضانات والأوبئة , فإنها تحتاج إلى تعويض النقص السكاني بزيادة عدد المواليد حتى وإن لم تتقيد بتنظيم النسل قبل أو بعد النكبات الطبيعية أو الحروب مع غيرها .
لكن الدول الفقيرة في مواردها ومصادر مائها وقلة صادراتها وتخلف مجتمعها , فإن الخطورة تنتج من ارتفاع نسبة التحضر , من الريف إلى المدن , وبهذا يزيد من تكاليف ونفقات الدولة , في شق الطرق والخدمات الضرورية للسكان الجدد , ومن الحكمة أن يطبق تنظيم النسل على مثل هذه الدول ولكن بعد دراسة مستفيضة .