| كيف كان يربي السلاطين مماليكهم (المنهج التربوي) |

أما عن تربية الجندي المملوكي و تنشئته فيذكر الشيخ المقريزي ما يلي :

" وكانت للمماليك بهذه الطباق عادات جميلة، أوّلها أنه إذا قدم بالمملوك تاجره عرضه على السلطان ونزله في طبقات جنسه وسلمه لطواشيّ برسم الكتابة،
...
فأوّل ما يبدأ به تعليمه ما يحتاج إليه من ((القرآن الكريم))، وكانت كلّ طائفة لها فقيه بحضر إليها كل يوم ويأخذ في تعليمها كتاب الله تعالى و ((معرفة الخط والتمرن بآداب الشريعة))، و ((ملازمة الصلوات والأذكار))،

وكان الرسم (العاده) إذ ذاك أن لا تجلب التجار إلا المماليك الصغار فإذا شبّ الواحد من المماليك علّمه الفقيه شيئاً من ((الفقه))، وأقرأه فيه مقدّمه،

فإذا صار إلى سنّ البلوغ أخذ في تعليمه ((أنواع الحرب)) من رمى السهام ولعب الرمح ونحو ذلك، فيتسلم كلّ طائفة معملم حتى يبلغ الغاية في معرفة ما يحتاج إليه، وإذا ركبوا إلى لعب الرمح ونحو ذلك، فيتسلم كلّ طائفة معلم حتى يبلغ الغاية في معرفة ما يحتاج إليه "

فما أحسن هذه العادات التي ينشأ عليها الصغير في طاعة الله و الدفاع عن الإسلام , و نلاحظ أن هذه الصوره تختلف بالكليه عما في أذهان الجماهير من مخلفات الإعلام في زماننا حيث تجد أن المماليك في الثقافه التقليديه عند كثير من المسلمين ما هم إلا عبيد همج يشب الواحد منهم علي أن يكون نهاباً قتالاً و الحقيقه أنهم كانوا فرساناً ورعين (علي الأقل في زمن الدوله القلاوونيه).
فالحقيقه لا تلتمس إلا في كتابات هؤلاء ممن عاصروهم و عاينوهم من الساده المخلصين أمثال المقريزي رحمه الله

يتبع إن شاء الله .

*الصوره لأسوار قلعة صلاح الدين و يظهر فيها قبة و مئذنة الجامع الناصري بالقلعه

أ.س
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي