نسمع كثيرا جدا، عن نماذج اكتوت بنار الخيبة ، والألم، فاتجهت لتوجهات خاطئة زادت طريقها شوكا وعطبا.
لكن هناك من عرف الدرب الصحيحة وهو تكريس الوقت والجهد لعمل الخير رغبة وتعويضا، فجهدت في مشوار العطاء وبذلت فيه كل غالٍ ورخيص، ولكن هناك نماذ قصدناها في هذا المقال، نذروا أنفسهم لعمل الخير بكليتهم وبانجراف كبير للخير سبب
العزلتة عن المجتمع القريب، والاغتراب عنه.وقد تركوا وراءهم من كانوا يلوحون لهم بشوق ومحبة، ان عودوا أدراجكم أو زورونا كل ترة من الزمن..رغبة في سماع أحرفهم وتجاربهم الجمة، ربما كانوا لايحملون إلا مسؤوولية أنفسهم عبر هذا العمل
ولا حتى يحمّلون غيرهم هم مسؤولياتهم ، لم تندفع بكامل طاقتها ، أوربما العكس. وربما من مزاياهم أنهم باتوا لا ينظرون للوراء أبدا.
لكن مؤكد هناك استتناءات استطاعت الموازنة ، ووهذا مقصدنا تماما، فهناك نماذج عاينتها ، يمكننا القول بأنها تطرفت أو ترهبنت في هذا المجال، حتى غابت عن عالم الأسرة الأصل، وغابت عن مجتمعها الحقيقي حضورا أكثر ، وغُسلت أدمغتها تماما بطريقها الجديد الجميل.
كما يغسل العالم أدمفتنا بطرق شتى من التدليس...فحتى عمل الخير يحوي شيئا من التدليس والاستغلال البشري...في بعض مؤسساته..
خلاصة القول:
عندما نتلمس ريح الانصراف بكليتنا لأمر ما ولمدة طويلة، فلنعلم أننا فقدنا التوزان تماما، وأننا موغلون نحو إدمان مريض، ومهما كان نبع الخير فينا، فهناك من سنظلمه خلال انصرافنا الكلي هنا.
إن نعمة التوازن لا يوقظها إلا حزم وضبط للنفس، ولفت نظر من المحبين،نستجيب له لمصلحتنا ، أي من الطرف الآخر، الذي نتوقع منه كل محبة وإخلاص، وفي حين لم يستمع إلينا هذا العزيز لشوقنا لتواجده في حياتنا، فنعلم أننا فقدناه فعلا...ف
الحياة تعوّد، ومازاد عن حده سينقلب لضده، ليس في عالم الشر فقط، ولكن حتى في عالم الخير أيضا.
د نلوم أنفسنا أننا قد تأخرنا في تنبيهه..أ وفي منعه بالحزم تارة، وباللين أخرى، لننقذه من نفسه.
إنها رهبنة من نوع آخر ، نوع يخدعنا بلونه الذهبي العطائي، خاصة لو كان عملا يوميا، يأخذ منا كل وقتنا وحياتنا وجهدنا وطاقتنا حتى وصحتنا كذلك بعد وقت ، سواء كان بمقابل أم طوعيا، حتى ويكرسنا لخدمته مع مرور الزمن، لتدور علينا الدوائر مثله من جديد.
العمر واحد والرب واحد، ولكل حقوق علينا، ولنعلم أن ذوي الحقوق بداية ( الوالدين) أو العائلة التي انصرفنا عنها زمنا ما، سوف تعاود الكرة وتكيل لنا المكيال من الهجر ومن خلال الرب المطلع، وليس لغاية الرد حصرا و وبقصده.
مهما حاولوا الاحتواء فللصبر سقف لانراه فورا.
الحياة دين وسلف..الحياة ترد لنا ماوضعناه في مسيرتها بيدنا وبقناعاتنا، ..وعلينا سؤال أنفسنا دوما عند كل مطب:
ماذا فعلنا حتى وصلنا لهذه الدرجة من التوحد النفسي في العطاء والخيبات؟، وهناك عطاءات متنوعة في حياتنا علينا تقسيمها بالتساوي قد الإمكان وتوزيع جهدنا عليها، لنجني منها ثمرا ناضجا؟؟.
ليست هذه دعوة لتقليص الخيرأبدا، بل هي دعوة لإقامة التوازن في عالم صعب التعامل معهن مهما فعلنا، عالمخا تزداد خصوصيته مع تقدم العالم، مهما ازداد انفتاحا.
ودعوتي:
أن اكتب يوميا ماذا تفعل في كل يوم قبل نومك..ماذا قدمت وبماذا قصرت، واعرف من أنت من جديد، وتعرف على نفسك جيدا وإلى أين وصلت، لقد فعلتها لمدة عشر سنوات..حينها توقفت عن تسجيل لحظاتي اليومية لأنني
عرفت أخيرا كيف أضع سقفا لكل شيء...ودرعا لوقت يتسرب بسرعة البرق كأعمارنا.
وعندما تنحرف بي المركب من جديد ، وأجد كثيرا من إشارات الاعتراض تحيط بي ...أقف فأراجع ..وانظر للطريق الذي مشيت فيه هل انزاح؟.
نعم أعيد حساياتي اليومية، فكلنا بشر.
الخميس1-2-2018