الجدار الفولاذي
بدأت مصر بتنفيذ الجدار الفولاذي العازل أو ما يُسمى “جدار الموت المصري“ الذي تقيمه على حدودها مع قطاع غزة، وسط ردود فعل غاضبة من الشعوب العربية والإسلامية، ومع صدور فتاوى للعلامة الشيخ القرضاوي والشيخ الزنداني بحرمة بناء هذا الجدار.
نساء من أجل فلسطين أعدت هذا التقرير الشامل لتوضيح مهمة هذا الجدار وآلية تنفيذه:
في بداية العمل ستقوم آلات الحفر التي يتراوح طولها بين 7 – 8 أمتار لعمل ثقبٍ في الأرض بشكلٍ لولبيٍّ، ثم ستقوم رافعة بإنزال ماسورة مثقبة باتجاه الجانب الفلسطيني بعمق 20 – 30 مترًا.
وفيه ماسورةً رئيسيةً ضخمةً تمتد من البحر غربًا بطول عشرة كيلومترات باتجاه الشرق؛ يتفرَّع منها مواسير في باطن الأرض مثقبة باتجاه الجانب الفلسطيني؛ يفصل بين الماسورة والأخرى 30 أو 40 مترًا؛ حيث تضخ المياه في الماسورة الرئيسية من البحر مباشرة ثم إلى المواسير الفرعية في باطن الأرض، وكون المواسير مثقبة باتجاه الجانب الفلسطيني فإن المطلوب من هذه المواسير الفرعية إحداث تصدُّعات وانهيارات تؤثر في عمل الأنفاق على طول الحدود.
مهمَّة تلك المواسير التي ستجري فيها المياه هي إغراق كل من يحاول النجاح في عمل نفقٍ؛ بسبب تدفُّق المياه منها إلى النفق، بالإضافة إلى إحداث تصدُّعات في النفق؛ ما يجعله يتهاوى في أية لحظة.
وخلف شبكة المواسير هذه يتمدَّد في باطن الأرض جدرانٌ فولاذيةٌ بعمق 30 – 35 مترًا في باطن الأرض، وعلاوة على وظيفة هذا الجدار في كبح جماح الأنفاق إلى جانب أنابيب المياه، فإنه يحافظ على التربة باتجاه الجانب المصري وعلى تماسكها، في حين تكون الأضرار البيئية والانهيارات في الجانب الفلسطيني في الجهة الأمامية لهذه الجدران.
القادح المصري
وقد انتشرت آلات العمل على الحدود، ويتراوح طول القادح من 7 إلى 8 أمتار وارتفاعه 4 متر وطول حفار القادح 53 متر مشفر من الجنوب يقوم بعمل ثقب في الأرض بشكل لولبي بقطر 6 إنش.
المهام التي يقوم بتنفيذها: يقوم بعمل ثقب في الأرض بعمق 53م تقريباً ومن ثم تقوم الرافعة بإنزال ماسورة مثقبة من جميع الجهات داخل الحفرة التي أحدثها القادح.
يعمل على القادح طاقم عمل من المصريين عن طريق آلات تتبع لشركة عثمان أحمد عثمان التابعة للمقاولين العرب بالإضافة لوجود أشخاص أجانب يركبون مسارات بيضاء اللون من نوع جبس ويتركز الأجانب قرب معبر رفح وحي السلام. ويعمل القادح من الساعة السادسة صباحاً حتى السادسة مساءً.
يوجد عدد خمسة قادح على الشريط الحدودي المصري 3منها شرق البوابة حتى المعبر و2 منها غرب البوابة موزعة حتى عمارة حرز الله الصفراء، حيث يتم الاحتفاظ بالقادح في آخر مكان يصل إليه العمل.
المواد التي تستخدم في الأرض بعد انتهاء العمل: هي عبارة عن مواسير حديد غليظة ومخرمة من جميع الجوانب وتدلى في الأرض حتى تصل إلى أبعد مدى وصل إليه القادح في الحفر وهي مصنوعة من الفولاذ.
المناطق التي يعمل بها القادح: هي مناطق عشوائية لا يتم اختيارها حسب مواصفات معينة حيث يمكن العودة مرة أخرى لنفس المكان الذي تم الانتهاء من العمل به.
تأثير القادح على الأنفاق: بعد اختراق القادح لحفرة النفق يعطل العمل في النفق بحيث تضخ الماء فيه وتغرق كل شيء.
عملية التنفيذ
أولاً/سيقوم الجانب المصري بإشراف أمريكي ومهندسين فرنسيين بإقامة جدار فولاذي وهذا الجدار عبارة عن جدار حديدي و فولاذي يصعب اختراقه، وخلف مواسير مثقوبة باتجاه الجانب الفلسطيني، طولها من 20-30م، يعمل هذا الجدار على منع المياه من التسرب إلى الجانب المصري، خوفاً من انهيار التربة طرفهم وحرصاً على عدم إتلافها، وكذلك خوفاَ من انهيار وتأثر المباني السكنية عندهم.
المرحلة الثانية/إدخال مواسير مثقوبة بالاتجاه الفلسطيني داخل الأرض، بين الماسورة و الأخرى 30-40م وهذه الأنابيب مخرمة من جانب واحد فقط وهي ممتدة بماسورة رئيسية تربط كافة المواسير والأنابيب ببعضها البعض، وتنتهي في البحر كما هو موضح بالرسم، ثم تصب به ماء يؤدي إلى إتلاف التربة وانهيارها من الطرف الفلسطيني مما يجعل الأنفاق تنهار بنسبة كبيرة عند اقترابها من هذا الجدار.
نهاية المشروع/ يتفتح مياه البحر داخل المواسير التي تعتبر شبكة من المواسير الثاقبة للأرض والموصولة بماسورة رئيسية وذلك على طول الحدود.
كما أن الجانب المصري يقوم عند اكتشاف أنفاق بتفجيرها عن طريق وضع TNT داخل النفق.
وعند ذهاب صيادي غزة في الفترة الأخيرة لصيد السمك بجوار سواحل الجانب المصري يقوم الاحتلال بإطلاق النار عليهم فيذهب الصيادين ليحتموا بالسواحل المصرية وهناك يقوم الجانب المصري بالاعتداء عليهم بالضرب المبرح رغم إطلاق النار عليهم من جانب الاحتلال.
رأي الخبراء
الخبير المائي والمختص في المياه الجوفية م.نزار الوحيدي، حذر من أن بناء الجدار الفولاذي على الحدود المصرية الفلسطينية يحاصر القطاع اقتصادياً ومائياً، مؤكداً أن الجدار الذي يقام على الحدود "تهديد استراتيجي خطير للمخزون الجوفي لمياه قطاع غزة".
واعتبر أن بناء الجدار يشكل" حصاراً مائياً على قطاع غزة كما مصائد المياه الجوفية التي حفرها الاحتلال على حدود غزة الشرقية والشمالية"، مشيراً إلى الحصار الجوي والبحري من الغرب من قبل الاحتلال وحصار "الناتو" البحري .
وبين الخبير المائي، أن الخزان الجوفي على الحدود الجنوبية لقطاع غزة"خزان جوفي مشترك ومتداخل"، داعياً خبراء المياه والبيئة في مصر وخارجها للتدخل السريع لحماية الخزان الجوفي في قطاع غزة من تدهور إضافي وتلوث.
و قال :"إن بناء مثل هذا الجدار الفولاذي على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة من شأنه أن يزيد الحصار المفروض على الفلسطينيين داخل قطاع غزة من قبل الاحتلال، فالحصار هذه المرة لن يكون فقط بمنع وصول الطعام والوقود والسلع الضرورية لحياة الفلسطينيين بل سيتعدى ذلك ليحاصر الفلسطينيين مائياً من خلال آبار المياه المحفورة على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة ،علاوةً على تحويل مياه وادي غزة وعدم السماح لهذه المياه بالتدفق داخل حدود القطاع".
وأشار الوحيدي، أن الجدار أحد العوائق الصناعية والسياسية التي سيكون لها أثراً بيئياً خطيراً على تواصل واستمرار حركة المياه في الخزان الجوفي، مؤكداً أن الحفر إذا وصل إلى عمق 30 متراً فإن الخزان الجوفي سيكون عُرضة لتسرب المواد السامة المختلفة.
كما أوضح بأن الخزان الجوفي سيكون عرضة لتسرب مياه البحر المالحة مباشرة والتي سترتطم في الصدع المتكون في عمق الخزان الجوفي بعد أن أحدث خلخلة في القطاع الأرضي من جراء الصفائح الحديدية وما حولها.
وشدد الخبير المائي، على أن المشاريع التي تنفذ بهذه الطريقة ذات آثار سلبية كبيرة لا يُنصح بها، علاوة على أن ذلك سيجبر الفلسطينيين على حفر أنفاقهم على أعماق كبيرة وهذا من الناحية العملية غير ممكن في معظم المناطق على الحدود لوجود المياه الجوفية على هذه الأعماق.
وأضاف :" إن إنشاء مثل هذا الجدار من شأنه أن يؤثر على المياه الجوفية على المدى المتوسط والبعيد فيما يخص تدهور نوعية هذه المياه بسبب سهولة نقل الملوثات إلى باطن الأرض نتيجة لحدوث خلخلة في التربة وعدم تماسكها إضافة إلى إمكانية تآكل هذا الجدار خاصة وأنه سيكون في بيئة رطبة مما سيجعل من احتمالية انتقال عناصر نادرة مكونة لهذا الجدار إلى المياه الجوفية وبالتالي تلويثها".
يذكر بأن قوات الاحتلال كانت قد طرحت عطاءً لإنشاء قناة مائية أو خندق مائي فيما كانوا يسمونه ممر "فيلادلفيا" على طول الحدود بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، حيث كان من المفترض أن يتم إنشاء هذه القناة بعرض 100-50 متر وعمق 15-10 أمتار على أن يتم ملئ هذه القناة بمياه البحر إلا أن هذا المشروع لم يرى النور آنذاك لعدم إمكانية تطبيقه من الناحية العملية ولتأثيره السلبي على حياة كل من الفلسطينيين والمصريين في تلك المنطقة بيئياً واقتصادياً واجتماعياً.