منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

  2. #2
    صدمة الفيس بوك!!

    أحمد أبورتيمة

    لا شك أن اقتحام الفيس بوك لحياتنا الاجتماعية أحدث صدمةً مدويةً لا يزال الكثيرون عاجزين عن التأقلم معها.

    قوة هذه الصدمة تتناسب عكسياً مع انفتاح المجتمعات، فالمجتمعات المنغلقة بطبيعتها يفترض الناس فيها أنهم وحدهم في هذا العالم فلا لون آخر ولا رأي سوى ما يرون لذا يعيشون في حالة استقرار واهم.

    لكن رياح الفيس بوك العاتية اقتلعتهم من حالة السكون وأخرجتهم من بيتهم بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون..

    لقد أجبرنا الفيس بوك إجباراً على التلحلح من مواقع سكوننا وفرض علينا القبول بآراء ووجهات نظر أخرى غير آرائنا وما ألفينا عليه آباءنا إذ لم يعد بإمكاننا أن نصم آذاننا وأن نستغشي ثيابنا أمام الأفكار الجديدة ولم يعد بإمكان أنظمة الاستبداد أن تمنع هذه الأفكار من الانتشار وحشد الأنصار، فالفيس بوك عالمي لا يعترف بالحدود والحواجز، ولا يمكن إغلاقه كما في حالة الصحف ودور النشر ووسائل الإعلام التقليدية، وكل قمع لأي فكرة سيأتي بنتائج عكسية لأن كل ممنوع مرغوب وكل ذي فكرة مضطهد سيتحول إلى بطل تتعاطف الجماهير معه.

    هذا الواقع الجديد الذي صنعه الفيس بوك هو واقع رائع وإن جاء مخالفاً لأهواء المستفيدين من أوضاع العزلة وسد النوافذ.

    روعة الواقع الجديد في أنه ينقل المنافسة إلى ميدان الأفكار بعد أن كانت المعركة بين من يملك القوة ومن يملك الفكر، لكن أصحاب القوة وجدوا أنفسهم في ظل هذا التغير مضطرين لإبداء قدر أكبر من الاهتمام بخطابهم الفكري بعد أن تعطلت فاعلية قوتهم في مواجهة الفكرة والرأي.

    حين تصبح المنافسة بين الفكرة وفكرة أخرى وليس بين الفكرة والقوة نكون قد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح لأن هذه المنافسة الفكرية ستثمر في نهاية المطاف تقدماً ولن تبقى سوى الأفكار التي تملك ميزات تنافسيةً أكبر "فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".

    إننا ولا شك نقتحم أبواب عالم جديد يتراجع فيه خيار الحل الأمني وترتخي قبضة السلطة المركزية وتتهاوى العادات والتقاليد البالية التي لم تعد فاعلةً لدخول المستقبل بها بينما تتعزز فرص الأفكار الجديدة في الانتشار والانتصار دون قيود..

    يعيب البعض على الفيس بوك أنه يفضح أخطاءنا وينشر غسيلنا الداخلي على الملأ والحقيقة أن ما نحسبه شراً هو خير في حقيقته، فالحديث في أخطائنا على الملأ من شأنه أن يرفع مستوى حساسيتنا تجاهها وأن يستفزنا لمعالجتها، فما الذي سيجبر جماعةً أو حكومةً على معالجة خطأ أكثر من حرصها على الرأي العام والصورة الحسنة لها أمام الناس.

    إن التستر على الأخطاء يضر بنا أكثر مما يضر معالجتها تحت ضوء الشمس وعلى الهواء مباشرة، ولا أدري كيف تسللت إلينا هذه الفكرة الدخيلة بتحريم معالجة القضايا في العلن وهذا القرآن يتناول أكثر القضايا حساسيةً وحرجاً في حياة النبي محمد العائلية وهي حادثة الإفك ولو كان أحدنا مكان النبي صلى الله عليه وسلم لما قبل بأن يتناول الإعلام هذه القضية الحساسة حتى لو كان التناول من باب التبرئة، لكن الدرس المستفاد من تناول القرآن لحادثة الإفك هو الشفافية والوضوح الكامل ومعالجة كل الإشكالات تحت ضوء الشمس الباهر.

    إن هذا الواقع الجديد آية من آيات الله لأنه يقرب الإنسان أكثر من تحقيق كلمة الله فيه بعد تحييد أي قدرة للآلهة المزيفة على قهر إرادته فلا سلطان لأحد على الإنسان إلا الله.

    "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"..

    صفحتي على الفيس بوك https://www.facebook.com/ahmedaburtema

المواضيع المتشابهه

  1. هتلر مؤسس إسرائيل
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-16-2019, 08:50 AM
  2. ذكرى رحيل مؤسس لغة c
    بواسطة أوس الحكيم في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-18-2013, 11:21 AM
  3. قصة مؤسس شركة فيديكس/عمرو خالد
    بواسطة أوس الحكيم في المنتدى فرسان الفلاشات والصوتيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-08-2012, 04:32 AM
  4. وفاة ابن حمص السورية ستيف جوبز الجندلي مؤسس آبل
    بواسطة محمد زعل السلوم في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-09-2011, 03:31 AM
  5. العبيكان يجيز زواج الوناسة ويحرم زواج المسفار
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-30-2008, 10:31 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •