إستراتيجية تديين الصراع في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي
بقلم:عماد موسى
تعريف الخطاب في اللغة:
يعد الخطاب(discourse) واحدا من أبرز المصطلحات المعقدة، التي ظهرت فيما بعد مرحلة البنيوية،post- structuralism ، وتعود أسباب تعقده إلى كونه يحيل على جملة من المفاهيم، ومجموعة من المقاصد، فهو واحد من أبرز حدوده المفاهيمية، يحيل على اللغة، بوصفها نظاما تواصليا خلافا للنص"text"، الذي تتحدد اللغة فيه، بوصفها نظاماً مجرداً من علاقات التواصل، والتفاعل الخارجيين"(1)
فالخطاب "Discourse" هو لفظ مشتق من الأصل اللاتيني Discoursus أو Discourere، وتعنى في اللاتينية الحوار، وكما "انتقل إلينا عدد من المصطلحات الغربيّة، كالبنيوية، والتفكيكية، و التشريحية...، انتقل إلى ساحتنا العربيّة، مصطلح الخطاب، "مؤكداّ أثناء عملية انتقاله فروقًا واضحةً في الفهم، والتعريف من دارس إلى آخر." (2)
ولكن كلمة خطاب(Discourse) تعني " مصطلح لساني يتميز عن نص وكلام،وكتابة، وغيرها، يشكله لكل إنتاج ذهني، سواء أكان نثراً، أو شعراً،أو منطوقاً،أو مكتوباً،فردياً، أو جماعياً، أو ذاتياً، أو مؤسسياً في حين أن المصطلحات الأخرى تقتصر على جانب واحد، وللخطاب منطق داخلي وارتباطات مؤسسية، فهو ليس ناتجاً بالضرورة عن ذات فردية،يعبر عنها،أو تحمل معناها،أو يحيل إليها. بل، قد يكون خطاب مؤسسة،أو فترة زمنية،أو فرع معرفي ما".(3)
ثم يرى فوكو(Mechal Fouco) الخطاب بأنه "النصوص والأقوال كما تعطي مجموع كلماتها ونظام بنائها، وبنيتها المنطقية، أو تنظيمها البنائي"(4في حين يرى بول ريكور أن " الخطاب هو الواقعة اللغوية، وبالنسبة للسانيات مطبقة على بنية الأنظمة، يعبر البعد الزمني لهذه الواقعة عن الضعف المعرفي(الابستميولوجي) للسانيات الكلام"parole ". فالوقائع تختفي بينما تبقى الأنظمة، لذلك فالحركة الأولى لعلم دلالة الخطاب لابد أن تكون معالجة هذا الضعف المعرفي، للكلام النابع من الطبيعة المنفلتة للواقعة، قياساً بثبات النظام بربطه بالأسبقية الانطولوجية(الوجودية) للخطاب الناتجة عن فعلية الواقعة في مقابل افتراضية النظام")5
مما يؤكد أن "الخطاب ليس موقعا تقتحمه الذاتية الخالصة، بل هو فضاء لمواقع وأنشطة متباينة للذوات".(6).
أما هاريس فقد ابتكر مصطلح الخطاب، وعرفه بقوله: "إن الخطاب منهج في البحث في أي مادة مشكلة من عناصر متميزة، ومترابطة في امتداد طولي، سواء أكانت لغة أم شيئا شبيها باللغة، ومشتمل على أكثر من جملة أولية، إنها بنية شاملة تشخص الخطاب في جملته.. أو أجزاء كبيرة منه".(7)
من هنا ينبغي الإشارة، إلى مسألة هامة وهي أن"أي إنتاج للخطاب، داخل أي مجال، وفي أي عصر من العصور،لا بد له من الخضوع لسلطة الخطاب السائد،الذي يقوم بعملية الانتقاء والتنظيم."(8)
بالإضافة إلى " الهيمنة التي يمتلكها هذا الخطاب،من خلال السلطة،التي منحت له،بناء على قدرته على مواجهة الأزمات التي عجز عن مواجهتها بقية الخطابات لهي دليل على سيادته المطلقة حتى هذه اللحظة." (9 )
ثانيا: مفهوم الإستراتيجية
إن المتتبع لمفهوم الإستراتيجية (The Strategy) سيجد، أن هذا المفهوم، هو من أكثر المفاهيم تداولاً، في العلوم العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية, والتنموية، والتي تستخدم للدلالة على أكثر من تخصص، فكلمة "إستراتيجية" و"استراتيجي" تستخدم استخداماً واسعاً من قبل الباحثين والمتخصصين في شتى العلوم، حتى أن عدداً من الجامعات تضم أقساماً متخصصة لدراسة الإستراتيجية، وترتبط بها مراكز (ومعاهد) للأبحاث الإستراتيجية, كما أن استخدام تعبير"الإستراتيجية" تعدد، وشمل العديد من الميادين والتخصصات، ويوصف حالياً أي موقع ما، أو بقعة جغرافية من دولة ما، بأنه "استراتيجي" وعلى سبيل المثال: ،عربيا يوصف مضيق هرمز، و قناة السويس بالموقع الاستراتيجي.
وهو من أكثر المصطلحات استعمالا في الكتابات،وتداولا في الحوارات الصحافية، وأصبح مصطلحا أقرب إلى اللغة الشعبوية وإلى اللغة التداولية، وإن سلمنا باتساع معانيه، ومضامينه، وكيف يفهم من لدن مستعمليه، وكيف يصل المعنى، والمحتوى من لدن مستقبليه أيضا.
وكما توصف الخطط ،وأنماط معينة من التفكير بأنه "تفكير استراتيجي،وخطط إستراتيجية ، أو أنواع محددة من الدراسات المتخصصة، بأنها دراسات إستراتيجية. والسؤال هنا، من أي جاءت هذه الكلمة، وما هو أصلها؟ فأصل كلمة " إستراتيجية " يعود إلى اللغة الإغريقية فهي "تكتسب اسمها من اللفظ اليوناني القديم "ستراتيجيوس" (strategos) وتعنى "القائد".(10) ، ويبقى معنى: الإستراتيجية حسب أصلها قيادة الجيش وقد يوصف قرار سياسي أو اقتصادي هام بأنه "استراتيجي" (11)
وتعريف آخر هي (علم وفن استخدام جميع موارد أمة ما أو موارد تحالف أمم، لتحقيق أغراض حددتها السياسة) وكذلك تعرف الإستراتيجية (وهي فن استخدام القوة للوصول إلى أهداف سياسية, وإنها فن حوار القوى وحوار الإرادات التي تستخدم القوى لحل خلافاتها" (12)
وإذا أخرجنا أنفسنا، من دائرة الاستخدام العسكري لمصطلح "الإستراتيجية" إلى الاستخدام المدني، فإنها تعرف على أنها"مجموعة الخطط الموجهة والتي تساعد الإدارة على تحقيق المسار الذي اختارته، والاستفادة من الفرص المحيطة، ومواجهة القيود والتهديدات والمخاطر،التي تتعرض لها، لتحقيق أهدافها الإستراتيجية ، مع التأكد من تنفيذ الخطط والبرامج المحددة"(13)
وأما توماس شيلينج فيعرف الإستراتيجية فيقول:" تعني الألعاب التي تعتمد فيها أفضل حركة، يقوم بها أي لاعب، على ما يفعله اللاعبون الآخرون،وقد قصد من هذا المصطلح التركيز على اعتماد قرارات الخصوم بعضها على بعض، وعلى توقعاتهم لسلوك كل لاعب آخر، وليس هذا المعنى الذي يستخدم في المجال العسكري".(14 )
بعد أن استعرضنا مفهوم الإستراتيجية في المجال العسكري، نأتي إلى مفهومها في دراسات الخطاب،وسنحاول استعراض بعض التعريفات لأغراض هذه الدراسة، لأننا ندرس الخطاب الإعلامي، وليس استخدامات القوة العسكرية والموارد البشرية، فما هي الإستراتيجية في دراسات الخطاب والنص؟
الإستراتيجية:- هي ذلك "المخطط الذهني الرئيس، وما يتبعه من المنجز النصي الرئيس الذي يحقق الهدف الرئيس".(15) ، أما تمام حسان فتترجم الإستراتيجية إلى مصطلح "مرتكزات"، ويعتبر جمعان بن عبد الكريم أن "هذه الترجمة تندرج في إطار النظرية النصية الإجرائية"( 16) ، فأصبحت الإستراتيجية، هي المرتكزات، ولكنها لم تقدم معالجة لمضمون الإستراتيجية ومحتواها، لأن المشكلة ليست في ملفوظ" الإستراتيجية" وإنما في مضمون الإستراتيجية ومدلولها.
من خلال ما تقدم ،يمكننا تعريف استراتيجيات الخطاب: بأنها البناء اللغوي للخطاب ، وفقا للتخطيط الذهني الذي يسبق بناء الخطاب، بما فيه،الأجزاء المتحققة داخل الخطاب وفقا للسياق الذي أنتج فيه الخطاب. بما يعبر عن ارتباطاته المؤسسية، أو عن الذات الفردية، التي عنها تعبر عنها،أو تحمل معناها،أو يحيل إليها هذه الإستراتيجية ، بل وقد تغطي الإستراتيجية فترة زمنية،أي مرحلة تاريخية،أو فرع معرفي ما.
مصطلح التديين:
ونقصد به تحويل الصراع بين مجموعات بشرية داخل المجتمع الواحد، أو بين شعبين أو بين مواطني الدولة الواحدة إلى صراع ديني، أو طائفي داخل الدين الواحد، والذي عندما يأخذ شكلاً أكثر خصوصية يمكننا تسميته بالصراع المذهبي، ومن هنا يعمل الخطاب على تعزيز مذهبة الصراع بين السنة والشيعة،كما يحدث الأن في البلاد العربية ، وأما في بعض الدول الأفريقية مثل: نيجيريا فالصراع تتم إدارته على أساس ديني بين المسلمين والمسيحيين، وليس عرقيا أو قبلياً، وفي مينمار- بورما يتحول الصراع من عرقي إلى ديني ويكون المسلمون هم الضحية، خصوصا إذا كان المجتمع يتكون من خليط من الديانات والمذاهب والأعراق، مما يسهل عملية تدوير الصراع فيأخذ الصراع صفة الاستمرارية، نظرا لانغراس فكرة التدين فيصبح أكثر عقائدية ودموية، بحيث لا تظهر له نهاية، واضحة؛ لان كل طرف يدعي بأنه يمتلك الحقيقة كاملة ويدعي أن الإله منحه التفويض أو الاستخلاف بالإنابة عنه لهذا احل سفك الدماء وإزهاق الأرواح، خصوصا لأنه ارتبط بحتميات ميتافيزيقية دينية، ، فتصبح القيم الدينية القائمة على القتل والاستبعاد والإكراه هي قيم عليا داخل هذه الجماعات البشرية أو تلك.
مصطلح التديين في الخطاب الإعلامي وجدنا انه من متطلبات هذه الدراسة، لذا أطلقناه ليعبر عن وضعيات عمليات التحول في الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين من صراع ضد قوة احتلال"استعمارية" إلى صراع ديني بين المسلمين واليهود من جهة ، وبين المسلمين والمسحيين،من جهة أخرى، من هنا نجد أن رئيس المخابرات يستشعر هذه المخاطر فيقول من تحت قبة الكنيست الإسرائيلي، يوم الاثنين،17-11-2014،: "إن البعد الديني الذي يرتديه النزاع خطير ومتفجر جدا ، صحيح أن جزءا من الجمهور يعارض النهج الذي ينتهجه مجلس"يشع" وتحويل الصراع من صراع" قومي" إلى صراع "ديني"(17)
" يحاول رئيس الوزراء نتنياهو خلق قاسم مشترك.بل،وحتى تماثل،بين حماس،وحزب الله وداعش لدحر الموضوع الفلسطيني عن جدول الأعمال في صالح قيام حلف إقليمي تكون إسرائيل جزءاً منه، يكافح التهديد المشترك الذي يشكله الإسلام المتطرف".(18 )
والسؤال هنا لماذا يحاول منتجو الخطاب،الربط بين الحركة الإسلامية في الجليل والقاعدة وحماس إبان صعود القاعدة وتحديدا بعد تفجيرات 11 سبتمبر عام 2000وبين داعش حماس . ووصف الخطاب للحركة الإسلامية بأنها: "مجموعة إسلامية متطرفة، بعضها داخل إسرائيل، تأمل أن يتحول الصراع السياسي إلى صراع ديني ، الشيخ رائد صلاح رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية، لا يهمه الصراع من اجل تحقيق الحقوق للفلسطينيين، بل يهمه فقط الخطر الذي يتهدد الأقصى"( 19)
إن استعمال الخطاب الإعلامي الإسرائيلي لكلمات بعينها، يمكن أن تسبب الدمار والخراب مثل ما ورد في الخطاب:" البعد الديني،صراع ديني، الإسلام المتطرف، مجموعة إسلامية متطرفة، ناهيك عن وضع حماس وحزب الله والحركة الإسلامية في الجليل في سلة واحدة مع تنظيم "الدولة الإسلامية".
إن مثل "هذه الكلمات تخلق أشياء،تخلق التصورات،والتخيلات الخادعة،تحدث الخوف،تؤدي إلى الهلع والرهبة، أو ببساطة إلى تقديم عروض زائفة"( 20) و يحاول الخطاب الإعلامي إحداث توازن داخل أنساقه اللغوية فيحمل المسؤولية أيضا لمؤسسة الخطاب السياسي والديني الإسرائيلي ، "إن إسرائيل تساهم في تعزيز الادعاء الديني.الجمهور الكبير الذي يقول:"الموت للعرب" العربي الجيد هو العربي الميت"و"محمد مات" يضع العرب في رزمة عنصرية واحدة،والمساس بالنبي هنا المساس بكل مسلم"( 21). إن"العبارة لا تحيل إلى شيء إذا كانت القضية التي تنتجها تلك العبارة لا مرجع لها" (22)
ولكن من الواضح أن العبارات الواردة في الخطاب،":"الموت للعرب" العربي الجيد هو العربي الميت"و"محمد مات" يضع العرب في رزمة عنصرية واحدة،والمساس بالنبي هنا المساس بكل مسلم" تحيل إلى شيء وهو التعبئة الدائمة لحلف الإسلام فوبيا ولتوحيد المشاعر الإسرائيلية تجاه معاداة الإسلام كدين والعرب كمسلمين،مما يؤكد أن لهذه العبارات مرجعياتها الثقافية، فالخطاب التالي يؤكد على تديين الصراع:
فقد صادفت مقالة عنوانها: " نحن في صراع من اجل وعد الله"، متى سيفهم مرشدو اليسار."قيل هناك"،" إن جذور الصراع بيننا دينية،هذا صراع حول وعد الله لأبونا ابراهيم، "أي أن الرسالة اليمينية القومية،هي أن الصراع ليس من أجل حل سياسي،يقود إلى نهاية الصراع بل،حول الدين،حول المقدس."( 23) لذلك نجد أن ميشيل فوكو يطلب منا "لكي نفهم أن المعرفة لا يمكن أن تكون محايدة وأنها تبقى دائما نوعا من السلطة وأننا نفكر بها من خلال مفاهيم المكان..والمجال وإبدال الموضع".( 24)
وبالتالي لا يمكن اخذ الخطاب مجرداً من مرجعياته،لأنه عند التشكل والخروج الفيزيقي يكون قد مد نوياته لتلك المرجعيات.لهذا نجد أن اللاوعي يشكل خزانا مرجعيا للحلول الدينية والتاريخية، لأنه يمكن لمنشئ الخطاب أن يحدث هستروغرافيا، أي إجراء عملية قص لحقيقة ما، واستبدالها برواية أخرى تخدم الهدف الاستراتيجي.لذا فالخطاب الإعلامي نراه يشدد على أن "الإعلان عن إقامة الدولة تطرق إلى "إقامة دولة يهودية في ارض إسرائيل.. انطلاقا من حقها الطبيعي وحقها التاريخي"، لكل شعب حق طبيعي بدولة مستقلة في وطنه،هذا الحق التاريخي،هو حق اليهود في ،. أرض إسرائيل".( 25)
وبقراءة متفحصة ومتأنية نجد الخطاب يسعى إلى "تشكيل حقل اثنوغرافيا التواصل من خلال إقامة صلات بين كل ما كان له وقتها صلة من قريب وبعيد بالعلاقات القائمة بين اللغة والثقافة أو اللغة والمجتمع"(26 ).
لهذا نجد أن الخطاب بوصفه نتاج "مؤسسة " تتخبط في بناء الرواية ، فتارة تتحدث عن القومية لمتعدد عرقي غير مسبوق"، وتارة عن تهويد اليهودية في سياق محاولات تعميق الهوية الدينية لتصبح الديانة قومية، وهذا نسميه تعريق الدين أي عرقنة الديانة اليهودية في ظل عدم التجانس العرقي،وتارة يستخدم كلمة "شعب" ونسبته لليهودية، وتارة نسبة الشعب إلى إسرائيل، وهذا شكل لديهم فوبيا الخطاب المنجز من مؤسساتهم الإعلامية والثقافية والدينية،مما يجعل الاضطراب سمة أساس لهذه الخطابات ،لذلك فلا غرابة أن نصطدم بخطاب يحمل كل ما ذكرناه أو جزءا مما ذكرناه في السياق سابقا،" وكدولة قومية،فإن هدفها تحقيق الحالة الجماعية للشعب اليهودي- ليس فقط حقوق لان كل يهودي في العالم بالمجئ إلى إسرائيل واستقرارهم في بلد اليهود، ومسؤولية الدولة عن كل يهودي في الشتات، ورموز الدولة هي رموز دينية"(27)
ومما هذا يؤكد على أن منتجي الخطاب الإعلامي"دأبوا الخلط بين الحاضر والماضي،ورجعوا بعالمهم الثقافي الراهن،المتجانس والديمقراطي إلى عوالم اندثرت بمرور الزمن.وقد اتكأ هؤلاء على وثائق تاريخية أمدتهم بها مراكز القوة السياسية والفكرية العليا في المجتمعات التقليدية وقاموا بترجمتها إلى لغات الحاضر المعيارية، لتغدو ملائمة.مع عالم السيكولوجي القومي"(28 ) ، لهذا "فان هتافات ذئب.. ذئب" تستقبل بالاستخفاف وبالاستهزاء وبالتجاهل، فهل هي التحذيرات بأنه تقترب حرب دينية،هي نوع من جرس التحذير اليائس".( 29)
وبرصد العبارات والمفردات التي استعملها الخطاب الإعلامي نجدها هي: ( وعد الله،الصراع حول الدين وحول المقدس، دولة يهودية، ارض إسرائيل، حق اليهود،ارض إسرائيل، الحق التاريخي، بلد اليهود) فإن هذه " التعبيرات هي بمنزلة مواقف، لكنها تمثل في الوقت نفسه استراتيجيات إلى تعديل الوضع القائم بالفعل...."( 30)
كما جاء في الخطاب أن "القانون الأساس:كرامة الإنسان وحريته يعني بجوانب عديدة تتعلق بالديمقراطية. القانون الأساس: الدولة القومية للشعب اليهودي يفترض أن يحافظ على قسم من الجوانب المتعلقة بالطابع اليهودي، لدولة إسرائيل.هذا لا يعفي إسرائيل من مواجهة مسالة العلاقات التي بين الدين والدولة ولا يخلق مسا أيضا بحقوق الأقليات، بل يعرف طابع الدولة القومية اليهودية والديمقراطية"( 31) مما يؤكد على أن "الخطاب المستمر هو الذي يستطيع السيطرة ويتمكن من خلق آليات، لممارسة سيطرته على انتاجات عصره"( 32)
مما يشي تدريجيا بان حربا دينية آخذة في الاشتعال بين الإسلام واليهودية:القتل الرهيب لمحمد أبو خضير ، أحداث الحرم ،الصدامات المستمرة في الأحياء الفلسطينية دخول المزيد من المستوطنين إلى سلوان...
توازن الخطاب
على الرغم من محاولات الخطاب إيجاد حالة من التوازن إلا أن "الأشياء نفسها تخفي في آن واحد لغزها وتظهره كلغة، ولأن الكلمات تقدم نفسها كأشياء،لذا،يتوجب فك رموزها"( 33) ، للتمكن من تحليل الخطاب وفهم دلالاته المبطنة.
ويستمر الخطاب في خلق حالة التوازن لأنه يتحكم في إنتاجه، وفي انزياحاته الدلالية، كما هو وارد في الخطاب:
إن "عملية القتل الباعثة على الصدمة في هارنوف أصابت سكان القدس بحالة من الذهول،..ولكن في انطواء كل طائفة داخل نفسها،وتركيزها على جراحها في ظل توجيه أصبع اتهام للطائفة الثانية،..."(34)
وكما يقول الخطاب أيضاً:"بالموت المأساوي لسائق الباص يوسف الرموني لمس الأعصاب المكشوفة لسكان القدس الشرقية، الذين منذ الصيف الأخير أصبحوا هدفاً لهجمات عنصرية وتنكيلات،..."( 35) . نلاحظ كيف "شكلت بعض الأبواب الدلالية حقلاً لاستنباط العلاقة بين التركيب والدلالة،ومن هذه الأبواب أسوار وتأويل الضمائر،وتأويل المواقع الفارغة في التركيب،...لأن التركيب لا يعكس الدلالة على طرقة المرآة.."(36).
تضخيم تديين الصراع:
ويؤكد الخطاب على أن حربا دينية تشتعل بين الفلسطينيين والإسرائيليين:"أحداث الحرم هي خط الانكسار في الأزمة الحالية،وذروة المساعي الدائمة لتحويل النزاع السياسي إلى حرب دينية."( 37) وأيضاً يطالب الخطاب كلا من" حكومة إسرائيل،وبلدية القدس أن تقررا إذا كانت وجهتهما نحو الحرب "(38)
دون أن يشير الخطاب بعبارات مباشرة إلى طبيعة هذه الحرب أي بين اليهود والمسلمين،ولكننا نستطيع بقراءة متواضعة أن" نحدس المعنى، ذلك أن المتكلم ينتج عبارات تنتمي إلى لغته،ويفهمها المتلقي لأنه يدرك معناها،لأن هناك اتفاق وتواضع بين متكلمي لغة ما بخصوص ما له معنى في لغتهم"(39)
التديين الواقعي:
"عاشت دولة إسرائيل خلال 66 عاما كدولة يهودية دون "قانون الدولة القومية للشعب اليهودي"...لسنا بحاجة إلى التشريع لتحويل إسرائيل إلى دولة يهودية ،لا يمكن تحويلها إلى دولة يهودية عن طريق التشريع،إنها دولة يهودية لان أغلبية سكانها من اليهود،ولان اللغة الرسمية المتحدث بها هي العبرية،ولأن لغة أغلبية الكتب المنتشرة فيها، هي العبرية، ولان معظم الأغاني أو القصائد التي تكتب وتغنى هنا هي أغاني عبرية ولان النشيد الوطني هو"هتكفاه" والعلم هو أزرق-ابيض مع نجمة داود،ولان جيش الدولة هو "جيش الدفاع الإسرائيلي".إسرائيل هي قبل كل شيء دولة يهودية بسبب قانون العودة."(40) في هذا الخطاب يحاول منتجوه التركيز على"...رهان الرسائل العقائدية،وحقوق الصدارة،وسلاسل الأوامر،من يملك سلطة تعيين من؟ ومن يوصل ماذا إلى من؟..."(41)
ومن ثم يبرر الخطاب التديين عبر توجيه الخطاب إلى حماس لأنها تعمل على تديين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي:" بأن حماس تروج بشكل ممنهج لإبادة اليهود".( 42). في عملية إزاحة معرفية يسعى الخطاب إلى تحميل المسؤولية لحماس في تحويل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى صراع ديني بين اليهود والمسلمين، وان لم يأت الخطاب على ذكر كلمة(المسلمين)؛ وذلك لأن العقل المعرفي للمتلقين يقابل كلمة اليهودية فورا بكلمة "حماس الإسلامية" ؛ وهنا لا يمكن أن تكون "المعرفة محايدة،وأنها تبقى دائما نوع من السلطة،وعلينا أن نفكر بها من خلال مفاهيم المكان والمنطقة..والمجال والإزاحة وإبدال الموضع"( 43)
مصطلحات في خدمة إستراتيجية التديين والأسلمة للصراع
يوظف الخطاب الإعلامي مصطلحات لها دلالات، ومعاني كثيرة؛ بقصد خدمة تديين الصراع، أي جعله صراعاً بين اليهودية، والإسلام بعد أن تمكنت الحركة الصهيونية من إقامة إسرائيل عام 1948م، وبعد أن تمكنت إسرائيل من انتزاع شرعية وجودها عبر القتل والعدوانات المتكررة ضد العرب والفلسطينيين. بدأ جنرالات التعصب الديني بقرع طبول الإعلام تنفيذا لرغبة ساسة إسرائيل ومتطرفيها،من المتدينين واليمينين، من منتجي الخطاب الإعلامي إلى إدخال مصطلحات جديدة على بنية الخطاب؛ بهدف تحقيق هذه الغاية: فاستخدموا مصطلح "الحوض الديني" للإشارة إلى الأماكن الإسلامية المقدسة المسجد الأقصى وقبة الصخرة وحائط البراق.
واستعملوا مصطلح"بدم بارد" بنية أساسية في الخطاب،فيقول ليمور سامميان درش، هذه تراجيديا وطنية."قتل بدم بارد"، قاتل دخل وقتل "بدم بارد" ،التراجيديا تهز الجمهور بأكمله، اليوم ستكون دقيقة صمت لذكرى المقتولين"( 44) قال وزير العدل من المفدال زيرح فرهافيتغ،نحن نريد أن يكون واضحاً أن ارض إسرائيل هي لشعب إسرائيل ، شعب إسرائيل هو مفهوم أوسع من الشعب الموجود في صهيون نظرا لان شعب إسرائيل موجود في العالم كله".( 45)
"إن طلب الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي هو تعبير عن حق الشعب اليهودي،في تقرير مصيره. المجتمع الدولي اعترف بحق تقرير المصير، للشعب اليهودي أكثر من مرة، وقد أعطى البريطانيين الانتداب لإقامة دولة يهودية ، وهذا الاعتراف موجود في القرار 181، للأمم المتحدة، منذ 29 تشرين الثاني 1949. "(46)
تقول أسرة تحرير هارتس،"إن قتل الإسرائيليين الأربعة في القدس أمس الأول هو مأساة من الصعب أن نفهم كيف يستطيعوا الدخول إلى كنيس وان يطلقوا النار بدم بارد على مصلين، إن التوتر المتواصل في المدينة محاولات كمنتخبي الجمهور اليهود الحجيج إلى الحرم،الاستفزازات العقارية التي يقوم بها المستوطنون في سلوان كل هذه يمكنها أن تشكل مبررا للجريمة( 47)، ويقول:جريمة كراهية لا سامية قتلوا فقط لكونهم يهود"( 48)
ويقول الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" كارمي غيلون" مجموعة من المهووسين على رأسهم " بالأنا" تقود إسرائيل إلى الدمار النهائي""(49 )
وكما تعمل التشكيلات الخطابية السابقة "بشكل جدي على تشكيل حقل اثنوغرافيا التواصل من خلال إقامة صلات بين كل ما كان له وقتها صلة من قريب وبعيد بالعلاقات القائمة بين اللغة والثقافة،أو اللغة والمجتمع الإسرائيلي .(50)
استراتيجة الفوبيا الدينية
يسعى منتجو الخطاب إلى بناء إستراتيجية الفوبيا اعتمادا على استراتيجيات سابقة بحيث تبدأ عملية تناسل الاستراتيجيات المعتمدة في الخطاب الإعلامي، بحيث تعمل على تناسل الخطابات والتشكيلات الخطابية، فلنتابع بتمعن وتفحص ما جاء في هذا الخطاب الذي يساهم في بناء إستراتيجية الفوبيا، بل ويؤسس لها أيضاً.
إذ حمل الخطاب الإعلامي المكتوب عنوانا مؤسسا لإستراتيجية الفوبيا لذلك كان " الإسلام يريد السيطرة على العالم"، إن كلمة الإسلام التي تصدرت العنوان، وبدأت به لها غاية، ومقصد وهو التأسيس للفوبيا، فليست جماعة إسلامية متطرفة التي تريد السيطرة وليست جماعة إرهابية،وليست جماعة من المسلمين،بل هو الإسلام بعينه بما يمثله من عقيدة ومن شعوب مسلمة، وهذا ما يعززه ما ورد في الخطاب "أمة واحدة بدون الغرب،حتى يسيطر الإسلام لن تكون راحة" هذه الكلمات قالها أولاد بين6-13 سنة وتم بثها في احتفال تضامن مع داعش،ورفعت فيه أعلام التنظيم،هذا لم يحدث في الموصل ،بل تم في الآونة الأخيرة في إحدى مقاطعات سيدني"(51)
ولخلق الفوبيا، يعمد الخطاب إلى الربط بين مواقع ومجتمعات عربية وإسلامية لتعميم المخاطر وتضخيمها، بقصد غرس بذور الفوبيا فيقول الخطاب:" لبس الأولاد في الاحتفال ملابس إسلامية،وتحدثوا الانجليزية، وتم إرشادهم من قبل إسلاميين بالغين، وهم يحصلون على تعليم مماثل، لذلك الذي يتم في غزة، يحدث في الجانب الآخر من الكرة الأرضية، والهدف ليس تحرير الأقصى، بل تحرير سيدني من أنياب الديمقراطية "(52 )
هكذا يخلق الخطاب الإعلامي الإسرائيلي الإسلام فوبيا لأنه لا يريد تحرير المسجد الأقصى ذو الأهمية الدينية عند المسلمين لأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بل يريدون تحرير استراليا (وعاصمتها سيدني) ممن؟ من الديمقراطية، مما يعنى أن الإسلام عدو الديمقراطية، وهذا يتطلب وحدة في المواقف الأمنية والسياسية ضد الإسلام وليس ضد حركات صغيرة تعد نفسها إسلامية،ويهدف الخطاب الإعلامي الإسرائيلي إلى تأطير نفسه في بوتقة خطابية إعلامية دولية صلبة لتعميم الإسلام فوبيا وتعميقه.ومن اجل اختراع ذاكرة جمعية ليس فقط إسرائيلية بل عالمية لتأجيج الكراهية ضد المسلمين في الغرب."وهذا التضافر الجديد للمعايير والممارسات البنيوية استدعى أيضاً وعياً فوقياً أو لنقل نوعا من الوعي الفكري الجمعي الذي يمثل بعينه..".( 53) وحدة الخطاب وتماسكه وتماهيه مع الخطاب الإعلامي الدولي الذي يحمل بنيات الإسلام فوبيا وإستراتيجية تديين الصراع ويصل الخطاب إلى نتيجة مؤداها،"أنه لا توجد حاجة إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني،أو الاحتلال، من اجل رعاية الكراهية ضد الديمقراطية والغرب"( 54) ، ولتعميم الفوبيا وتجذيرها في الذوات المستقبلة يقوم الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، باجتزاء حادثة من التاريخ، ووضعها في سياق خطابي، بقصد تعميق الفوبيا ، ولإظهار ديمومته وتهديده التاريخي المتأصل في الذات الإسلامية، للغرب الديمقراطي:" إحدى العمليات الإرهابية الأولى في السياق الإسلامي تم تنفيذها من الإسلام على الأراضي الاسترالية في 1915 ، حيث قام مسلمان بقتل أربعة مسافرين في القطار،وتم قتلهما. وفي رسالة كتبها احدهما قيل:" انه يدافع عن الخلافة العثمانية،"من الواجب قتلكم والتضحية بالحياة من اجل إيماني،"الله اكبر"( 55 ) ، ولم نجر بحثا اركيولوجياً لإثبات صحتها وكيف اجتزأتها؟ ومن أي مصدر اقتطعها؟
ويطرح الخطاب إستراتيجية التشكيك ليمرر بقوة إستراتيجية الفوبيا الإسلامية:" ما الذي فعلت استراليا؟ ولماذا يتم تهيئة كادر من الأولاد في عمر 6 سنوات،وتعليمهم الجهاد والشهادة؟
استراليا لم تفعل لهم شيئا فهم ليسوا بحاجة لان يفعل لهم احد أي شيء. هذا لان الجهاد العالمي منذ 1915م، حتى اليوم من الشباب حتى طالبان، ومن حماس، حتى داعش، يحملون نفس الايدولوجيا،وهي سيطرة الإسلام على العالم كله"(56)
فيسعى الخطاب من خلال الإسلام فوبيا وتضخيم الخطر الإسلامي ليس على إسرائيل فحسب وإنما على الديمقراطيات الغربية، من هنا إذن نجد أن "الخطاب الأيدلوجي لا يبرز نفسه في الخطاب إلا بصحبة ظلال ما هو مناقض له وعليه فحضوره لا يمكن أن يكون إلا نسبياً.."(57 )
من الواضح أن الخطاب الإعلامي يعمل وفق إستراتيجية سياسية، لذا فمن مهامه الأساسية تبني استراتجيات معينة بقصد إقناع الرأي العام بما يريده ساسة إسرائيل فكلما أرادت الحكومات الإسرائيلية التنصل من التزاماتها لجأت إلى خلق تهديدات جديدة، ومخاطر جديدة،قد تصل إلى الخطر الوجودي،لهذا نرى كيف اشتغل الخطاب الإعلامي على أكثر من تهديد؛ بهدف التخويف وإحداث الرعب وصولا إلى الهستيريا من الإسلام، ويتم ذلك بجرعات إعلامية عبر توظيف الطاقة اللغوية وعبر آلية التكرار،ومن هنا فالخطاب الإعلامي الإسرائيلي خطاب مؤدلج في معظمه يشبه إلى حد ما الخطاب الأيدلوجي والخطاب الإعلامي الحزبي التابع للأحزاب الشمولية فالاختلاف ليس جوهريا بين جميع التشكيلات الخطابية الإعلامية سواء صدر عن مؤسسة يسارية أو يمينية فهم متفقون في الجوهر فيما يتعلق بالحقوق السياسية الفلسطينية.
مراجع الدراسة
1- هيثم سرحان، خطاب الجنس،مقاربات في الأدب العربي القديم،المركز الثقافي العربي،الدار البيضاء،ط 1، 2010،ص23
2- محمد ناصر الخوالده، مفهوم الخطاب كوسيلة اتصالية: منتدى جريدة شروق الإعلامي الأدبي
3- ميشيل فوكو،نظام الخطاب،ترجمة محمد سبيلا،دار الفارابي ، بيروت،2007،ص8
4- سعيد يقطين،تحليل الخطاب الروائي،المركز الثقافي العربي، ط3،1997،ص،17.
5- بول ريكور،نظرية التأويل،الخطاب وفائض المعنى،ترجمة سعيد الغانمي،المركز الثقافي العربي،الدار البيضاء،ط2، 2006،ص 34.
6- عبد العزيز العيادي، ميشال فوكو،المعرفة والسلطة، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،بيروت،ط 1،1994، ص 20.
7- ديان مكدونيل: مقدمة في نظريات الخطاب، ترجمة د.عز الدين إسماعيل، القاهرة: المكتبة الأكاديمية، ط1، 2001، ص 30
8- عبد الواسع الحميري،الخطاب والنص،المفهوم،العلاقة،السلطة،بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1،2008،ص 187.
9- خالد علي زواوي، مواطن،المؤسسة الفلسطينية لدراسات الديمقراطية،رام الله-فلسطين،2012ص43.
10- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
11- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
12- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
13- د. عايدة سيد خطاب،الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية،كيلوباترا للطباعة والنشر، القاهرة،ط1،1999،ص 4
14-) توماس شيلينج، إستراتيجية الصراع، ترجمة نزهت طيب،وأكرم حمدان،الدار العربية للعلوم ناشرون، مركز الجزيرة للدراسات، بيروت ط1،سنة 2010،ص 11
15-) جمعان بن عبد الكريم، إشكاليات النص ،النادي الأدبي بالرياض، والمركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء،،ط1، سنة، 2009 ص، 175
16- مرجع سابق،جمعان عبد الكريم، إشكاليات النص،ص175
17- عوزي برعام هارتس ،الاثنين،3-11-2014،الحياة الجدية،4-11-2014
18- نظرة عليا، الخميس 30-10- 2014،الحياة الجديدة الجمعة31-10-2014
19- عوزي برعام،عنوان المقال،"حينما يحول الصراع إلى صراع ديني "،هارتس ،الاثنين، 24/11/2014، الحياة الجديدة،الثلاثاء، 25/11/2014.
20- بيير بورديو،التلفزيون واليات التلاعب بالعقول،ترجمة،درويش الحلوجي،دار كنعان للدراسات والنشر والخدمات الإعلامية،ط1،2004ص 50
21- عوزي برعام،عنوان المقال،"حينما يحول الصراع إلى صراع ديني"،هارتس،الاثنين،24/11/2014،الحياة الجديدة،الثلاثاء، 25/11/2014.
22- ميشيل فوكو،حفريات المعرفة،ترجمة سالم يفوت،المركز الثقافي العربي،ط3،الدار البيضاء،2005،ص84
23- عوزي برعام،عنوان المقال،"حينما يحول الصراع إلى صراع ديني"،هارتس،الاثنين،24/11/2014،الحياة الجديدة،الثلاثاء، 25/11/2014.
24- السندرو دوراني،الانثروبولوجية الالسنية،ترجمة فرنك درويش،مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط1، 2013 ، ص38.
25- أوري هايتنر،عنوان المقال"قانون القومية لا يتعارض بين اليهودية والدولة الديمقراطية"إسرائيل اليوم،الاثنين24،/11/2014، الحياة الجديدة، الثلاثاء 25/11/2014
26- ) السندرو دوراني،الانثروبولوجية الالسنية،ترجمة فرنك درويش،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت،ط1 2013 ص39.
27-) أوري هايتنر،عنوان المقال"قانون القومية لا يتعارض بين اليهودية والدولة الديمقراطية"إسرائيل اليوم،الاثنين24،/11/2014، الحياة الجديدة، الثلاثاء 25/11/2014
28- شلومو ساند اختراع الشعب اليهودي،ترجمة سعيد عياش،تدقيق اسعد زعبي،تقديم انطوان شلحت.المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"،رام الله،2010،ص66
29- عميرة هاس"عنوان المقال"ذئب ذئب والذئاب لا تأتي"هارتس،الاثنين،24/11/2014،الحياة الجديدة الثلاثاء،25/11/2014،
30- ) بيير بورديو،التلفزيون واليات التلاعب بالعقول،ترجمة،درويش الحلوجي،دار كنعان للدراسات والنشر والخدمات الإعلامية،ط1، 2004،ص 98
31- يوعز هندل،عنوان المقال" أحبولة القومية ابحثوا عن المصالح" يديعوت،الثلاثاء،25/11/2014،الحياة الجديدة، الأربعاء،26/11/2014.
32- عبد الواسع الحميري،الخطاب والنص،المفهوم،العلاقة والسلطة،بيروت،ط1،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر،2008ص27
33- ميشيل فوكو،الكلمات والأشياء،ترجمة مطاع صفدي وآخرون،مركز الإنماء العربي،دار الفارابي ،بيروت ،ط 2، 2013،ص70
34- يهوديت اوفنهايم* ،عنوان المقال"الحياة في القدس ستصبح كابوسا،هارتس،الثلاثاء25/11/20014،الحياة الجديدة،الأربعاء،26/11/2014. * *المديرة العامة لجمعية"عير عميم، وزوجة رئيس حركة السلام الأن.
35-) يهوديت اوفنهايم،عنوان المقال"الحياة في القدس ستصبح كابوسا،هارتس،الثلاثاء25/11/20014،الحياة الجديدة،الأربعاء،26/11/2014
36- عبد المجيد جحفة،مدخل إلى الدلالة الحديثة،دار توبقال،الدار البيضاء،ط2،2014،ص10
37- يهوديت اوفنهايم،عنوان المقال"الحياة في القدس ستصبح كابوسا،هارتس،الثلاثاء25/11/20014،الحياة الجديدة،الأربعاء،26/11/2014
38-) يهوديت اوفنهايم،عنوان المقال"الحياة في القدس ستصبح كابوسا،هارتس،الثلاثاء25/11/20014،الحياة الجديدة،الأربعاء،26/11/2014.
39- عبد المجيد جحفة،مدخل إلى الدلالة الحديثة،دار توبقال،الدار البيضاء،ط2،2014،ص15
40- موشيه ارنس،عنوان المقال"قانون القومية لا يخدم أي هدف"هارتس،الثلاثاء،25/11/2014،الحياة الجديدة،الأربعاء،26/11/2014.
41-) ريجيس دوبريه، محاضر في الإعلام العام،المالميديولوجيا،ترجمة الدكتور فؤاد شاهين وجورجيت الحداد،دار الطليعة ،بيروت،ط1،196،ص100-101
42- بن درو يميني،عوان المقال" روح شريرة في الحرم الجامعي،يديعوت،الابعاء،26/11/2014.الحياة الجديدة،الخميس 27/11/2014.
43- السندرو دوراني،الانثروبولوجية الالسنية،ترجمة فرنك درويش،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت،ط1 ،2013 ،ص38
44- ليمور سامميان درش،عنوان المقال"القتل داخل إسرائيل جزء من الصراع" إسرائيل اليوم الأربعاء،19-11-2014،الحياة الجديدة 20-11-2014.
45- إسحاق ليئو،عنوان المقال" تحالف الزعرا ووقاحة نتنياهو،هارتس،الثلاثاء،25/11/2014،الحياة الجديدة، الأربعاء ،26 /11/2014
46- ) كوبي ميخائيل،عنوان المقال"الفلسطينيون رفضوا الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب اليهودي"،نظرة عليا، الثلاثاء25/11/2014،الحياة الجديدة ،الأربعاء،26/11/2014
47- أسرة التحرير ،عنوان المقال:" لننصت إلى رئيس المخابرات، هارتس،الاربعاء19-11-2014،الحياة الجديدة،20-11-2014
48- ليمور سامميان درش،عنوان المقال"القتل داخل إسرائيل جزء من الصراع"إسرائيل اليوم الأربعاء،19-11-2014،الحياة الجديدة 20-11-2014
49- القدس المحتلة،الحياة الجديدة،أ.ف.ب،الأحد،30/11/2014
50- السندرو دوراني،الانثروبولوجية الالسنية،ترجمة فرنك درويش،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت،ط1 ،2013 ،ص39
51- بن درور يميني،"الإسلام يريد السيطرة على العالم"يديعوت،الثلاثاء16/12/2014،الحياة الجديدة ، الأربعاء 17/ 12/2014م.
52- بن درور يميني،"الإسلام يريد السيطرة على العالم"يديعوت،الثلاثاء16/12/2014،الحياة الجديدة، الأربعاء 17/12/2014م.
53 - شلومو ساند ،اختراع الشعب اليهودي،ترجمة سعيد عياش،المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"،رام الله ،2010،ص 66
54- بن درور يميني،"الإسلام يريد السيطرة على العالم"يديعوت،الثلاثاء16/12/2014،الحياة الجديدة، الأربعاء 17 /12/2014م
55- بن درور يميني،"الإسلام يريد السيطرة على العالم"يديعوت،الثلاثاء16/12/2014،الحياة الجديدة، الأربعاء 17 /12/2014م
56- بن درور يميني،"الإسلام يريد السيطرة على العالم"يديعوت،الثلاثاء16/12/2014،الحياة الجديدة، الأربعاء 17 /12/2014م
57- د. حميد الحمداني،القراءة وتوحيد الدلالة،المركز الثقافي العربي،الدار البيضاء،ط1،2003،ص78