سامحني يا سيدي رمضان (للمرة التاسعة)
السلام عليكم .. تهنئة من القلب لكل الأحبة .. كتب الله لكم مع الصيام الأجر .. ووفقكم لقيام لية القدر .. وكل عام وأنتم ومن تحبون .. إلى الله أقرب ..





رمضان آخر .. يشرق علينا … بفضل الله – سبحانه وتعالى – فكل عام وأنتم بخير – فردا فردا .. مجموعة مجموعة .. صحيفة صحيفة – وفقنا الله وإياكم … للطاعات … وكفانا الله وإياكم شر الأفلام والمسلسلات …
سامحني يا سيدي .. “رمضان” .. ((مرة ثامنة ))!!!
حقيقة لم أجد ما أكتب،ونحن على بعد خطوات من هذا الضيف المبجل من منا لا يعرف أنه شهر القرآن،شهر تنزل الرحمات،شهر الصيام والقيام؟!! من منا لا يعرف أنه شهر السعي نحو تطهير النفس،ومشاركة الفقراء .. أو محاولة مشاركتهم في الإحساس بالجوع؟! إلخ .. إلخ ..إلخ.
ومن منا لا يعلم أن القادم المبجل أصبح شهر الأكل والشرب،حيث تزيد – بل تتزايد – مشترياتنا من الطعام ومن الأشربة؟!!!!!!!! سيل من الرسائل استقبلها بريدي من (كيك الزبادي)و(حمصة الدجاج) إلى (كبة السمبوسة بالخطوات المصورة) و(المتبل الإيراني)،وأخيرا كتاب كامل في الطبخ هدية رمضان!!!!!!! ( ومن منا لا يعلم أن القادم المبجل أصبح شهر المسلسلات المتلفزة،وشهر التسلية(قطع : أو “كت” كما يقول أهل ذلك ذلك الفن) قبل سنوات وحين كانت المسلسلات الرمضانية أقل عريا،وكانت المسلسلات التأريخية – الإسلامية – لها حضورها،وكانت (فوازير نلي) كتب الأستاذ أحمد بهيجت،محذرا من كون تلك المسلسلات – والفكاهية خصوصا – والفوازير،تسعى لزرع فكرة أن (الصائم) في سجن ولابد من (الترفيه عن السجين)!!!!!!! فماذا سيقول وقد سمعنا أن بعض المسلسلات “المحشوة” بالعاريات أصبحت تعرض في النهار،بعد أن ضاق “ليل الصيف” بعدد المسلسلات؟!!!!!!!!!!!
نعود إلى مسلسلنا : “من لا يعلم” .. من لا يعلم أن مسابقات القرآن الكريم في تلفازنا الموقر – اخشى أن أقول سابقا – تمول عبر رسائل (الربا)؟!!!!!!!!!!
إذا كنا جميعا نعلم،ونعلم جميعا أن الشيوخ والوعاظ والخطباء، بحت أصواتهم وهم ينصحون،ويدعون لـ(تحرير) شهر (رمضان) من أسر (التلفاز)،فماذا أستطيع أن أضيف،أو أقول؟!!!!!!!!
لن أقول غير أنني لن أشهاد (مسلسلا) واحدا – إذا أذن الله – لأقوم بشتمها بعد ذلك وربما (لعنها) أيضا،كما يفعل كثيرون غفر الله لنا ولهم… فذلك (الشتم) هو ما يبحث عنه أصحاب تلك المسلسلات فهو دليل (النجاح)،ووسيلة (الشهرةأو الإشهار).. وأصحاب (الفن) على مذهب ذلك البخيل الذي أورد الجاحظ قصته،وقد تمنى ذلك البخيل أن يجتمع عشرة من الفقهاء،وعشرة من الشعراء،وعشرة من الأدباء .. إلخ فيصفوا شدة بخله،ويذمونه .. حتى لا يبقى فيه مطمع لسائل!!
نعم إن أهل (الفن) يبحثون عن من (يشهر بهم)،فذلك دليل (نجاحهم).. كيف لا وهذه الأعداد الغفيرة تشاهد أعمالهم بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر في تقييم الأعمال المشاهدة … المهم أنهم شاهدوها .. واختلاف وجهات النظر لا يفسد للمشاهدة قضية!!!!!!
فسامحني يا سيدي (رمضان) لم أجد ما أستقبلك به.
ملاحظة : لم أنس كثرة من يذهبون لصلاة التراويح ولكنني لم أنس- أيضا – أن ذلك الذهاب،لدى الكثيرين،والكثيرين،ليس أكثر من (استراحة ) بين (مسلسلين)!!!!!
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في مستهل شهر رمضان المبارك سنة 1438هـ