________________________________
هذه الإضافة فيها فائدة للشعراء , بأن أل التعريف لا يجوز إدخالها على ( كل وبعض وغير ) , وبعد مراجعتي القصيدة من أولها إلى آخرها وجدتها خالية من أي عيب لغوي أو وزني أو ما شابه ذلك , ولها الحق الأخت فاتن أن تقول ما قالته في ال التعريف الداخل على ( كل ) , لأنها على ما يبدو ( بصرية ) المذهب ومتشددة إلى حد ما , لكن الشاعر خالد ـ على ما يبدو ــ فإن مذهبه كوفي وفيه توسع وتسامح , والمتتبع كلام العرب يجد أكثر علماء النحو يسيرون على عدم جواز تعريف كلمة ( كل ) لتصير ( الكل ) , ومن هذه العبارة علينا أن ندرك بأن هناك أيضاً من يجيزها قياساً ’ لأنها دخلت على اسم , وبما أن بعض علماء النحو أجازت تعريف ( كل ) ومنهم الشافعي وغيره , إذاً لا علينا إن وجدنا الشاعر ( خالد ) وهو كوفي المذهب , أن أجازها هو الآخر , ولا عيب في ذلك , ولا نقصاً في المعنى , بل جاءت كلمة (كل) في قصيدته خالية من أي عيب لآنها وإن كانت الكلمة من أساسها مضافة أو تبقى مبهمة ونكرة مهما عرفناها ), إلا أنها هنا جاءت بعد فعل مضارع , ولم تأت بعد اسم مضاف إليه , ولما كان المضاف إليه غائباً , فإن التعريف جاء متناسقاً ليعرف الاسم الغائب , كما جاء في قصيدته في البيت الآتي :
(( الكل يَحلم أن يُبنى له وطن ))
ومن المعروف أن ملك النحاة والفيومي وابن الحنبلي والشهاب الخفاجي : أجازوا دخول ( أل ) على ( غير ) ، مستدلين بما يلي :
1ـ أنّ القياس لايمنعه .
2ـ أن (أل) الداخلة على (غير) ليست (أل) التعريف ، بل هي المعاقبة للإضافة ، نحو قوله تعالى (( فإنّ الجنة هي المأوى )) أي مأواه ؛ لأنّها لمّا شابهت المعرفة بإضافتها إلى المعرفة جاز أن يدخلها ما يعاقب الإضافة وهو الألف واللام .
3ـ أن بعض العلماء أثبت تعرفها بالإضافة في مواضع مخصوصة ، وإذا جاز تعرفها بالإضافة فلا مانع من تعرفها بالألف واللام في مواضع مخصوصة كذلك ؛ كأن يحمل الغير على الضد فيصح بالحمل على النظير ، وهو شائع في كلام العرب .
وأجازها الشافعي فقال :
وهكذا ينبغي أن يكون الصالحون من أهل العلم فأما ما تذهبون إليه من ترك السنة لغيرها وترك ذلك الغير لرأي أنفسكم
وقال البراق
أَمّا إِيادٌ فَقَد جاءَت بِها بِدَعاً*****
في ما جَنى البَعضُ إِذما البَعضُ راضيها
وقالوا:
السلوك الغير المستقيم .
ابتعد عن العمل الغير مأمون العاقبة .
الشر أنت الغير فاعله .
هذه التصرفات الغير الأخلاقية .
وأما الْمذهب الثاني : جـواز دخـول ( أل ) على ( غير ) ، وقـد صرَّح به الفخـر الـرازي فِـي التفسـير الـــكبير فقـال : (( إذا قلت : ( غير زيد ) صـار في غـاية الإيهام فـإنه يتناول أمـوراً لا حصـر لـها ، وأمـَّا إذا قـــــطـعته عـن الإضـافة ربّما تقـول : ( الغـير ، والْمغايرة ) مـِن باب واحد ، وكذلك التغير فتجعل الغير كأسْماء الأجناس ))
أما الكوفيون فقد أجازوا نيابة ( أل ) عن المضاف إليه الواقع ضميراً غائباً فحسب ، ولهذا قال ابن هشام الأنصاري : (( والمعروف من كلامهم إنما هو التمثيل بضمير الغائب ))
أشكر الأخت فاتن جزيل الشكر , وأنا أرحب بفكرتها , وأميل إلى رأيها في عدم دخول أل التعريف على كل وغير إلا للضرورة , والضرورة الشعرية أولى من أي نص أدبي , وهكذا فعل الأستاذ خالد , وجزاكم الله كل خير
أخوكم غالب أحمد الغول
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=42818