منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الحمير هل تشبهنا.. أم نحن لا نشبهها

    الحمير هل تشبهنا.. أم نحن لا نشبهها

    مقالات ملفقة \1\
    بقلم محمدفتحي المقداد

    على توالي الأعوام تغلغلت في مجتمع النَوَرْ عادة امتطاء ( الحمير) في دمائهم , وأصبحت شعاراً لهم حتى أن جدودهم كما تروي عجائز النَوَرْ أصبحوا يخشون امتطاء الجياد الخيول ونتيجة لهذه البدعة , فُرِض على نساء القبيلة السير على الأقدام طيلة حياتهن , فهن لا يمتطين أية راحلة كانت , بل إن ذلك من حق الذكور على الإطلاق , فالرجل يمتطي الدابة و المرأة تسير بركابه , مهما طالت المسافة دون تذمر . ويعزو ( النَّوَرْ ) أصولهم إلى (بني مُرَّة) ويبتدئ تاريخ تشردهم عقب المعركة التي قُتِل فيها ( جسّاس) زعيم قبائل ( بني مُرَّة) فمنذ ذلك الوقت حرَّم عليهم ( الزير سالم ) – على حد زعمهم ركوب الخيل على الإطلاق , فاضطر جدودهم القدامى إلى ركوب الحمير بدلاً من الجياد والخيل , ثم سامهم ( الزير سالم ) الخسف والهوان حتى اضطروا إلى الهجرة من ديارهم , والضرب في فجاج الأرض سعياً وراء الرزق , والمراعي الخصبة . ويروى أن شاعر الأردن ( عرار – مصطفى وهبي التل ) وكان قد عمل بالمحاماة لبعض الوقت , اشتهر بدفاعه عن ( النَّوَرْ) في المحاكم تطوعاً . وحدث أن سرق أحد ( النَّوَر) حماراً , وكان ثمن الدواب آنذاك مرتفعاً وكان المتهم قد اعترف بالسرقة , لكن عراراً التمس تخفيف العقوبة , بداعي أن المتهم أعاد الحمار المسروق إلى صاحبه , وأنه من الأموال الخسيسة , , فقاطعه القاضي , بقوله: إن ثمن الحمار اليوم يساوي عشرين جنيهاً " , فكانت مفاجأة لعرار , إلاّ أنه تداركها بذكائه ,وقال للقاضي : " لقد شرّف الله دابّة النبي صلى الله عليه وسلم بأن جعل منها البُراق , ولم يُشرف حمار العُزيرْ بل أبقاه حماراً , اسماً وجسماً , مصداقاً للآية الكريمة ( إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير ) , وارتفاع ثمن الحمير لظروف خاصة , لا يُخْرجُ الحمار لمسروق عن كونه حماراً بأخس الثمن , فضحك النظارة لهذا الدفاع , ونزل القاضي عند رأي ( عرار ) وخفف العقوبة . ففي مجتمعنا الريفي, للحمير أهمية استثنائية في حياة الفلاحين وفي القديم هو وسيلة المواصلات للركوب ولحمل الأثقال والأمتعة عليه , وله ولكل الحيوانات في البيت مكان خاص بهم يسمى ( البايكة) , والمكان الذي يخزن فيه التبن والعلف ( التَّبان) , ويضع للحيوانات جميعا الطعام في حوض من الطين والحجارة يعلو عن الأرض حوالي نصف متر يسمى ( الطِوالة ) ووعاء معدني أو جلدي يوضع به الماء (جابية ) , وبعض الفلاحين كانوا يستخدمون الحمير للحراثة عليها إما على حمار واحد أو حمارين يوضع على رقبتهما ( نير ) واحد يربطهما سوية . وما دامت الحمير قد شاركتنا حياتنا قد رأيت مزايا وصفات حميدة للحمار , فهو لا يكفر بالله , ولا يجحد بلسانه الإله الذي خلق له هذا اللسان , كما يفعل الإنسان , ولا ينافق ويتخذ له وجهين , و لا يثير الحروب عل إخوانه في الحماريَّة , ولا يعرف جريمة القتل , ولا رذيلة الانتحار , ولا تشغله شهوته عن واجبه الحماري كما تشغل بني آدم , ولا يفكر في الأتان ( أنثى الحمار ) إلا مرة واحدة في السنة , ليقوم بقسطه من فضيلة العمل على بقاء النوع ولا ينحرف بغريزته عن طريقها , ف( يقترب... ) من حمار مثله ويدع جميلات الأُتُن , ذوات الخد الأسيل , والذنَبِ الطويل , والساق النحيل , ... كما تنحرف غرائز بعض بني آدم . .تتبرج إناثه التبرج المُغْري , ولا تعرف البغاء الطليق على ( البلاج) , ولا البغاء الفني في السينما والتلفزيون والمجلات المصورة أو الأنترنت . ...ولم يُشاهد أتاناً ترقص رقصاً خليعاً , ولم يسمعوا حماراً يغني غناء حديثاً , مع سهولته عليه , ولكن يبدو أن فضائل الحمار تلك ظهرت لتلك المطربة التي شبهت حبيبها بالحمار بقولها ( بحبك يا حمار ) وهي أغنية لطيفة , كانت قد تسببت في طلاق كثير من النساء وحتى يروى أن عروسا أحضرت معها كاسيتها وخبأت كمفاجأة لعريسها ووضعته في آلة التسجيل , مما كان السبب في طلاقها الفوري ورجوعها إلى بيت أبيها ,والحمار ما رأوه مع ذلك إلا صابراً على ما قُدِّر عليه , راضياً بما قسم له , لا يستغل أيام الحرب , ليسرق شعير إخوانه الحمير .. ولا يغُش ولا يرتشي , ولا يخون , ولا يعرف المكر , ولا الحسد , ولا يتظاهر بالدين ليصل إلى الدنيا , ولا يتخذ العمل في المصالح العامة سُلَّماً إلى المناصب , وهو يطيل التأمل , وهو لا يؤذي أبناء جنسه بتدوين فلسفته ,ويأتي حين يُصَوِّتُ بسحجات و صيحات لها في موسيقى الحمير جمالٌ , ولكنه لا يزعم أنه من كبار الملحنين , ولكنه لا يزعم أنه مجدد في البلاغة كما يزعم بعض مشايخ بني آدم , لئلا يقال له : اخرس , فما تجديدك إلا نهيق .. وقد قيل في المثل السائر( وقف حمار الشيخ عند العقبة) أنا بدوري أقف هنا لعلي أعود ثانية أتبحر في فلسفة الحمير لعلي أصبح فيلسوف الحمير , وتطبق شهرتي شهرة ابن سينا والفارابي , ,وأكون أول من وضع أصول هذا العلم وفلسفته .
    ------------------------------------------------
    *اقتباس بعض من أفكار المقال من كتاب
    - عرار شاعر الأردن ( تأليف البدوي الملثم ) وكتاب
    - مقالات في كلمات ( الشيخ علي الطنطاوي )





  2. #2
    والله صحيح..
    لكن ظهر أخيرا..ان الإنسان اكثر محارية من الحمار نفسه..
    شكرا لك

  3. #3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جريح فلسطين مشاهدة المشاركة
    والله صحيح..
    لكن ظهر أخيرا..ان الإنسان اكثر محارية من الحمار نفسه..
    شكرا لك
    أستاذ جريح فلسطين
    أسعدك الله
    شفى الله جرحك العميق ...
    تقديري لبهاء مرورك الجميل كما أنت

    مودتي

المواضيع المتشابهه

  1. الحمير فى القرآن
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-06-2014, 09:17 PM
  2. زمن الحمير
    بواسطة وفاء الزاغة في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-05-2012, 09:04 PM
  3. قتلة الحمير................
    بواسطة سنان المصطفى في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-10-2011, 12:09 AM
  4. قثاء الحمير - والكبد
    بواسطة المربد في المنتدى فرسان الطب البديل.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-17-2009, 08:34 AM
  5. حب على ظهر الحمير
    بواسطة مروان الطيب بشيري في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-16-2009, 08:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •