العصفور ..

[شادية مقداد]

العصفور ..
بينما كان سالم يمشي في طريقة عائدا من المدرسة إلى البيت ، وجد مجموعة أطفال يركضون قليلا و يقفون قليلا ، فاقترب منهم ليعاين الأمر ، ففوجئ بأنهم يحاولون الإمساك بعصفور صغير قد سقط من أحد الأعشاش التي من المحتمل أن تكون مبنية على أغصان الأشجار التي تزين جانبي الطريق ، و كان العصفور لا يتمكن من الطيران جيدا بسبب جناحيه الضعيفين فهو يطير لمستوى منخفض ثم يعود إلى الأرض ..
أدرك سالم بأنه لن يتمكن من منعهم لوحده ..و سرعان ما لمعت في عقله فكرة ، فراح يتظاهر بأنه يريد أن يجاريهم في اللعب و قال لهم : أنا أمسكه لكم ولكن عليكم أن تبقوا هادئين ، و بدأ بمتابعة العصفور و ملاحقته ، و كلما اقترب منه أصدر حركة تجعله يهرب و هكذا إلى أن اقترب من البناء الذي فيه منزله ..
كان يأمل بأن يصادفهم أحد من الناس فيمنعهم من فعل ذلك و يخلص العصفور من الملاحقة ، ولكن حصلت مفاجأة لم يكن سالم يتوقعها ، حيث رأى والدته تنظر من الشرفة فأدرك من نظراتها القلقة بأنها استبطأت مجيئه ، و لما شاهدت أمه ولدها و قد انضم إلى أطفال مشاكسين يقومون بملاحقة عصفور مسكين غضبت و راحت تصرخ عليهم فخاف الجميع و هربوا و هرب هو الآخر معهم ، و عندما تفرقوا في الطريق عاد أدراجه ، و راح يبحث عن العصفور قريبا من منزله فوجده مختبئا بجانب جذع شجرة ،و بحركة منه ماهرة تمكن من الإمساك به ، و سارع بالصعود إلى المنزل و هو بين فرحة و قلق ، كانت الأم تستشيط غضبا من فعلته و قبل أن تبدأ بتوبيخه اعتذر منها و أخبرها بخطته لإنقاذ العصفور كما أخبرها بأن وجودها على الشرفة كان سبب إنقاذ العصفور المسكين .
فسألته : و لكن لم هربت معهم ؟
_ لكي لا يعلموا بأنك أمي فأصبح في نظرهم سببا في فقدانهم العصفور فيتألبون علي ضدي .
ابتسمت الأم بعد أن فهمت القصة فمدت يدها لتأخذ العصفور الذي كان يتنفس بسرعة و قلبه يرفرف من الخوف لتسمع سالم يقول لأمه واضعا رأسه في حضنها : أمي أنا مثل هذا العصفور أضيع بدونك .

[ريم بدر الدين]

ثابري شادية قلمك جميل جدا