الإبر الصينية ... حكمة شرقيةالبداية كانت قبل ( 4000 سنة ) في الصين ، حيث تم التعرف على طريقة التدليك بالحجر والوخز بالإبر الصينية وعلى قاعدة التجربة والملاحظة تم اكتشاف خريطة النقاط التي تصير مؤلمة باللمس عند اعتلال الصحة ، وكل نوع من الاعتلال تمثله نقطة معينة أو نقاط ، لكن الأهم في الإبر الصينية هو المناطق التي تغرس فيها ، أي نقاط الجسد ،لأن الصينيين قسموا الجسد إلى نقاط للوخز ، وأصبح هناك دليل لنقاط الوخز والكي " نقاط التأثير " أو " النقاط الصينية " أو " نقاط الوخز " وعددها في الجسم " 365 " نقطة موزعة على " 14 مسارا للطاقة " وكأنها محطات على هذه المسارات ، ومازال البحث العلمي الحديث يكتشف مزيدا منها ، حتى غدت قرابة الألف نقطة بعد إضافة نقاط الأذن ونقاط فروة الرأس ، فالأصل هو النقاط الصينية وليس الإبر الصينية كما هو المتعارف عليه ، ولها اسم أخر من بين الأسماء العديدة ، فعندما نقلها اليابانيون إلى بلدهم أسموها " تسوبو " وتعني " نقاط الهدف " فأصابوا بذلك كبد حقيقة هذه النقاط ، فالإبر الصينية تأخذ مفعولها القوي والصحيح عندما تغرز في النقاط الصحيحة والأماكن المحددة في أنحاء الجسد ، وبذلك تكون النتيجة إيجابية ، ( في عام 1950 ) اكتشف كل من ( نيبوي ) الفرنسي و ( ناكاتوني ) الياباني ، ودون اتصال بينهما .
أن النقاط الصينية هي مواضع جيدة التوصيل للكهرباء ، أي أن نقل مقاومتها الكهربية ، مقارنة مع ما يحيط بها أكبر من سواها .
وقد أوضح كثيرون من العلماء في كافة أنحاء العالم أهمية النقاط الصينية ومنها أبحاث ( بورتونوف الروسي عام 1977 ) ، والنمساوي " مارتيش " .. و ...
من كل ما سبق ، يتبين لنا أن النقاط الصينية التي ورثت سّرها البشرية عن أسلاف جّربوا أو استنتجوا ، منذ آلاف السنين ،
إذا النقاط بمنطق العلوم الطبية المعاصرة حقيقة واقعة ، يمكن أن يفسر عملها بمفهوم الطب الصيني القديم ، حيث النقاط نوافذ أو محطات في شبكة مسارات الطاقة ، التي تدور بها طاقة الحياة ( تشي ) والتي تنقسم إلى نصفين متكاملين ، نصف مذكر ( يا نج ) ونصف مؤنث ( ين ) ، وما المرض إلا اختلال في توازن الين واليا نج ، والعلاج إعادة التوازن بين الشقين ، والطريق إلى ذلك في ( النقاط الصينية ) .
إذن هي النقاط ، أما الإبر فهي مجرد وسيلة واحدة للتعامل مع هذه النقاط ، ويمكن أن تحل محلها عشر وسائل أخرى على الأقل ، مثل : 1- التدليك 2- الضغط 3- التدفئة
4- التبريد 5- الكريات اليابانية 6- الرقائق المعدنية 7- المغناطيسيات 8- أشعة الليزر
9- الأشعة فوق البنفسجية ...
فالأهم من الإبر هي النقاط التي تغرس فيها ، والآن تنتشر في العالم معاهد خاصة لدراسة العلاج بالوخز بالإبر الصينية ، فالإبر الصينية تحمل اسم حضارة الصين القديمة وتحمل سحر وغموض الشرق الغني بحضارته وأسراره الغابرة الغريبة ، إنها الإبر الصينية التي شاع استخدامها في كل مكان والتي تواصل انتشارها في كافة أنحاء العالم .سلام مراد - دمشق