#عطوانيات
حرب بين الجيش السوري الحر و"القاعدة" هل بدأت قوات الصحوات السورية تكرر سيناريو نظيرتها في العراق؟
عبد الباري عطوان
اغتيال كمال حمامي عضو المجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر، واتهام تنظيم الدولة الاسلامية التابع لتنظيم "القاعدة" بتنفيذه يؤكد ان المعركة القادمة ليست بين الجيش الحر وقوات النظام السوري، وانما بينه وبين التنظيمات الاسلامية الجهادية، واعادة سيناريو "الصحوات" في العراق.
الخلافات تتفاقم بين الجيش الحر وهذه التنظيمات، والثقة معدومة بين الجانبين اللذين كانا يخوضان حربا مشتركة لاسقاط النظام، وسبب ذلك يعود الى الضغوط التي تمارس حاليا بقوة من قبل امريكا ودول عربية وغربية اخرى على الجيش الحر، لتأكيد ولائه للمشروع الغربي في سورية واعلان الحرب على التنظيمات الاسلامية المتشددة اذا كان يريد الحصول على اسلحة حديثة ومتطورة من الغرب.
اللواء سليم ادريس قائد المجلس العسكري ابدى استعدادا لتكوين جيش صحوات، شريطة ان تقدم له الاموال والاسلحة، وعدم ارسال اسلحة امريكية متقدمة ربما يكون سبب تردده الحالي. ولكن هناك معلومات ان بعض الجماعات التابعة للمجلس العسكري للجيش الحر بدأت الحرب على هذه التنظيمات والجماعات الاسلامية، وان اغتيال السيد حمامي هو دليل واضح في هذا الصدد.
الشيء الوحيد الذي تتفق عليه الدولتان العظميان روسيا وامريكا هو تصفية الجماعات الاسلامية المقاتلة على الارض السورية، باعتبارها اكثر خطرا من النظام، وكشرط للتوصل الى اي حل سياسي، ولهذا سيظل مؤتمر جنيف الثاني مؤجلا حتى تتحقق هذه التصفية.
اللافت ان الاعلام الغربي ومعه بعض امتداداته العربية والسورية المعارضة لا تركز هذه الايام الا على خطر هذه الجماعات وتجاوزاتها على الارض، واعداماتها لبعض السوريين، ولكن الهدف من هذه الشيطنة هو اشعال حرب اهلية بين السوريين، انفسهم، اي السوريين في المعارضة، والسوريين في المعارضة والنظام معا حتى تكتمل حلقة الدمار، ويتم افناء السوريين واكمال دمار سورية.