من وحى الأشجار ......( 1--5 )


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


* من وحى الأشجار *

(1 - 5 )

إننا لانستطيع أن نغفل عن الدور الحيوى والمؤثر للأشجار -- بشقيها المادى والمعنوى -- فى حياتنا.
فنحن نعلم جيداً الدور المادى والمحسوس للأشجار فى صناعة النهضة الشاملة للأمم.ومايهمنا فى هذا المقام هو إبراز القيمة المعنوية والروحية للأشجار، مما حدا بالأدباء والشعراء بذكرها فى مفرداتهم اللغوية وأعمالهم الأدبية تخليداً لها بما تعكسه من سلوكيات راقية ونبيلة فى دنيا الناس.





وبادىءِ ذى بدءِ أنوه إلى أن الأشجار قد ذكرت مع بدء الخلق ، ثم ضُرب بها المثل لكلمة الحق والباطل فى الدنيا،
ثم مع نهاية الحياة الدنيا وقبل قيام الساعة... فكيف حدث هذا؟؟؟

**الشجرة وبداية الخلق :-

كان للشجرةِ دور مؤثر وحيوى فى حياة آدم وحواء عليهما السلام.
فبعد أن خلقهم الله عز وجل ..وأسكنهم الجنة قد تعرضا للإبتلاء عن طريق الشجرة المحرمة.
" وقلنا ياآدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين" البقرة(35)..

فلقد أُبيحت لهما كل ثمار الجنة إلا شجرة واحدة. ولكن إبليس اللعين غاظه رضا الله عنهم واستمتاعهم بنعيم الجنة،
وصمم على إخراجهم منها.
فقال" هل أدلك على شجرة الخلد وملك لايبلى" _طه(120).

فقال آدم لا إن ربى نهانى عنها،وقالت حواء إنها الشجرة المحرمة."وقاسمهما إنى لكما _لمن الناصحين"(الأعراف21) ورفض آدم وحواء ثانيةً إمتثالاً لأمر الله ..

فعاود الكرةَ وقال:" مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين"(الأعراف20).

وتحت ضغط وإلحاح إبليس اللعين آكلا من الشجرة المحرمة، وانتصر فى أول معركة مع آدم أبى البشر، وبدت لهما سوءاتهما.فخاطبهم الله عز وجل بقوله:
" ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين"(الأعراف22).

قال آدم ليس أمامنا إلا الإستغفار والندم:" قـالا ربنـا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغقر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"(الأعراف23).
لقد إعترفا بالخطيئة وتابا" فتلقى آدم من ربهِ كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم"(البقرة37).

لقدأذنب آدم وحواء ولكن الغفور الرحيم تاب عليهما0..
ولكن سمعا نداء العليم الحكيم "قال إهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقرومتاع إلى حين"(الأعراف24).فهبط آدم وحواء إلى الأرض دارالإبتلاء ...

.................................................

** الشجرة
وكلمة الحق والباطل فى الدنيا:-

الحياة الدنيا دار إبتلاء وماهى إلا مطية للبشر- من لدن آدم عليه السلام إلى قيام الساعة نحو الآخرة حيث الخلود والبقاء ..
فى نعيم الجنة أوسعير النار.

ولقد ضرب الله عز وجل مثلاً بشجرتين
فى قوله:" ألم ترَ كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء* تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون*ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة أجتثت من فوق الأرض مالها من قرار" 00(إبراهيم24-26).

فالكلمة الطيبة - كلمة الحق- كالشجرة الطيبة مثمرة لاينقطع ثمرها..
فيكون الجزاء :" يثبت الله الذبن آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة".

والكلمة الخبيثة- كلمة الباطل- كالشجرة الخبيثة تظل جذورها فى التربة قريبة حتى لكأنها على وجه الأرض وماهى إلا فترة وجيزة ثم تجتث من فوق الأرض.. فيكون الجزاء :" يضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء"(إبراهيم 27)0.

فالكلمة الطيبة - كلمة الحق- تقود صاحبها إلى الجنة..
والكلمة الخبيثة - كلمة الباطل- تقود صاحبها إلى النار.
................................................


** الشجرة
مع نهاية الدنيا وقرب قيام الساعة:-

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:-
" لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبىء اليهودى من وراء الحجر والشجر .. فيقول الحجر والشجر يامسلم يا عبد الله هذا يهودى خلفى تعالى فاقـتـله.. إلا الغرقد فإنـه مـن شجـر اليهود.
" صدق الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى..
واللهِ إنها خير بشارة من الله ورسوله إلينا نحن المسلمون أن العاقبة للمتقين والنصر والغلبة لدين اللهِ عز وجل مهما علا اليهود فى الأرض.
" والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون." (يوسف21).


بقلم\ كرم المصرى