.
.


.
.




أطيافٌ مائية






فيم الغيابُ وقد هامَ الألى حضروا = منْ جذبةٍ مُرتآها القوسُ والوترُ ؟
راحوا وما رحلوا. حاروا إذا رحلوا =عن المعاني إلى الأقداح تنكسرُ
باحُوا إلى حَور الرؤيا وما برحوا = قيدَ التلعثم أطيافـًا بها حورُ
وأسرجوا لثغة القنديل واصلة = بينَ الفواصل تأويلا لما اختصروا
وعرَّجوا صُعُـدًا حيثُ انبلاجته = عمرًا حدائقه المغناجُ تنشذرُ
بينَ السؤاليْن إنْ شمسًا وإنْ قمرًا = فمنْ يقولُ إذا شمسُ الرؤى قمرُ ؟
ومنْ يقولُ إذا ما حُلكة نظرتْ = وما تأولها في نوره القدرُ ؟
ومن يقولُ إذا الليلُ الأسيلُ سرى = إليَّ أسئلةً أسفارُها سررُ ؟
تُطوقُ البابَ كالمشتى أسنتها = فيشرقُ الماءُ مسبيًا إذا سفروا
وسافروا في العيون النُّجل أغنية = كما الربيعُ إذا ما ضاعَ يبتدرُ
همُ الألى نشروا، والزهرُ خافقة = أعلامُه رُوحُها من روْح ما نشروا
قالوا وما سألوا. سالوا بأوديةٍ = من الكلام ولا نبرٌ ولا فكرُ ؟
الوِردُ في لغة النجوى يمرّ على = وَردٍ إلى لغة النجوى، فما الخبرُ ؟
لا شكلَ إلا حروفٌ مُرنحة =من المتاهةِ لواحٌ بها الأثرُ
لا لوحَ إلا امِّحاءُ الذاتِ في سُور = هيَ المتاهة تدحُو لوحَها السُّورُ
لآ ظلَّ إلا المرايا وهْيَ قافـية = ترفـو بموجتها ما البحرُ يبتدرُ
كأنه حين يغفو شبه معتذر = عن الحكاية ممدود بها السَّمرُ
وإن صحا فكأنَّ الليلَ منتبهٌ =إلى الحكاية معقود بها النظرُ
وإنْ رأى فالثريا شبه ناهبةٍ = منه الذي ما رأى والحرفُ يعتذرُ
وللمعاني تسابيحٌ وأجنحة =كأنما الحرفُ أشباحٌ ولا خبرُ
كأنما سَفرٌ ما كانَ من سفرٍ = إلى الدوالي وكرمُ السفح يُعتصرُ
كأنما السِّفْـرُ أقداحٌ ومِروحة = تطوي المسافة أقداحا ولا أثرُ
كانني أقرأ الألواحَ منْ عمُري = والجرحُ يكتبني آلا ويختصرُ
كأنكَ السابرُ الأسرار منقدحا = بالليل يسبرُ أسرارا ولا قمرُ
قرأتُ هذا الجمالَ البكرَ فابتدرتْ = مني القوافي كماء الورد ينتثرُ
وقلتُ: أكتبُ نثرًا فاشرأبَّ إلى = كأس القصيدةِ ما يرقى به العمُرُ
وقالَ لي هذه الأطيافُ منْ سُوَر = تشدو فكيفَ شدتْ منْ لطفها السّوَرُ ؟
هذي ينابيعُه المائية ارتعشتْ = كأنها خفرٌ يسري به خفرُ
فاشربْ سلمتَ من الترحال منطرحـًا = كأنما الظمأ المجنونُ لا يذرُ
منَ المسافة إلا شبهَ خرقته = واشربْ فلا ظمأ إلاكَ يبتدرُ
هذا الجمالُ .. ولا أنسامَ أرسلها = إلا الندى يتهادى طيَّه السحرُ
فاسلمْ لمجْمع أهواءٍ عطفتَ به = على البهاء منَ الأشذاء تنشذرُ ..
واسلمْ كما أنتَ فالدنيا مُوشحةٌ = وأنتَ أندلسُ المغنى ولا وترُ ..