وهي عبارة عن كلمات راسخات سنيات ، فاخرات باسقات
...
وشى بهن العلامة المتقن البارع محمود شاكر مقدمة كتابه ( المتنبي ) ..



قال رحمه الله - وهو يصف سر تحوله الأدبي النقدي الجلل - :

( ويومئذ طويت نفسي على عزيمة حذّاء ماضية : أن أبدأ – وحيدا منفردا –

رحلة طويلة جدا ، وبعيدة جدا ، وشاقة جدا ، ومثيرة جدا .

بدأت بإعادة قراءة الشعر العربي كله

أو ما وقع تحت يدي منه يومئذ على الأصح

قراءة متأنية طويلة الأناة عند كل لفظ ومعنى

كأني أقلبهما بعقلي ، وأروزهما " أي أزنهما مختبرا " بقلبي

وأجسهما جَسا ببصري وببصيرتي ، وكأني أريد أن أتحسسهما بيدي

وأستنشي " أي أشَم " ما يفوح منهما بأنفي ، وأسمّع دبيب الحياة الخفي فيها بأذنَيّ

ثم أتذوقهما تذوقا بعقلي وقلبي وبصيرتي وأناملي وأنفي وسمعي ولساني

كأني أطلب فيهما خنبئا قد أخفاه الشاعر الماكر بفنه وبراعته

وأتدسسُ إلى دفين قد سقط من الشاعر عفوا أو سهوا

تحت نظم كلماته ومعانيه ، دون قصد منه أو تعمد أو إرادة ) .






نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي