السلام عليكم
حقيقة هناك وقائع كثيرة ,لم تصل لدرجة الحقيقة الموثوقة وتناقلتها الألسن وبعض المراجع على أنها مسلمة تاريخية...ولو اخضعناها للمنطق لوجدنا فيها عيوبا كثيرة تدفعنا للبحث العميق المؤصل وعبر مراجع موثوقة كذلك.
حسب ما ورد في موسوعة "ويكيبيديا" :
بقيت مسألة الوأد: في الواقع كانت هذه الظاهرة نادرة الحدوث في زمن السلم لكن البعض كان يمارسها زمن الحرب اجتنابا للوقوع في أيدي الأعداء حيث أن الجاهلي كان يعتبر السبي طعنة في شرفه. وعندما جاء الإسلام حرّمها طبقا لسورة (التكوير) في القرآن الكريم "وإذا الموؤدةُ سُئِلَت. بأيِّ ذنبٍ قُتِلت". [1]
وهذا يعني أنها ليست عادة منتشرة بقوة بقدر ما هي حسب متطلبات الموقف في حينه...
وهناك مرويات كثيرة ليست بذات أهمية مقابل ما وصلنا له وهي للاستئناس فقط لأننا لم نجد مصادرها الأصلية :
يُحكى أنّ بني تميم منعـوا الإتاوة المفروضة عـليهم للنعـمان بن المنذر ملك الحـيرة، فجـرّد إليهم حـملةً سَـبَتْ نساءهم، فكلّم بنو تميم النعـمانَ في نسائهم، فحـكم أن يجـعل الرأي في ذلك للنساء، فأيّة امـرأة اخـتارت زوجـها رُدّت إليه، فاخـتلفن في الخـيار، وكانت فيهـن بنت قـيس بن عـاصم فاخـتارت سـابيها عـمرو بن المـشـمرخ عـلى زوجـها، فنذر قـيس أن يدسّ كل بنت تولد في التراب، فوأد كلَّ بنت ولدت له في التراب، واقتدى به غـيرُهُ من بني تميم، ويظهر ذلك من حـديثٍ لقيس بن عـاصم مع رسـول الله صلوات الله وسـلامه عـليه:
(أنا أمير تميم وفي عـاداتنا دفـن البنات من المكـرمات، ولقد دفـنت سـت بنات، وفي سنة كـنت عـلى سـفر وكانت امـرأتي حـاملا، فوضعـت أنثى وخَـشِيَتْ عـليها مني فأهدتها إلى أخـوالها، فلما عـدتُ من السـفـر سألتها عـن الجـنين، قالت وُلِدَ ميتا، قبلتُ هذا الكلام والشكُّ ملءُ نفسي، وبعـد سـنين عـدة كـبرت البنت وجـاءت لزيارة أمها فرأيتُها رائعـة الجـمال وتمـنّيتُ أن تكـون لي ابنة مثلها، فقالت أمها إنها ابنتك يا قيس، فغـضبتُ غـضباً شـديداً وقـمتُ إلى البنت حـفرتُ لها حـفرةً كانت تساعـدني فيها، ولما كـنت أهـيل عـليها الترابَ وهي حـية كانت تبكي وتسألني: ماذا تفعـلُ يا أبي بفلذة كـبدك؟ وظـلّت تبكي وأنا أسمعُ أنينها تحـت التراب، ولم أدعـها حـتى صـمتت إلى الأبد).
وهناك رواية ثانية تقول إن الوأد بدأ عند قبيلة ربيعة حيث روي أنْ كانت إحدى السبايا ابنة أمير من قبيلة ربيعة بعد الصلح ففضّلت سابيها على أبيها لكن من المتفق أن بني تميم وبني كندة وبني ربيعة كانوا من القبائل التي انتشر فيها وأد البنات
وتقول مصادر أخرى:
كان المجتمع ينظر للمرآة على أنها عالة نظرا لدورها الثانوي في مختلف النشاطات لذلك ذهب بعظهم إلى واد بناته ، على أن هذا الوأد كان لعوامل اقتصادية و اجتماعية ودينية . فمن الصفات الاجتماعية ، أن الزواج كان يتم باكرا محافظة على شرف العائلة وكيان الأسرة كما انه كان يتم داخل العشيرة الواحدة محافظة على وحدتها ، وقلما يتم الزواج خارج القبيلة .[2]
وفي الحديث:
لقد هممتُ أن أنْهى عنِ الغِيلةِ فنظرتُ في الرُّومِ وفارسَ فإذا هم يَغيلونَ أولادَهم فلا يضرُّ أولادَهم ذلِكَ شيئًا ثمَّ سألوهُ عنِ العزلِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ذلِكَ الوأدُ الخفيُّ
الراوي: جذامة الأسدية بنت وهب أخت عكاشة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1442
خلاصة حكم المحدث: صحيح
*********
إن ظاهرة وأد البنات كانت منتشرة لدى بعض القبائل العربية، وقد أخبر القرآن الكريم بذلك عنهم، قال تعالى: "قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ" {الأنعام:140}، وقال تعالى: "وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ" {التكوير:9{.
لذا فقد باتت رواية وأد سيدنا عمر رضي الله عنه لابنته مثار اختلاف :القصة كما انتشرت:
لقد شاع على ألسنة الكثير من الخطباء والوعاظ أنّ عمر بن الخطاب كان قد وأد ابنته في الجاهلية، ولطالما سمعنا هذه القصة على المنابر وفي المحاضرات والمواعظ،وخلاصة القصة: "أنه رضي الله عنه كان جالساً مع بعض أصحابه، إذ ضحك قليلاً، ثم بكى، فسأله مَن حضر، فقال: كنا في الجاهلية نصنع صنماً من العجوة، فنعبده، ثم نأكله، وهذا سبب ضحكي، أما بكائي، فلأنه كانت لي ابنة، فأردت وأدها، فأخذتها معي، وحفرت لها حفرة، فصارت تنفض التراب عن لحيتي، فدفنتها حية".
والعجيب أنّك تجد المرء من العوام لا يفقه من الإسلام شيئا ولا يحفظ من شرائعه أمرا إلاّ قصة وأد عمر لابنته!! والحقيقة المذهلة التي يتحمّل مسؤوليتها الخطباء والوعاظ أنّ هذه القصة باطلة وموضوعة وملفقة على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، والعجيب أنّه لا ذكر لها في كتب السنة والحديث أو كتب الآثار والتاريخ، ولا يعرف من مصادرها إلا ما يكذبه الرافضة الحاقدون من غير دليل ولا حجة.
والأصل أنه لا يُثْبَت مثل ذلك إلاّ بإسناد ثابت ، وليس لدينا إسناد ثابت بأن عمر رضي الله عنه فعل ذلك فعلا![3]
تحقيق الرواية:
أ. أنّه من المعلوم أن أول امرأة تزوجها عمر - رضي الله عنه - هي زينب بنت مظعون أخت عثمان و قدامة فولدت له حفصة وعبد الله وعبد الرحمن الأكبر كما جاء في البداية والنهاية لابن كثير: قال الواقدي وابن الكلبي وغيرهما تزوج عمر في الجاهلية زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون فولدت له عبد الله وعبد الرحمن الأكبر وحفصة رضي الله عنهم. وكان ميلاد حفصة قبل البعثة بخمس سنين كما جاء في المستدرك وغيره عن عمر رضي الله عنه قال: ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، ولهذا فهي أكبر بنات عمر فلماذا لم يقم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بوأد ابنته حفصة رضي الله عنها وهي إبنته الكبري والتي تكنى بها أبا حفص؟، ولماذا يئد من هي أصغر منها؟ ولماذا انقطعت أخبار من وئدت فلم يذكرها أحد من أقاربها ولم نجد لها ذكرا في أبنائه؟ فقد سموا لنا جميعا وسمي لنا من تزوجهن عمر في الجاهلية والإسلام، ولم نقف فيما اطلعنا عليه من المراجع على شيء يوثق به في هذا الأمر. (انظر ترجمة أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها في "الإصاب" للحافظ ابن حجر (7/582).
ب. لم يعرف في بني عدي الذين ينتسب إليهم الفاروق وأد البنات بدليل أن أخته فاطمة بقيت حية حتى تزوجت سعيد بن زيد ابن عم عمر بن الخطاب.
ج-و بعد بحث في كتب الأحاديث و التخريج لم أجد له اثر إلى في كتب الرافضة.
عدم ورودها في كتب السنة والحديث أو كتب الآثار والتاريخ دليل قاطع على بطلانها.
وأخيرا فإن مسألة الطعن في الصحابة عن طريق القصص التي ظاهرها " البراءة " كثيرة جدا
لذا ينبغي على المرء أن يتثبت وأن يعرف من أين يأخذ العلم.[4]
والقصة مروية من أصلا من قبل الرافضي:نعمة الله الجزائري صاحب الأنوار النعمانية[5]
للاطلاع:
هذا ما وصلنا له ولله المنة والفضل.
24-2-2013
********
[1] http://www.marefa.org/index.php/%D8%...84%D8%A7%D9%85
[2] http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=79172
[3] http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=23400
[4] http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=23400
[5] http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42159