هيكل عظمي.

في عز النهار –خلد للنوم – المسافة كانت طويلة بينه وبين الحلم – معتقدا أنه يحلم في منامات الليل فقط – ولم يدري أن الذي يحلم لم يكن هو – وأن الكوابيس التي كانت تزوره في كثير من الأحيان ما هي إلا بقايا لما كان يراه في النهار – حيث كانت تنتظره قبل رحيل المساء – يحملها على أكتافه ويبدأ في المسير وهو نائم – أتعبته المسافات – وتعاقب الليل والنهار – حتى دوران الأرض كان يشعر به – كان يتابع بشغف أنينه في داخله وصمته في خارجه – لم يجرؤ في يوم من الأيام أن يقول أنه يستطيع الكلام فعاش كالأخرس – ومن شدة لعثمته بلسانه وصمته أصبح لا يسمع – يصيح كالأطفال – وحتى لا يرى كان يهرب للنوم – لكن عندما يصحو يرونه هيكلا عظميا .

نشأت حداد