عائدآ الى بغداد من الريف!
الصحفي ياس خضير العلي
وصلت بغداد وقد شعرت عند وصولي أليها بشيء من الأنقباض ,أشبه ما يشعر به الهارب من السجن اذا أعادوه أليه , وبعد رحلتي الى الريف جنوب شرق بغداد,وحيث كنت بضيافة أخوالي الفلاحين , سأظل زمنآ طويلآ أتذكر المناظر الطبيعية التي كنت فيها وتلك الأيام القلائل التي تمتعت فيها بالحرية والطلاقة والزيارات للمقدسات الدينية وأختفائي بالملابس الشعبية بين الناس دون أن يشير ألي أحد أو يعترضني من يسأل عن عمل قمت به وكلام نطقته وكلمات كتبتها , وأديت عبادات كانت لي فيها ساعات لايشاركني فيها أحد بمناجات رب العالمين تذكر مأثر حبيبنا الرسول الأكرم وآله الطيبين الطاهرين ( ص) ولاأتصالات ولارنة موبايل ولا أنترنيت ولا كتابة ولاقراءة ألا كتاب الله العزيز القرآن الكريم , وعدت كالطفل الرضيع أشرب الحليب بعد لحظات من خروجه من شطر أمه البقرة المعطاء وبين أصرار أقاربي على أن وجهي اصفر ويجب أن أشرب الحليب بكثرة حتى مللت ذلك , وأحسست بأني لا يقيدني مقيد ولا يسيطر علي مسيطر ألا الله , لا السيطرات ولا القانون ولا العادات والأتكيت والملابس الخانقة من الربطة للحذاء الى كل مضايقات الحضارة بل لبست ما يدخل الهواء لبدني أينما أسير و أفيء الى كل ظل من الأشجار , أجلس حيث أشاء , وأسير أينما أشاء تحت كل سماء ومتى رغبت ذلك؟ , وارفع صوتي وأنادي من أشاء واصرخ بما يجول في خاطري بلا خوف من أحد جد كان أو هزل , هنا الناس طيبون لايعاتبون احد منشغلون بالعمل الزراعي وتربية الحيوانات , ولايحبون الدراسة ولا الأنترنيت ولايشاركون أحد بصفحات حياتهم يحبونها مطوية كما طوى الزمن حياتهم بتسلط الطغاة عليهم لزمان طويل وأبدل بأحتلال أمريكي أقسى , يعلنون من نقص المياه وأنعدام الكهرباء لكنهم يحبون الطبيعة كما هي ومؤمنون بأن الله هو الرزاق فأعطاهم على نياتهم ما يتمنون تركت سيارتي تبكي الوحدة وجمد الكهرباء ببطاريتها لم تشحن ولكني نسيت اسمي فكيف لا أنساها وهي صديقتي ببغداد ومنقذتي بكل حال اود الهرب منه كالغزال الشارد بأرض الفلا , لا أنسى ما حييت تلك الأيام حيث جمال الطبيعة الخضراء والهدؤ والذكريات أنا وأبن خالي حيث تذكرنا الطفولة كنا ننام على سطح القلعة صيفآ, حيث بنيت من الطين والتبن العراقي أي بقايا حصاد الحنطة والشعير المطحون يضعه العراقيون مع الطين , ونأخذ البيض من تحت الدجاج ونشويه على جمر النار بذلك الصاج المعدني الدائري في الربعة المضيفة , حيث كان جدي رحمه الله يشرب النارجيلة والدخن يخرج منه كأنه مدخنة يحيط به الدخان بشتاء لايجرأ فيه على فتح النافذة من البرد ... هذا الحال لايدوم يجب العودة لبغداد حيث معشوقتي الصحافة تنتظرني ولأن السعادة في هذه الحياة بوارق بارقة تمر بلحظات لانمسكها ولكن نراها كلمح بالبصر نشاهدها لامعة في سماء الليل ثم تختفي .. هكذا عدت لبغداد ..وليس كما يقول حسين نعمة بل بلا حيرة ولاندم لأني أحبها مدينتي الحبيبة ولكن الشوق للحرية ذلك كان ...
الصحفي العراقي ياس خضير العليمركز ياس العلي للآعلام _صحافة المستقل

http://yasjournalist.syriaforums.net
http://yasalalijournalist.ahlablog.com
http://www.facebook.com/#!/yas.alali