نعم أختي نادية لا نستطيع إنكار هذا الواقع المظلم لشباب هذه الأيام ، هذا الواقع الذي للأسف أصبح القاعدة و أصبح النموذج القويم هو الاستثناء ..
لا ليست نظرة سوداوية أو تشاؤمية لكنها نظرة رثاء لحال هؤلاء الشباب ..
و يحضرني ههنا عدة أبيات كنت قد حفظتها من قبل ، و هي تلامس فعلا حال هذه الأيام ، يقول فيها الشاعر :
ملكنا هذه الدنيا قرونا********** وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء **********فما نسي الزمان ولا نسينا
حملناها سيوفا لامعات **********غداة الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يوما********** رأيت الهول والفتح المبينا
وما فتئ الزمان يدور حت**********ى مضى بالمجد قوم آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي **********وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وآلم كل حر********** سؤال الدهر : أين المسلمون ؟
ترى هل يرجع الماضي ؟ فإني********** أذوب لذلك الماضي حنينا
بنينا حقبة في الأرض ملكا **********يدعمه شباب طامحونا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماة********** يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن المساء فلا تراهم********** من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطمه الليال**********ي ولم يسلم الى الخصم العرينا
ولم تشهدهم الأقداح يوما **********وقد ملأوا نواديهم مجونا
و ما عرفوا الأغاني مائعات **********ولكن العلا صنعت لحونا
و ما عرفوا الخلاعة في بنات********** ولا عرفوا التخنث في بنينا
ولم يتبجحوا في كل أمر********** خطير، كي يقال مثقفونا
كذلك أخرج الإسلام قومي **********شبابا مخلصا حرا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى********** فيأبى أن يقيد أو يهونا
دعوني من آماني كاذبات **********فلم أجد المنى إلا ظنوناً
وهاتوا لي من الإيمان نور **********وقووا بين جنبي اليقينا
أمد يدي فأنتزع الرواسي********** وأبني المجد مؤتلقاً مكينا
أخوك تمــــــــــــــــــــــام