لمحة من كتاب(5)
في إيران :
(لقد اتفقت العائلتان على أنه لابد أن يتعرف أحدنا على الآخر قبل أن نتخذ أي قرار بالرفض أو الموافقة. هكذا،كان لابد لنا من ان نذهب معا إلى الحديقة العامة،ويكون من المفترض أن تتعمق المعرفة بيننا ونحن نتمشى ونتبادل الحوار في وقت لم يتجاوز الساعة!"(..) كنا نسير أنا وهو في المقدمة،يتبعنا أبي وأمي وأختي الكبرى مع اثنتين من أخواته.كان حديثهم يكاد أن يصلنا بوضوح وهم يتظاهرون بالحديث بشكل عام في كل الأمور،بينما يتظاهر كلانا بتجاهل وجودهم خلفنا.سألته عن عمله : فقال بأنه مهندس ميكانيك. وسألته عن قراءاته فقال بأنه لا يجد الوقت للقراءة. كنتُ أحس أنه يريد أن ينظر إليّ ولكنه لا يستطيع. حينما حضر إلى بيت عمي يخطبني رسميا،كان عليه أن يحني راسه طوال الوقت،وهاهو الآن أيضا يجد أن من المستحيل عليه أن يراني كما يجب.ولذا فقد مشينا جنبا إلى جنب وعيوننا تلتصق نظراتها بالأرض. كانت تنتابني طوال الوقت فكرة مجنونة،كانت إحداها مثلا : كيف لرجل أن يعلم بأن المرأة التي ينوي الزواج منها لم تكن صلعاء؟."
فقالت "نسرين" : "هذا أمر سهل،في الماضي كانت بعض النساء من أهل العريس يتفحصن العروس المرشحة،وتمعن التدقيق حتى في أسنانها".
فردت"ياسي" : "الحمد لله،ما زالت كل أسناني سليمة"){ ص 471 - 472 (أن تقرأ لاليتا في طهران )/ آذر نفيسي }
أبو أشرف : محمود الشنقيطي