عن الثقافة : هل قراءة الروايات تعد من التثقيف ، ام لا ؟

[محمد سرحان]

تعج المكتبات اليوم بالكثير من الروايات والتي تندرج تحت جميع الأبواب ( الاجتماعية - البوليسية - الرومانسية - المغامرات - ...) وغيرها من الأبواب . (حتى ان باب الرعب اصبح من أشهرها الان)، وهذه الرويات تقدم في المكتبات و في معارض الكتاب كوجبة ثقافية للقارئ. لكن هل تعد هذه وجبة كاملة ام لا؟
هل يعتد بها كوجبة أساسية ام يجب الا تخرج عن كونها طبق جانبي ؟ ويظل الطبق الرئيس هو الكتاب الغير روائي سواء كان بحثا أو شرحا او تحليلا ؟
هل مكونات هذه الوجبة يثري الثقافة اصلا ام انه ينتقص منها ؟ ( خصوصا أدب الرعب )
ما الذي يجب على القارئ ان يأخذه بعين الاعتبار اثناء زيارة المكتبة او معرض الكتاب ؟ او وقف امام احد الأرفف للمطالعة والاستعارة ؟
تساؤلات كثيرة قد تكون باب دخول لفهم واقعنا الثقافي ، ومحاولة لتحليل الطابع الثقافي الحالي في المجتمعات العربية والإسلامية.
بانتظار مشاركاتكم ولكم وافر التقدير.

[أبو فراس]

سؤال وجيه أستاذ محمد، حقيقة لايكشف الكتاب عن نفسه إلا بعد استعراض محتواه وبعضها من بداياته، فالعنوان لايكفي، وفي كل الأحوال، هناك مواقع ألكترونية، تقدم نبذة عنه، مما يجعلك تحكم عليه نوعا ما، أما بالنسبة للرواية حصرا ولست من قرائها، فقلة منها مايدعو للقراءة بشغف، وقد جربنا عبر مجموعة الفرسان الواتسية قراءة مشهورها، ومعروفها، فماتجاوز منها الربع، وهو كثير مما يستأهل القراءة..
هذا ما خطر في بالي الآن، عمت ِِ ظهرا.

[محمد سرحان]

اشكر لك مهندسنا الكريم ابا فراس على مشاركتكم العاجلة والتي تناولت فيها على وجه الاختصار كيف ان الروايات ليست تثقيفا بالمقام الاول - او هكذا فهمت - واطمح الى مزيد من التناول والعمق في باقي الجوانب المطروحة.
بانتظار مشاركتكم الكريمة دوما.
احسن الله إليكم.

[ريمه الخاني]

إذا اعتبرنا السؤال المطروح أستاذ محمد، من منطق استفزازي خالص أو استفساري بحثي، منطلقين من فكرة معروفة مفادها :
أن الروايات التاريخية مثلا تُسرد من خلال وجهة نظر المؤلف، حيث لايطالَب بتوثيق تاريخي لعمله ، فهذا يعني أن مجمل الروايات تعبر عن طريقة تفكير صاحبها ورأيه، ومخزونه الثقافي، وحتى مذهبه المعرفي، نقول :
أن أهم مايفيد في الرواية عدة أمور منها:
تحريك الرأي العام الشعبي، بناء على الطرح المعروض في النص.
وتحقيق المتعة الفنية، حيث يحصل الإبداع الدرامي واللغوي.
والحصول على عنصر الإبهار الحدثي، أو لنقل الالتحام الوجداني كذلك مع شخوص الرواية.
وبذلك فالمؤلف هنا يقدم نفسه على طبق من رواية، فإما أن تصفق له، أو أن ترمي عليه الحجارة اللفظية، والطماطم الوردية، والصبارة الشوكية والبلدية.
موضوع مائز مع التقدير.

[محمد سرحان]

سيدتي
اشكر الإسهام الماتع والاجمال الوافي.
الامر الذي يظهر في مجتمع معين بشكل وبائي احيانا هو ان الرواية أصبحت سردا لا حبكا. وسلعة ركيكة احيانا لا جوهرة نفيسة تقتنى في الوقت الذي قد تطل علينا فيه فتنة ما او تعم على المجتمع مصيبة وطامة ما ثم تكون الثقافة احدى أذرع التحكم التي تدير دفة الرأي العام او الخاص حتى.
الامر الذي جعل الاعمال المعروضة في احيان كثيرة لا ترتقي لمستوى الأزمة بل احيانا تزيد من وطأة المشكلة على المجتمع المغلوب على أمره .
ان جزءا كبيرا من وجداننا في مصر نما على اعمال الكثيرين من الأدباء الذين اشتهروا بالرواية كنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم. ... وغيرهم. لكن هل كان الأثر كما هو منتظر.
اثر الرواية خطير جدا بما يدع المرء يفكر مرارا قبل ان يقرأ وبعدما ما يقرأ. فكيف بمن يكتب؟
اسعد الله صباحكم بالخير

[أسامه الحموي]

أحببت أن أعلق بناء على مشاركات بعض الفرسان هنا في مسابقات ومناسبات، أظهرت أن المقاييس الشعبية التي نقيس بها الأعمال، مختلفة عما يقيسون بها ، ويقدمون للشاشة، كلجان تحكيم، بحيث أن الأداء المسرحي الجذاب مثلاعلى ضعف المادة ، مطلوبا بشدة، لاعتبارات تجارية بحتة، أما روائيا وكما تفضل أبو فراس، فإن معادلة بسيطة تختصر الموضوع، حيث أن كل مشهور لايعني أنه الأفضل، وكل مغمور لايعني أنه الأسوأ، وعليه فنشيد بكل صاحب رسالة إيجابية، أن يجدف بقدر الإمكان، بحسب الوسائل المتاحة حاليا كي ينادي ويقول :أنا هنا.
وللقارئ همسة :اسأل المؤلف ماذا يريد أن يقول، ثم قيم العمل بعد ذلك عبر بقية العناصر.
شكرا لك.

[ريمه الخاني]

عود على بدء:
نعم للراوية أثر كبير على الجمهور، عندما تتحول أولا:لعمل عبر الشاشة، كالعمل الغربي : لعبة العروش، لم يكن المؤلف معروفا أصلا، لولا خروج العمل فيما على أجزاء، ولكن ماهو العمل؟ هو فسق وفجور وشراسة وخيانة وكذب وخداع وفوقية الخ..عامل الجذب فقط كان الإخراج والفرادة في حشد كل ما يدهش من حدث ومواقف خارقة للإنسانية.
وثانيا وقوعها بين أيدي قراء حقيقيون ونقاد عميقو النظرة، عندما يلفت النظر ويؤثر, فمابال عمل الروائية الفلسطينية رضوى عاشور: الطنطورية بكل آلامها، والأمل الذي ماتغير في قلب وعقل البطلة ، في تجاوز المحنة لنجاح مجتمعي حقيقي.؟ لماذا لم يشتهر عمل نظيف مثله؟.
تحيتي لك أيها الكريم.

[محمد سرحان]

كان مما قرأت منذ زمن بعيد تقريرا عن السنيما الامريكية نشر التقرير على ضوء نجاح عرض فيلم تايتنك الشهير ... التقرير أفاد أنه في اواخر الثمانينياات أوائل التسعينيات لوحظ من خلال احدى التقارير داخل الولايات المتحدة ارتفاع معدلات الجريمة و العنف بشتى الصور ، وقد اشار التقرير في تحليل لهذه الظاهرة أنها بسبب موجة الافلام التي تعرض في هذه الفترة ..
فكان من الادارة الامريكية ان طلبت من القائمين على صناعة السنيما هنالك ان ينتجوا افلاما على نقيض الفترة السالفة لها تماما ، فكان من أهم هذه الاستجابات فيلم تايتنك والذي تعد قصته عادية اذا ما تناولناها من منظور نقدي ، لكن ضع الى جوار القصه - العادية - الرومانسية المفقودة في المجتمع مضافا اليها المزيد من ضافات الاخراج وامكانات التصوير ، يخرج العمل مغيرا لوجه السينما في اوائل العقد لتنخفض بعده الجريمه بشكل ملحوظ كما اشارت الدراسة التي اشرت اليها بداية.
الرواية مؤثرة لا شك ، اذا ما وُجهت لهدف سام ، وعولجت فيها مشاكل المجتمع باسقاطات توقظ ضمير القارئ وتنبه على ما يجب عليه تجاه مجتمعه .
دمتم جميعا بأحسن حال...

[أسامه الحموي]

سلمت لنا دوما وبعد :
تكلم المخرج السوري أحمد بيازيد في حلقات يتوبية اسمها سواعد الإخاء، عن حواره مع مخرج هوليودي خلاصة السؤال :
لماذا تحاربوننا بسينمائكم؟. فقال :
عندمآ تجد أحدهم وقد سلط عليك سلاحا، ماذا تفعل؟.
وماكان منه إلا أن ربت على كتفه قائلا :
Good luck
بمعنى واجهونا كما نواجهكم..
أستاذ محمد لايهمني مايحصل في الغرب.. يهمني أمتي ومستقبل شبابها ..
ونحن أول من نتأثر بالشاشة لانعدام الأعمال البناءة، في شاشتنا.
أكتفي بهذا القدر. وشكرا لمتابعتك

[محمد سرحان]

كلامك صحيح سيدي فالمهم هي امتنا وهذا ما عنيته تماما.
ان العمل الروائي اذا صلح هدفه كان نافعا والعكس بالعكس.
هذا ما أرجوه من ان يحذر اصحاب الاقلام من الاسفاف. ذلك الشبح المخيف الذي يحيط بالأقلام فيحيلها شياطين تجتال المجتمع.
اللهم اصلح احوالنا.