جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــ ـــــ
فرق الموت الثقافي
ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

لا أدل ّ على وجود ( فرق موت ثقافي ) ، تمتهن عزل العراق عن الثقافة العربية والاسلامية ، وصارت اخطر من فرق الموت المعروفة في شوارعنا التي خزنت في ذاكراتها مئات الألوف من ضحاياها الأبرياء ، الا ّ سكوت وتغاضي من نالوا القاب مسؤولين كبارا في حكومتنا ( الديمقراطية ) ، من العمّة الأيرانية في الجنوب الى العمّة الكردية في الشمال ، ودلالة هروب معظم مثقفينا ، عربا ( شيعة وسنة ) واكرادا وتركمان ومسيحيين ، من بطش فرق تخصصت في قتل المثقفين العراقيين الحقيقيين والثقافة العراقية المعاصرة لإستبدالها بثقافة عنصرية فريدة في دمويتها .

وليس ( خوفا ) ، كما يظن البعض ، من المسؤولين ( الكبار ) في حكومتنا تلك من هذه الفرق ، ولاعجزا او تعاجزا من معالجتها علنا او سرا ، وانما هو تواطؤ موثق على شراكة باتت فضيحتها تفوق فضيحة وراثية لعنز تعرض عوراتها في الأسواق دون تردد ، لأن هؤلاء تعاقدوا ، سرا وعلنا ، مع شاريين للعراق في آن : اميركا وايران ، اثبتا ان اهم ّ اجنداتهما ( الثقافية ) في البضاعة المشتراة ، العراق ، هو تغريبها عن اصلها وعن بيئتها واجتثاث تأريخها اينما وكلما ذكر ، فمنعت اللغة والأسماء العربية في الشمال ، وصارت اللغة الفارسية لغة ( التباهي ) الطائفي العرقي على العراقيين العرب في الجنوب .

واذا كانت فضيحة كتاب عراقيين ، مجّدوا منجزات الاحتلال المركب الامريكي الأيراني مقابل ( 300 ) دولار عن كل مقالة تشيد بمقتل مايقارب المليون من عرب العراق وتشريد مايقارب من خمسة ملايين منهم داخل وخارج البلد في اقل من خمس سنوات ( ديمقراطيات ) جاءت هبة من ( هدية الله ) لحمقاه ــ حسب وصف جلال الطالباني لبوش ــ وتحت تهم باتت مضحكة ، رغم مرثاويتها ، مثل : بعثيين صداميين ، واسلاميين متشددين ، ووهابيين ، وغير ذلك من اوصاف سقطت على اكثر من ( 70 ) الف معتقل من العرب السنة بدون تهمة مثبتة ، فقد بهتت فضيحة قابضي ثمن مقالاتهم من اميركا وايران امام فضائح اكبر واعمق اثرا منها ، لابل واخطر .

مالايقل عن( 7000 ) مسلح ، ايراني النسب لااحد يعرف حتى اسمائهم الحقيقية الكاملة ، يسيطرون الآن على ( الأمانة العامّة للروضتين الحسينية ) المسؤولة عن مرقدي الإمامين الحسين والعباس في كربلاء ، وقد حولوا بعض غرف المرقدين مع البيوت المجاورة الى مراكز اعتقال وتعذيب ومخازن اسلحة . ويرأس هؤلاء شخصان احدهما معروف باسم ( افضل ) والثاني ( ابو دكة ) ، وكلاهما ايرانيان !! حسب مصادر كربلاء نفسها ، ومصادر الوقف الشيعي العراقي نفسه .

وكأنها نكتة سمجة تلقى ، صرّح احمد الحسيني عضو مجلس محافظة كربلاء ، رئيس لجنة الأوقاف والسياحة الدينية : ( نحن لانعلم اين تذهب اموال الحضرتين الحسينية والعباسية ) ، فيما صرحت مصادر شيعية : ( الوقف الشيعي لاعلاقة له حاليا بجمع النذور والهبات ، وان عناصر حماية الروضتين تنفذ هذه المهمة دون رقابة ) !! وذكرت معظم المصادر ان : ( واردات الحضرتين تصل الى مابين ثلاثة الى اربعة مليارات دولار عدا الهبات والهدايا العينية ) وان هذا الميليشيا تسيطر على مدخولات الروضتين ( منذ اربع سنوات ) وتمول نفسها من واردات مرقدين عربيين ضد عرب العراق وعرب الجوار في آن !! .

وعندما نضع مايجري في ضرائح دينية عربية عراقية ، لايمكن لأحد ان يجادل في نسبها ، ازاء ما هو غير ديني مثل تفجير تمثال الخليفة المنصور بالله باني بغداد ، وخطف تمثال الشاعر العبقري المتنبي بحجة ترميمه ولم يظهر ، ولن يظهر ، ومحو كل التسميات العربية ذات الدلالة على اصل العراق العربي واعتزازه بتاريخة الاسلامي العربي في جنوب البلد ، بالتزامن والتجايل مع ماجري وما يجري في الشمال الذي حرّم تداول اللغة العربية في مخاطباته ، وبات العربي من العراق يحتاج الى كفيل كردي واذن اقامة من ( البيش مركة ) !!

وازاء ظاهرة التكلم باللغة الفارسية في البصرة ( تفاخرا ) على عربها ، وازاء ( البطولة ) في احتقار اللغة العربية في الشمال ، نضع انفسنا كعراقيين شاء الله لنا انو نولد عربا على مقربة ( شبر واحد ) من الاعتراف ( وبالقوة ) بأن الإمام علي ، وولدية الحسن والحسين ، رضوان الله عليهم ، من اصل فارسي ، على دلالة التثقيف الجاري في كل مفاصل الثقافة الرسمية ان : ( آل البيت ) لابد ان يكونوا فرسا ايرانيين ليحترموا ويبجلوا وتقبل اياديهم واقفيتهم في العراق !! وبتنا على مسافة ( اصبعين ) من الاعتراف بأن ( بيش مركة ) الطالباني والبرزاني ينحدرون من نسل بنى تأريخ العراق مذ نزل به ( آدم ) عليه السلام حتى اليوم الذي نزلت فيه ( هدية الله ) لحمقاه على حماقة الاحتلال !! .

واذا كانت مواقع ( فرق الموت الثقافي ) تضع اصابعنا على اوكار حواضن خرائط سرطان العنصرية المركّبة ومنابت التفتيت في العراق وفي دول الجوار العراقي بشكل خاص .فإن السؤال الدي يفرض نفسه هو : متى تضع الأمة العربية جهاز مناعة من امراض الثقافة العنصرية المعدية ؟! .

- تم حجب البريد آلياً -
http://www.akhbar-alkhaleej.com/Arti...0 656&Sn=CASE