شاعر الدعوة ...


--------------------------------------------------------------------------------


شاعر الدعوة.. انتظم في صفوف الحركة الإسلامية في بغداد منذ نعومة أظفاره، وأخلص للدعوة الإسلامية، وجهز بحبه لها ولرجالها، وثبت على هذا الحب رغم ما جره عليه من متاعب، وقام يدعو الشباب المسلم إلى ضم صفوفه في جبهة واحدة، ودعاهم إلى الانضمام إلى الحركة الإسلامية المتعاظمة في العالم الإسلامي، وأخذ بشعره يبين أهداف الحركة الإسلامية ويزين شعاراتها، فهو يقول:



هذي دعائم دعوة قدسية *** كتب الخلود لها مدى الأزمان
هذي مبادئنا التي نسعى لها *** في حالة الإسرار والإعلان
الله غايتنا وهل من غاية *** أسمى وأغلى من رضى الرحمن
وزعيم دعوتنا الرسول وما لنا *** غير الرسول محمد من ثان
دستورنا القرآن وهو منزل *** والعدل كل العدل في القرآن
وسبيل دعوتنا الجهاد وإنه *** إن ضاه ضاعت حرمة الأوطان
والموت أمنية الدعاة فهل ترى *** ركناً يُعاب بهذه الأركان



ولد في حي الأعظمية ببغداد سنة 1930م، ونشأ في أسرة محافِظة وفي بيئة دينية، عُرف في شبابه بالمواظبة على دروس العلم في مساجد بغداد، و بدأ في نظْم الشعر وهو ابن خمسة عشر عامًا

انتسب الأعظمي إلى معهد الفنون الجميلة ببغداد قسم الخط العربي والزخرفة الإسلامية وتخرَّج منه، وله كتابات كثيرة بالكاشاني في جوامع بغداد، وكان يشغل منصب خبير شؤون المصاحف في وزارة الأوقاف العراقية، وخبيرًا في فنِّ الخط العربي وتاريخه وآدابه في وزارة الإعلام والثقافة العراقية.

زار الكويت والإمارات العربية وسورية والأردن وفلسطين والسعودية واليمن ومصر والجزائر و إيران، كما كان عضواً مؤسِّسًا في الحزب الإسلامي العراقي سنة1960م، وعضوًا مؤسسًا لجمعية المؤلفين والكتاب العراقيين، وعضوًا مؤسسًا لجمعية الخطاطين العراقيين، وعضوًا مؤسِّسًا لمنتدى الإمام أبي حنيفة في الأعظمية.

لم يكن مجرد شاعر ولد وذهب ليطوى في صفحات النسيان .. لكنه بصدقه وإخلاصه ألف مدرسة شعرية ..وصرخة في الأمة سيظل صوتها يعلو إلى الأبد ..لما كان في نفسه من حرقة لإعادة مجد أمته، و يبرز إبداعه الشعري في بعض من الأبيات القوية . التي لا يمكن أن تمر مناسبة دون أن تمر على لسان المسلم ومنها:



يا هذه الدنيا أصيخي واشهدي إنا بغير محمد لا نقتدي



و تميز بأشعاره الإيمانية التي تدخل شغاف القلوب:



سجدة لله عند السحر تغسل الروح بضوء القمر



كما كان في كثير من أشعاره يلوم نفسه على تقصيرها :


الشيب لاح بمفرقي *** فمتى أتوب وأتقي
يا نفس لا تتملقي *** عودي لربك واصدقي



ومن قصائده قصيدة ذكر ونسيان من ديوان أغاني المعركة والتي يقول فيها:


شريعة الله للإصلاح عنوان *** وكل شيء سوى الإسلام خسران
لما تركنا الهدى حلت بنا محن *** وهاج للظلم والإفساد طوفان



ويقول فيها:


محمد أنقذ الدنيا بدعوته *** ومن هداه لنا روح وريحان
لولاه ظل أبو جهل يضللنا *** وتستبيح الدما "عبس" و"ذبيان"




الشاعر الأعظمي معروف مشهور في سائر الأقطار الإسلامية، ولشعره سيرورة عجيبة في مشرق الوطن العربي ومغربه، ويحفظ الناس الكثير من شعره المتميز بالقوة، والجرأة، والصدع بالحقّ. وقد خلّف خمسة دواوين هي: الشعاع، الزوابع، أغاني المعركة، نفحات قلب، قصائد وبنود


آخر قصائده:
وكانت آخر قصيدة نظمها - وألقيت بالنيابة عنه بسبب مرضه - في احتفالية أقيمت في مدينة الموصل شمال العراق في شهر تموز من العام الماضي، ومن بين أبياتها:


أعاهد ربي أن أظل مجاهدا *** أشدو بميلاد النبي قصائدا
أدعو الأنام بها إلى سبل الهدى *** مستنهضا منهم شعوراً خامدا
وأبث في روح الشباب عزيمة *** تذكي بأعماق القلوب مواقدا
لتقوم تجتث الفساد بهمة *** تبقي لهيب ضرامها متصاعدا




العراق في عيونه:
وأعرب الشاعر والخطاط وليد الأعظمي عن أسفه وألمه للوضع الراهن في العراق وشعبه وهو يرزح تحت وطأة الاحتلال من قبل جيوش الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأنشد قائلاً:



في كل مؤتمر تبدو مبادرة *** فيها لشباننا الأبطال تخذيل
يقررون ويحتجون لاهية *** قلوبهم فهي أدوار وتمثيل
لا ينبسون بحرف فيه بارقة *** من الصمود ليستقوي بها الجيل
يهرولون ليرضى (بوش) سيدهم *** عنهم ويشكرهم موشي ورابيل
ولا ترد أذى أعدائنا صور *** ولا ترد الصواريخ التماثيل
هم الأسود على أبناء أمتهم *** وعند (شارون) أقزام مهازيل




ومع حلول السنة الهجرية 1425هـ وفي أول يوم منها انتقل شاعرنا الإسلامي إلى جوار ربه، وقد تجاوز الثالثة والسبعين من عمره، وذلك بعد صراع مع المرض دام أكثر من شهر، عقب إصابته بجلطة تلقى خلالَها العلاج.

رحم الله الفقيد، وأسكنه الفردوس الأعلى بما قدّم للدعوة والوطن، والأمة، وعوّضنا من يسدّ مسدّه في ميادين الدعوة والوعي والحركة والإخلاص والبحث والخطّ والشعر، فقد كان وليد قمة في هذه جميعاً.


للمزيد من المعلومات على هذا الرابط
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail...sItemID=183696