صدر للكاتب والباحث الفلسطيني جهاد صالح
"الروّاد المقدسيون في النهضة الفكرية والأدبية في فلسطين"
خاص بالأسبوع المقدسي الجمعة 22 تشرين الأول 2010
صدر عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في رام الله، للكاتب والباحث الفلسطيني جهاد أحمد صالح، "سلسلة الروّاد المقدسيون في الحركة الفكرية والأدبية في فلسطين".
وتضم السلسلة عشرين كتاباً متسلسلاً، خصّ الكاتب الجزء الأول منها للحديث عن البيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية التي عاش ها هؤلاء الرّواد، وأبدعوا إ نتاجهم فيها، وجاء بعنوان:
"التشكيل الروحي والبيئة الفكرية والثقافية في القدس ـ من بداية النهضة حتى النكبة" وقسّمه إلى أربعة أبواب:
1. الباب الأول: صورة المجتمع الفلسطيني.
2. الباب الثاني: العوامل المباشرة للنهضة.
3. الباب الثالث: التشكيل الروحي والبيئة الثقافية في القدس.
4. الباب الرابع: الحياة الفنية في القدس (الغناء، الموسيقى، التمثيل).
ويقع هذا الجزء من الموسوعة في 225 صفحة.
أما الروّاد والأعلام الذين تناولتهم السلسلة، وعددهم تسعة عشر رائداً، خص الباحث لكل رائد كتاباً مستقلاًَ، أوردهم متسلسلين بحسب تواريخ ميلاد الروّاد جاءت على النحو التالي:
الرقم
الاسم
حياته
مجال إبداعه
1.
يوسف ضياء الخالدي
1829 ـ 1906
جهود مبكرّة في الحركة الإحيائية
2.
المعلم نخلة زريق
1861 ـ 1921
رائد تعليم "العربية" في فلسطين
3.
روحي الخالدي
1864 ـ 1912
رائد البحث التاريخي والأدب المقارن
4.
بندلي الجوزي
1871 ـ 1924
رائد البحث العلمي الاجتماعي
5.
خليل السكاكيني
1878 ـ 1953
رائد التجديد الفكري والأدبي في فلسطين
6.
الشيخ عبد القادر المظفر
1880- 1949
حياة حافلة ونهاية حزينة
7.
أحمد حلمي عبد الباقي
1882 ـ 1958
شاعر الرباعيات في فلسطين
8.
محمد اسعاف النشاشيبي
1882 ـ 1948
علاّمة فلسطين وأديب العربية
9.
عارف العارف
1892 ـ 1973
عميد المؤرخين الفلسطينيين
10.
جمال الحسيني
1892 ـ 1982
جهود روائية مبكّرة
11.
أحمد سامح الخالدي
1896 ـ 1951
رائد الفكر السياسي التربوي
12.
واصف جوهرية
1897 ـ 1973
رائد الموسيقى والغناء في فلسطين
13.
اسحق موسى الحسيني
1904 ـ 1990
عميد الأدب العربي في فلسطين
14.
نجاتي صدقي
1905 ـ 1979
رائد المدرسة الواقعية الاشتراكية
15.
إميل الغوري
1907 ـ 1982
عبر ستين عاماً فلسطينية
16.
نصري الجوزي
1907 ـ 1996
من أعلام المسرح في فلسطين
17.
قسطنطين ثيودوري
1912 ـ 1999
رائد البحث بالمعاجم اللغوية
18.
روحي الخطيب
1914 ـ 1994
حياة حافلة في خدمة القدس
19.
فايز علي الغول
1915 ـ 1972
رائد الكتابة المدرسية
والجدير ذكره، أن هذا العمل الذي يقدمه الكاتب والباحث جهاد صالح جزء من عمل أوسع وأشمل عكف على إعداده منذ ما يقارب الخمس سنوات، بعنوان "موسوعة روّاد النهضة الفكرية والأدبية [IMG]file:///C:/DOCUME~1/ADMINI~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]وأعلامها في فلسطين (من بداية النهضة حتى النكبة) يقدّم فيها سيرة حياة، وقراءات في أعمال، وإبداعات مئة وعشرين رائداً وعلماً فلسطينياً في مجال الإبداع الفكري والأدبي في هذه المرحلة.
وحول الحوافز التي دفعته إلى تخصيص الروّاد المقدسيين في هذه الموسوعة، والاستعجال في إصدارها منفصلة، يقول جهاد صالح في مقدمته: "كثيرة هي الأسباب التي حفزتني للكتابة في موضوع القدس، من خلال سيرة هؤلاء الروّاد من أبنائها، الذين استمتعوا بجمالها، واستنشقوا طيب نسائمها، وأقاموا صلواتهم الخاصة في جوامعها وكنائسها، وشوارعها، وأزقتها، فأبدعوا بين جدران منازلها ومدارسها ودور العلم فيها، فصالوا وجالوا في دروب العلم والثقافة والمعرفة، وشيّدوا بنيان ثقافة مفتوحة نوافذها على أفق الغد في لحظات توّاقة للمشتهيات الإنسانية العادلة، في التعبير وفي الحياة، وفي الخروج عن النمطية المقرّرة منذ عصور؛ وكانت القدس مرتع روحهم، وملهب وجدانهم في رحلتهم الإبداعية التي انطلقت منها، وترعرعت فيها، وتسامت إليها.
*****
أولئك الروّاد المقدسيّون ، الذين نكتب سيرتهم من خلال ما كتبوا وأبدعوا وما قاموا به من مجهودات فكرية وثقافية، ساهمت في صنع تاريخ القدس، ومستقبلها، لم يكتبوا لمرحلة (طواها النسيان) نتيجة ما آلت إليه القدس في مرحلتها الحالية؛ بل صنعوا تاريخاً منفتحاً لحياة القدس في جميع مجالاتها، الفكرية والاجتماعية والثقافية، ولم يكونوا من نمط المفكرين الذين يختارون العزلة عن الناس، لتوفير الوقت اللازم لأبحاثهم ودارساتهم؛ فلم يتركوا فسحة من الوقت إلا استثمروها في القراءة، والكتابة، بعقول نقدية منفتحة على المعرفة الإنسانية دون تردّد أو استنكاف. وكانوا كلما ازدادت وطأة الأحداث عليهم وعلى شعبهم، ازدادوا تعلقاً بالحياة، والرغبة فيها حتى الثمالة، وازدادت هواجسهم ورغبتهم المستمرة في الكتابة والتأليف والإجادة والإبداع، بحداثة وشفافية وصدق، تحترم العقل، وتعلي من شأن الحياة؛ فرأوا في الثقافة أداة سامية الأغراض، قوامها جلاء الروح وتهذيب العاطفة وصقل العقل، بعيداً عن التصوّر النفعي الذي يرى الثقافة في مردودها الاجتماعي المباشر، وما يؤمنه من مصالح وامتيازات.
أولئك، استحقوا صفة الريادة (على الرغم من ندرتها في واقع الحال)، ليس فقط لأن الواحد منهم (على الأغلب) خاض ميادينها في عدد من المجالات، الوطنية والاجتماعية والفكرية والثقافية والتربوية؛ بل لأنهم من القلّة التي سبقت غيرها في مجابهة الأخطار التي تتهدد أمتهم، وجابهوا الواقع المؤلم الذي يعشيه شعبهم، ولم تغب عن بالهم حقيقة ارتباط الصهيونية كعقيدة، وحركة، بالاستعمار ونموذجه الانتدابي في فلسطين، وكانوا من القلّة التي آمنت بأهمية التعليم وتعميم الثقافة الوطنية، ووضع البرامج التربوية والتثقيفية من الواقع العربي في ظروفه وتطلعاته، وكانوا مشاعل وحدة المجتمع وترفعه عن الانقسامات الطائفية التي كانت سائدة في مرحلتهم، وأدركوا قبل غيرهم أن العلم والتطوّر من جانب، وضرورة دراسة التراث والحفاظ عليه من جانب آخر، هما سلاحنا الحقيقي، وحافزنا الدافع لشد إنساننا إلى أرضه وتراثه في مجابهة حلم الصهيونية في تهويد الأرض والتراث في فلسطين...
ولأن من أهداف الإجراءات الصهيونية محو ذاكرة المشهد المقدسي الفكري والاجتماعي والثقافي منذ بداية الفكرة الصهيونية، ومشروعها الاستيطاني الكولونيالي في تحقيق الوطن القومي اليهودي في فلسطين، وتهميش دور أبنائها، فإننا نقدّم هذه السلسلة بمثابة الرد (الحضاري)، لنقول إن مدينة القدس وحدها في فلسطين، كان منها هذه النخبة المختارة من الروّاد في تلك الفترة، فهل بإمكانكم أن تقدّموا لنا روّاداً ومبدعين، غير أسماء قائمتكم الطويلة، من قادة العصابات الصهيونية ورجالاتها، الذين لم يبدعوا سوى بالقتل والدمار والتخريب ... ولله في خلقه شؤون.
للمزيد: