قصّــة ســبأ


قـال الله تعالى : { لقد كـان لسبـأٍ فى مسكنهم آيةٌ عن يمنين وشمــالٍ كلوا من زرق ربّكم واشكروا له بلدةٌ
طيّبة وربٌّ غفور. فأعرضوا فأرسلنـا عليهم سيل العرم وبدّلناهم بجنَّتيهم جنَّتين ذواتيْ أكلٍ خمطٍ وأثلٍ وشيءٍ
من سدرٍ قليل . ذلك جزينـاهم بمــا كفروا وهل نجــازي إلاّ الكفور . وجعلنـا بينهم وبين القرى الّتي باركنـا
فيهـا قرى ظــاهرةً وقدرنــا فيهــا الســير سِــيروا فيهــا ليالي وأيّــاماً آمنين. فقــالوا ربّنــا بــاعد بين اسفارنا
وظلمـوا أنفسهم فجعلنــاهم أحـاديثَ ومزّقنــاهم كلَّ ممزق إنّ في ذلك لآيــاتٍ لكلِّ صـبـارٍ شكور }.

قــال علمــاء النّســب منهم محمد بن إسـحــاق
اســم سبــأ عبد شمس بن يشــجب بن يعـرب بن قحطــان . قـالوا وكــان أوّلَ من سبى من العرب فســميَ سبأ
لذلك وكــان يقــال له الرائش لأنّه كــان يعطى النّــاس الأموال من متــاعه. قــال السهيلي ويقــال أنّه أوّل من تتوّج وذكر بعضهم أنّه كــان مسلمـاً وكــان له شــعر بشّـرَ فيه بوجود رسول الله صلـ الله عليه وسلم ـى فـمن

ذلك قـوله:
سيمــلك بعدنــا ملكــاً عظيمــاً ... نبيٌّ لا يـرخِّـص فى الحــرام
ويمـــلك بعــــده منهــــم ملـوك ... يدينـــون العبــــاد بغـــير ذامِ
ويمــلك بعـدهـــم منـــا ملــوكٌ ... يصـــير المــلك فينــا بإقتســام
ويمــــلك بعـــــد قحطـــانٍ نــبيٌّ ... تقــيٌّ جبينـــهُ خــــيرُ الأنــــام
يسمـــىأحمـــد اًيــاليــــت أنّي ... اُعمّــــرُ بعــــد مبعثِــــه بعـــام
فـأعضــده وأحبــــوه بنصـــري ... بكــــلِّ مدجـــج وبكــــلِّ رام
متـى يظــهرْ فكــونــوا ناصــريه ... ومن يلقـــاه يبلِّغـــه ســـلامـي

وقـــأل الإمــام أحمد من حديث عبدالله بن العبّــاس يقــول أن رجـلاً سئل النبيّ صلـ الله عليه وسلم ـى عن سـبأ مـا هو أرجل أم إمــرأة أم أرض قــال بل هو رجل وُلد عشــرة فسكن اليمن منهــم ستّة وبالشـام منهـم أربعة .
فأمـــا اليمــانيُّـون فـ مذحج و كنده و الأزد و الأشــعـريون وأنمــار و حمـير. وأمــا الشــامية فلخم و جذام و عــاملة و غسّــان ..... آخره.
والمقصــود ان سبأ يجمع هـذه القبال كلّهــا وقد كـان فيهم التبـابعة بأرض اليمـن واحدهم تبّع وكــان لملوكهم تيجــان يلبســونهــا قي الحكم كمــا كــانت الأكــاسرة ملـوك الفرس يفعـلون ذلك وكـانت العرب تســمي كلَّ من ملك اليمن مع الشحر وحضـرموت تبّـعـاً كمــا يسمّــون من ملك الشّــام مع الجزيره قيصـر ومن ملك الفرس كِـســرى ومن ملك مصـر فرعون ومن ملك الحبشــة النجـاشيْ ومن ملك الهـند بطليموس وقد كــان من من جملة جملة ملــوك حمـير بأرض اليمن بلقيس كمــا وردت قصّــتهــا مع سليمــان عليـ السلام ـه . وقد كــانوا في غبطةٍ عظيمة وأرزاقٍ وافــرة دارة وزروع كثيرة وكـانوا مع ذلك على الإسـتقـامة والسـداد وطريق الرشــاد فـلمّــا بدّلوا نعمة الله كفـراً أحــلّوا قومهــم دار البــوار.

وللحديث بقيّةٌ إنشــاء الله.